وفي فتاوى السبكي 2/ 585: (فإن قلت قد قال النووي رحمه الله: هذا ضعيف [أي حمل حديث تكفير من كفر المسلم على الخوارج] لأن المذهب الصحيح عدم تكفير الخوارج.
قلت: رضي الله عن الشيخ محيي الدين أخذ بظاهر المنقول من عدم التكفير وذلك محمول على ما إذا لم يصدر منهم سبب مكفر كما إذا لم يحصل إلا مجرد الخروج والقتال ونحوه أما مع التكفير لمن تحقق إيمانه فمن أين ذلك) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 590: (وأما المسألة الثالثة وهي تكفير أبي بكر ونظر أنه من الصحابة هذه لم يتكلم فيها أصحابنا في كتاب الشهادات ولا في كتاب الصلاة وهي مسألتنا والذي أراه أنه موجب للكفر قطعا عملا بمقتضى الحديث المذكور) اه
المذهب الحنبلي
في مذهب الحنابلة روايتان:
- رواية بعدم كفر من فعل ذلك وعليها الأكثر
- ورواية بكفر من فعل ذلك وهي الأشهر والأظهر:
وهذه بعض أقوالهم:
ففي الفروع لابن مفلح 6/ 153: (ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين بتأويل فهم خوارج بغاة فسقة وعنه كفار , وفي الترغيب والرعاية هو أشهر وذكر ابن حامد أنه لا خلاف فيه) اه
وفي مطالب أولي النهى 6/ 273: (ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين) وأموالهم (بتأويل ف) هم (خوارج بغاة فسقه) باعتقادهم الفاسد قال في المبدع: تتعين استتابتهم فإن تابوا وإلا قتلوا على إفسادهم لا على كفرهم ويجوز قتلهم وإن لم يبدأوا بالقتال قدمه في الفروع ...
(وعنه) أي الإمام أحمد إن الذين كفروا أهل الحق والصحابة واستحلوا دماء المسلمين بتأويل أو غير (كفار) قال (المنقح وهو أظهر) انتهى قال في الإنصاف: وهو الصواب والذي ندين الله به) اه
وفي مطالب أولي النهى أيضا 6/ 615: (فلا تقبل شهادة فاسق بفعل مما مر ... (أو في الرفض) أي تكفير الصحابة وتفسيقهم بتقديم غير علي عليه في الخلافة ... ) اه
الأدلة
أولا: أدلة من قال بتكفير من كفر بعض الصحابة:
1 - أحاديث تكفير من كفر مسلما وهي كثيرة:
قال السبكي في فتاويه 2/ 585: (وإنما قلنا إنه كافر لأمور: أحدها قوله ? في الحديث الصحيح (من رمى رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) اه
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة 1/ 129: (و يجاب بأن نص الشافعي رضي الله عنه وهو قوله أقبل شهادة أهل البدع والأهواء إلا الخطابية صريح فيما قاله النووي مع أن المعنى يساعده
وأيضا فتصريح أئمتنا في الخوارج بأنهم لا يكفرون وإن كفرونا لأنه بتأويل فلهم شبهة غير قطعية البطلان صريح فيما قاله النووي ويؤيده قول الأصوليين إنما لم تكفر الشيعة والخوارج لكونهم كفروا أعلام الصحابة المستلزم لتكذيبه ? في قطعه لهم بالجنة لأن أولئك المكفرين لم يعلموا قطعا تزكية من كفروه على الإطلاق إلى مماته وإنما يتجه لتكفيرهم أن لو علموا ذلك لأنهم حينئذ يكونون مكذبين له ?) اه
وفي في المواقف للإيجي 3/ 572 في معرض أدلة تكفير من سب الصحابة: (الثالث قوله ? (من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء به أي بالكفر أحدهما)
قلنا: آحاد وقد أجمعت الأمة على أن إنكار الآحاد ليس كفرا ومع ذلك نقول المراد مع اعتقاد أنه مسلم , فإن من ظن بمسلم أنه يهودي أو نصراني فقال له يا كافر لم يكن ذلك كفرا بالإجماع) اه
وفي فضائح الباطنية للغزالي ص 149: (فأن قيل فما قولكم فيمن يكفر مسلما أهو كافر أم لا؟
قلنا إن كان بعرف أن معتقده التوحيد وتصديق الرسول ? إلى سائر المعتقدات الصحيحة فمهما كفره بهذه المعتقدات فهو كافر لأنه رأى الدين الحق كفرا وباطلا
فأما إذا ظن أنه يعتقد تكذيب الرسول أو نفى الصانع أو تثنيته أو شيئا مما يوجب التفكير فكفره بناء على هذا الظن فهو مخطئ في ظنه المخصوص بالشخص صادق في تكفير من يعتقد ما يظن أنه معتقد هذا الشخص
وظن الكفر بمسلم ليس بكفر كما أنظن الإسلام بكافر ليس بكفر فمثل هذه الظنون قد تخطئ وتصيب وهو جهل بحال شخص من الأشخاص وليس من شرط دين الرجل أن يعرف إسلام كل مسلم وكفر كل كافر بل ما من شخص يفرض الا ولو جهله لم يضره في دينه بل إذا آمن شخص بالله ورسوله وواظب على العبادات ولم يسمع باسم أبي بكر وعمر ومات قبل السماع مات مسلما فليس الإيمان بهما من أركان الدين حتى يكون الغلط في صفاتهما موجبا للانسلاخ من الدين) اه
¥