ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:43 م]ـ
موضوع في غاية النفاسة، وفي التفسير أقوال كثيرة للسلف ردها المتأخرون بسبب عدم فهم المقصود أو العجلة في الرد، وأبرز ما تلمس فيه ذلك من المسائل المشتهرة: الحروف المقطعة
وما أجمل كلام عبد القاهر الجرجاني في تأمل الكلام والتغلغل فيه إذ يقول " واعلم أنك لا تشفي الغلة، ولا تنتهي إلى ثلج اليقين حتى تتجاوز حد العلم بالشيء مجملاً إلى العلم به مفصلاً، وحتى لا يقنعك إلا النظر في زواياه والتغلغل في مكامنه، وحتى تكون كمن تتبع الماء حتى عرف منبعه، وانتهى في البحث عن جوهر العود الذي يصنع فيه إلى أن يعرف منبته، ومجرى عروق الشجر الذي هو منه." دلائل الإعجاز ص: 76
ومن أنفس ما يطالع في صعوبة فهم كلام أهل العلم: مدخل إلى كتابي عبد القاهر للعلامة محمد محمد أبو موسى
مع اعتذاري لعمي الشيخ محمد نصيف لدخولي فيما ليس من بابي
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:34 م]ـ
شكر الله لكم يا أخي الفاضل , ونرجوا أن تتوالى علينا كتاباتكم الرائعة هنا لتجعل من هذا الملتقى "ألوكة"أخرى http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif .
وطول الصحبة لعصر أو مؤلف ما تجعل المرء على دراية به ولا أدل على ذلك من قول بعض الحفاظ: " علمنا بهذا -يعني علل الحديث- كهانة عند الجاهل" ,وهذا يدل على أن بعض الناس صار يعرف "نكهة" عالم أو عصر معين ومن ذلك أن الشيخ محمد بن قاسم سأل الشيخ حماد الأنصاري عن كلام لشيخ الإسلام "رحم الله الجميع" فقال له الشيخ حماد: " اسأل والدك -يعني الشيخ عبدالرحمن بن قاسم جامع الفتاوى- فلو تنفس شيخ الإسلام لعرف والدك نفسه"
لاحرمنا فوائدك يا أبا مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:18 م]ـ
مقال مفيد
كلام سديد
رأي فريد
جزيتم خيرا
ووفقكم الله إلى كل خير
جزاك الله خيرا وبارك فيك
فإن قيل:ما بالنا تأخرنا عن غيرنا مع أننا كنا نحن المتقدمون؟
فالجواب: لأننا أصبحنا لا نقرأ
هذه ظاهرة واضحة مع الأسف؛ لكن العجب العجاب أن بعض من لا يقرأ يحسب أن هذا مدح له!
وإذا قرأنا لا نفهم
إذا لم نفهم فهذا خطبه يسير، إذ يمكن أن نسأل، لكن الإشكال الكبير هو أن نظن أننا قد فهمنا ونحن في الحقيقة لم نفهم!
وهذا هو المقصود بالمقال.
وإذا فهمنا لا نعمل
موعظة حسنة، فجزيت خيرا
فاعمل ولو بالعشر كالزكاةِ ........ تخرج بنور العلم من ظلْماتِ
وإذا عملنا لا نتقن
ولا حول ولا قوة إلا بالله
إتقان العمل خطبه أيسر؛ ولعله يتحسن مع الوقت، والله المستعان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:31 م]ـ
مقالة رائعة حقاً
جزيت خيرا وبورك فيك.
المثال الأول: كان البقاعي رحمه الله في تفسيره " نظم الدرر " يوظف القواعد البلاغية بإشارات سريعة دون أن ينص على أكثرها، ويكون كلامه مفهوماً جداً لكل من لا يعرف البلاغة أصلاً وهو في حقيقة الأمر لم يفهم مراد البقاعي أبدأ، وقد مرت بي مواقف مع هذا السفر النفيس عجز فيها بعض طلاب العلم عن فهم كلامه دون أن يشعروا بعجزهم وكانوا يظنون أنه كلام عادي مفهوم ولم يتنبهوا لأي إشارة بلاغية فيه رغم كثرتها
لعلك تمثل ولو بمثال واحد على ذلك يا شيخنا الفاضل، فالأمثلة كالصور توضح المقصود أكثر من الكلمات.
المثال الثاني: كان ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه في الرد على الفلاسفة ونحوهم يبني كلامه على المنطق وعلم الكلام، ويقرأ كلامه فئام من الناس -ما بين علماء وطلاب علم ومثقفين - لا معرفة لهم بالمنطق أصلاً، ويظنون أنهم فهموا كلامه، لأنه -كما قلت من قبل - لم ينص على المصطلحات.
هذا صحيح، وأعجب منه أن بعض أهل العلم المشار إليهم بالبنان يعترض على شيخ الإسلام لمجرد أن كلامه فيه غموض عنده!
هذا وإن فهم كلام أهل العلم -على وجهه - من أعظم السبل لعذرهم في اجتهادهم والتأدب معهم، وأخيراً فإن التجرد للحق في فهم كلام العلماء لا يكفي بدون ما أشرت إليه من التأصيل العلمي الذي يعد غيابه من أكبر ما ابتلينا به في هذا الزمان.
نعم، ويدل على هذا أن كثيرا جدا من مواطن الاعتراض على العلماء التي وقفت عليها في المنتديات وغيرها يكون السبب فيها سوء فهم الطالب لكلام العالم، وسوء ظنه أيضا بالعالم!!
فيأتي مثلا لمثل الإمام أحمد ويعترض عليه بحديث لا يخفى على طلبة الابتدائي ويقول: لعله لم يبلغ الإمام أحمد!
ويأتي لمثل ابن تيمية ويعترض عليه بقاعدة أصولية موجودة في الورقات مثلا ويحسب أن مثل هذا يخفى على ابن تيمية!
أنا لا أزعم أن العلماء لا يخطئون، ولكن الذي يريد أن يخطئ العلماء ينبغي أن يخطئهم فيما يمكن أن يخطئوا فيه.
وقد وقفت على موضع نفيس من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نقل فيه كلاما منسوبا لأحد العلماء المبتدعين ثم قال: وهذا الكلام لا يمكن أن يصح عنه؛ لأنه وإن كان مبتدعا إلا أنه كان عالما وهذا الخطأ لا يقع مثله لصغار الطلبة.
وأعجب من كل ما سبق أن يأتي بعض المعاصرين فلا يكفيه أن يخطئ واحدا من العلماء، بل يتخطى ذلك إلى تخطئة جميع العلماء على مر العصور في مسألة اتفقت كلمتهم فيها على قول واحد تواردوا عليه من غير أن يستنكره أقلهم علما فضلا عن أكثرهم؛ كمثل صاحب (جناية سيبويه) و (جناية البخاري) و (جناية الشافعي)!!
وإلى مثل هذا أشرت بهذا المقال:
http://www.alukah.net/Culture/0/22963/
¥