تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لزوم التقوي من اصلاح القلوب]

ـ[جليبيب الفلسطيني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:21 م]ـ

الحمد لله وحده،

والصلاة والسلام على

من لا نبي بعده محمد

بن عبد الله وعلى آله

وصحبه أجمعين.

يقول الله تعالى

} اتقوا الله حق

تقاته {.

قال النبي صلى الله

عليه وسلم: "إنما

بعثت لأتمم صالح

الأخلاق"] رواه أحمد وقال

البيهقي في مجمع

الزوائد رجاله رجال

الصحيح، ورواه البزار

بلفظ "مكارم

الأخلاق [".

أخي الحبيب:

الواجب على العاقل أن

يعمل من أجل المصير

الأخير – الدار الآخرة –

التي من أجلها خلقه

الله سبحانه وتعالى

وأن يكون عالماً بكل ما

أمره به الدين وما نهاه

عنه ومطبقاً له في كل

شؤون حياته ومتزوداً

ومستعداً بالتقوى

والأعمال الصالحة وأن

يعمل في دنياه من أجل

أخراه حتى تسجل له

الحسنات وتمحى عنه

السيئات.

تزود من التقوى فإنك

لا تدري

إذا جن ليل هل تعيش

إلى الفجر

فكم من فتى أمسى

وأصبح ضاحكاً

وقد نسجت أكفانه وهو

لا يدري

وكم من صغار يرتجى

طول عمرهم

وقد أدخلت أجسامهم

ظلمة القبر

وكم من عروس زينوها

لزوجها

وقد قبضت أرواحهم

ليلة القدر

وكم من صحيح مات من

غير علّة

وكم من سقيم عاش

حيناً من الدهر

أصل التقوى:

وأصل التقوى الوقاية

مما يكره، وسأل عمر بن

الخطاب t أبي بن كعب

عن التقوى فقال له:

"أما سلكت طريقاً ذا

شوك؟ " قال: "بلى"،

قال: "فما عملت؟ " قال:

"شمّرت واجتهدت"، قال:

"فذاك التقوى".

وأنشد ابن المعتز:

خلّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التُّقى

واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما

يرى

لا تحقرنّ صغيرة إن الجبال من الحصى

وعن مالك بن دينار

قال: "اتخذ طاعة الله

تجارة، تأتك الأرباح من

غير بضاعة".

وقال أبو حاتم: "قُطب

الطاعات للمرء في

الدنيا: هو إصلاح

السرائر، وترك إفساد

الضمائر، والواجب على

العاقل الاهتمام

بإصلاح سريرته،

والقيام بحراسة قلبه

عند إقباله وإدباره

وحركته وسكونه، لأن

تكدر الأوقات، وتنقص

اللذات، لا يكون إلا عند

فساده."

إذا ما خلوت الدهر يوماً

فلا تقل

خلوتُ ولكن قل عليّ

رقيبُ

ولا تحسبن الله

يغفلُ ساعة

ولا أن ما يخفى عليه

يغيبُ

ألم تر أن اليوم أسرع

ذاهب

وأن غداً للناظرين

قريبُ

قال كعب: "والذي فلق

البحر لبني إسرائيل،

إني لأجد في التوراة

مكتوباً: يا ابن آدم، اتق

ربك، وصل رحمك، وبر

والديك، يمدَّ لك في

عمرك، وييسر لك

يُسرك، ويُصرف عنك

عُسرك."

قال مالك بن دينار: "إن

القلب إذا لم يكن فيه

حُزن خرب كما يخرب

البيت إذا لم يكن فيه

ساكن، وإن قلوب

الأبرار تغلي بأعمال

البر، وإن قلوب الفجار

تغلي بأعمال الفجور،

والله يرى هُمومكم،

فانظروا ما همومكم؟

رحمكم الله."

وعن الحسن البصري

قال: "إنكم وقوف ها هنا

تنتظرون آجالكم، وعند

الموت تلقون الخبر،

فخذوا مما عندكم لما

بعدكم."

وقال أبو حاتم: الواجب

على العاقل أن يأخذ مما

عنده لما بعده، من

التقوى والعمل

الصالح بإصلاح

السريرة، ونفي

الفساد عن خلل

الطاعات، عند إجابة

القلب وإبائه، فإذا كان

صحة السبيل في

إقباله موجوداً أنقذه

بأعضائه، وإن كان عدم

وجوده موجوداً كبحه

عنها، لأن بصفاء

القلب تصفو

الأعضاء.

وأنشد المنتصر

الأنصاري:

وإن امرأً لم يصف لله

قلبُه

لفي وحشةٍ من كل

نظرة ناظر

وإن امرأً لم يرتحل

ببضاعة

إلى داره الأخرى فليس

بتاجر

وإن امرأ ابتاع دنيا

بدينه

لمنقلب منها

بصفقة خاسر

وذلك حاصل لمن زهد

في التجارة مع الله

سبحانه واستبدل

الحصى بالدر، والنار

بالجنة، والبوار

بالقرار، وذلك هو

المغبون الخاسر في

الدنيا والآخرة كقوله

تعالى) فما ربحت

تجارتهم وما كانوا

مهتدين (، وهو كما قال

الشاعر:

نرقع دنيانا بتمزيق

ديننا

فلا ديننا يبقى ولا ما

نرقعُ

فطوبى لعبد آثر الله

ربه وجاد بدنياه لما يتوقعُ

وعن خالد الرّبعي قال:

"كان لقمان عبداً

حبشياً نجاراً، فأمره

سيده أن يذبح شاةً

فذبح شاة، فقال له:

ائتني بأطيب

مضغتين في الشاة،

فآتاه باللسان

والقلب، ثم مكث أياماً،

فقال: اذبح شاة فذبح،

فقال له: ألقِ أخبث

مضغتين في الشاة،

فألقى إليه اللسان

والقلب، فقال له

سيده: قلت لك حين

ذبحت الشاة: ائتني

بأطيب مضغتين في

الشاة، فأتيتني

باللسان والقلب، ثم

قلت لك الآن حين

ذبحت الشاة: ألقِ أخبث

مضغتين في الشاة،

فألقيت اللسان

والقلب؟ فقال: إنه لا

أطيب منهما إذا طابا، ولا

أخبث منهما إذا خبثا."

وما المرء إلا قلبه

ولسانه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير