تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الوقفة الثانية: فمع المجرم الأول: والرأس المدبّر المحرِّض على ارتكاب المجزرة: وزير السوء الرافضي ابن العلقمي قبحه الله. قال ابن كثير: ((وزير المستعصم، وزير سوء على نفسه، وعلى الخليفة، وعلى المسلمين مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب وكان رافضيا خبيثا سيئ الطوية على الإسلام وأهله .. وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كَاتَبَ التتار، وأطمعهم في أخذ البلاد، وسَهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرِّجال، وذلك كله طمعا منه أن يُزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يُقِيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، والله غالب على أمره، وقد رد كيده في نحره، وأذلَّهُ بعد العزة القعساء وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيرًا للخلفاء واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والأطفال، فالحكم لله العلي الكبير رب الارض والسماء)) اهـ

ولكن الله لم يمهل هذا الخائن ــ كما ندعوه سبحانه ألا يمهل خونة اليوم منهم ــ يقول ابن كثيررحمه الله: ((لم يمهله الله ولا أهمله بل أخذه أخذ عزيز مقتدر .. حَصَلَ له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم وزال عنه ستر الله وذاق الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. وانقطع في داره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن في قبور الروافض، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين مالا يحسد ولا يوصف، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة، ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا)) اهـ.

الوقفة الثالثة: مع المجرم الثاني والرأس المدبر على ارتكاب هذه المجزرة وهو عالم الشيعة المعروف ومرجعهم الكبير، وصاحب المؤلفات الكثيرة عندهم: الرافضي نصير الدين الطوسي قبحه الله، والذي استوزره هولاكو خان، فقام بتحريضه على غزو العراق، وقتل الخليفة المستعصم، فجاء مع الغزو بنفسه، وفي مقدمة الرَّكب ــ كما جاء الكثير من مراجع العار والخيانة في مقدمة قوات الاحتلال للعراق!!

يقول علامتهم وحجتهم إبراهيم الزنجاني في " عقائد الإمامية الاثني عشرية " (3/ 231) ((كان ابتداء دولة هولاكو خان في إيران عام 650هـ وانتهاء دولته وسلالته بموت سعيد خان سلطانية زنجان عام 736هـ، وحمل على العراق بقيادة نصير الدين الطوسي فيلسوف الإسلام، وبتأييد سديد الدين العلقمي وزير الخليفة العباسي بتاريخ 656هـ وقضى على خلفاء بني العباس)) اهـ. وقال مؤرخهم محمد باقر الخوانساري في ترجمة المجرم الطوسي من كتابه " روضات الجنات " (6/ 279).: ((ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان، من عظماء سلاطين التاتارية وأتراك المغول، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد، مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد نائرة الجور والإلباس بإبداء دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فأنهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار)) اهـ.

انظرو لوصف هذ1ا المجرم لما فعلوه بأهل بغداد وقارنوا!

الوقفة الرابعة: لا تعجب أخي المسلم من هذين المجرمين اللذين قاما بالتحريض والإفتاء والتخطيط مع التتار للقضاء على الخلافة العباسية لإقامة الخلافة الشيعية. فهذا آيتهم العظمى الخميني ــ مرجع حزب إيران في لبنان ــ يقول ص (142) من كتابه الحكومة الإسلامية: ((ويشعر الناس بالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام)) اهـ. ونحن نسأل: ماذا يقصد الخميني بالخدمات الجليلة التي قدمها النصير الطوسي للإسلام؟ أجيبوا يا دعاة التقريب؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير