تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه كتب باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب، والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه " ().

قال صفوان بن محرز: سألت ابن عمر ? عن الصلاة في السفر فقال: ركعتين ركعتين من خالف السنة كفر " ().

قال أبو عمر ابن عبد البر: " الكفر ههنا كفر النعمة وليس بكفر ينقل عن الملة كأنه قال كفر لنعمة التأسي التي أنعم الله على عباده بالنبي ? ففيه الأسوة الحسنة في قبول رخصته كما في امتثال عزيمته ? " ().

وعن عروة أنه قال لابن عباس: ألا تتقي الله ترخص في المتعة فقال ابن عباس: سل أمك يا عرية فقال عروة: أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا فقال ابن عباس ?: والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله نحدثكم عن النبي ? وتحدثونا عن أبي بكر وعمر" ().

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فالصراط المستقيم هو طاعة الله ورسوله وهو دين الإسلام التام وهو اتباع القرآن وهو لزوم السنة والجماعة وهو طريق العبودية وهو طريق الخوف والرجاء " ().

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

الحواشي

() مجموع الفتاوى لابن تيمية 13/ 363، وروح المعاني للألوسي 6/ 190، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 467، وقواعد التحديث للقاسمي ص 59، وأضواء البيان للشنقيطي 2/ 428.

() تفسير ابن كثير 1/ 391، والدر المنثور للسيوطي 2/ 299، والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار للعمراني 1/ 108، وفتح القدير للشوكاني 1/ 371.

() أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم (72) 1/ 71، والعمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 1/ 108.

() تفسير مجاهد 2/ 445، وتفسير الطبري 18/ 177، وتفسير ابن أبي حاتم رقم (14926) 6/ 231، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي رقم (718) 2/ 663، ورقم (726) 2/ 666.

() تفسير الطبري 18/ 177.

() تفسير الطبري 18/ 177.

() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 194،

() تفسير ابن كثير 3/ 307.

() أخرجه البخاري رقم (6851) 6/ 2655، وأحمد رقم (8713) 2/ 361، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رقم (17) 1/ 196 بلفظ " والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير قالوا يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".

() صحيح ابن حبان رقم (17) 1/ 196،

() أخرجه البخاري رقم (6718) 6/ 2611، ومسلم رقم (1835) 3/ 1466.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير