تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحقيقة الأمر خطير جداً، وقد قال لي الشيخ أنه "حيال ذلك، ذهبت وناصحت بعض المسؤولين، ففوجئت أن بعض المسؤولين قالوا والله ما علمنا"!!، فتعجبت لهذه المدينة التي تحوي صوراً بهذا الحجم بادية للعيان ولا يدرى شيء بشأنها، فحتام نسكن أمام طغيان المنكرات؟ إننا الآن نتحدث والخير بعد موجود بحمد الله والأمة فيها خير، وبوسعنا أن نفعل الكثير، لكننا نقصر في بذل الجهد، وسكوتنا هو الذي يمرر هذا الشر، ونحن بين إفراط وتفريط، بين شباب مندفع يتصرف تصرفات غير مسؤولة، لا يراجع العلماء في تصرفاته وقد يترتب على أفعاله مفاسد أكبر ولم يأمر الله بذلك ولم كلفنا بذلك، وفي الجهة الأخرى أناس سلبيون، يبدو الأمر كأنه لا يعنيهم ولا يستوقفهم، فسبحان الله، والله لو مُسّت مثل هذه الأمور دنيانا لرأيتم كيف يتأثر الناس، لو مُسّ الناس في دنياهم شيئاً لرأيتهم جزعين، يتأثرون ويبرقون ويكتبون، لكن أن يُمس الدين في بلاد الحرمين ونحن نشكو من هذه المشكلات التي تعاني منها البلاد والهجوم الشرس من أعداء الله من اليهود والنصارى والرافضة، فإنك لا تجد هذه الحرارة في الإنكار في القلوب ..

إننا نتساءل لمصلحة مَن هذا المعرض بهذا النحو؟ لا نقول من الناحية الثقافية؛ فكلنا يدرك حاجة الناس إلى المعرفة لكن وفقاً لضوابط قيمنا وإسلامنا، لكنه على هذا النحو ليس إلا معولا من معاول الهدم، يأتي لمصلحة أعدائنا ويخدم أعداءنا، ولا يخدم بلادنا وعقيدتنا ومنهجنا، ونحن نراه بهذا الشكل البادي به أول ما يعارِض السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة، في نمطها النظري تبدو السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة جيدة ولا تزال لم تغير إلى الآن، غير أن الواقع التطبيقي خلاف ذلك، والذي يجري من خلال البرامج الإعلامية كما يقال والثقافية خلاف ذلك تماماً، ليس فقط في التلفاز، بل في مثل هذه المعارض، حيث نجد في الكتب مثل هذا البلاء.

الأمر جِدّ أيها الأحبة، ونحن والله مسؤولون أمام الله جل وعلا، سيسألنا الله جل وعلا وقد علمنا وبلغتنا الحجة ماذا فعلنا، هل أنكرنا؟ هل خاطبنا المسؤولين؟ هل نصحنا القائمين على هذه الكتب؟ هل نصحنا الناس ألا تشتري هذه الكتب ليفسدوا أبناءهم وبناتهم؟! إن السلبية التي نراها من بعض الناس هي السبب في ما يتقدم به غير المصلحين في طرائقهم، وإلا لو أن الخيرين من الناس قاموا بما يجب عليهم بالكتابة للمسؤولين وبالدخول عليهم وبمناصحتهم بالإبراق بكل وسائل التغيير الممكنة وهي كثيرة جداً، لما حدث هذا، وقد ثبت فعالية هذا الأمر والحمد لله، لا أريد أن أذكر أمثلة، كثير من المنكرات أوقفت، أو برامج غُيّرت لوقوف أهل الخير وعدم سلبيتهم وثباتهم فترة طويلة من أجل تغيير هذا المنكر، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في منكر واحد يقول كتب فيه خمسين مرة وقيل أكثر من ذلك خمسين مرة في منكر واحد حتى غُيّر، وهو الشيخ عبد العزيز بن باز، والمنطقي أنه إن كان الشيخ عبد العزيز بن باز قد كتب خمسين مرة؛ فإن علينا نحن أن نكتب مائة مرة أو مائتين مرة، لماذا لا يغير الأفراد ويحملون على عواتقهم مهمة التغيير، نعم يوجد والحمد لله الآن من طلاب العلم من الخيرين في المعرض يغيرون وينصحون لكن يقال أنتم أقلية، أين الناس أين البقية، الجميع مسؤول وسيحاسب أمام الله جل وعلا، كل منا بما يستطيع يمكنه تغيير المنكرات (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) (الطلاق: من الآية7)، أما هذه السلبية القاتلة والسكوت على ما يجري في هذا المعرض؛ فإنه يضر الجميع ويفضي إلى ما هو أسوأ، ونحن لا ندري ماذا سيحدث في العام القادم إذا استمرأنا هذه السلبية؟ وماذا سيكون شكل بقية المعارض التي تقام مستقبلاً، فلا بد من وقفة صادقة وجادة ومناصحة للمسؤولين بعيد عن أي تصرف كما قلت لا يقره الشرع، بحيث لا نقع في الإفراط أو التفريط، إما الغلو أو الجفاء، إما السلبية القاتلة أو تصرفات غير محسوبة، لا، بينهما مساحة ضخمة مشروعة، هذا من الواجب. يقول لي أحد الإخوة في رسالة أرسلها لي اليوم:"ألا ترى أن معرض الكتاب يدخل ضمن قصة قوم لوط التي نحن ورد فيها (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) (العنكبوت: من الآية29) "، قال:" من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير