تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال لي النبي ? " يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله أصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا" ().

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي ? قال لأبي أيوب ألا أدلك على تجارة قال بلى قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا " ().

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ? قال: " من أتى مكان كذا وكذا أو فعل كذا وكذا فله كذا وكذا فتسارع إليه الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فتح الله عليهم جاؤوا يطلبون ما قد جعل لهم النبي ? فقال لهم الاشياخ لا تذهبون به دوننا فإنا كنا ردءاً لكم فأنزل الله هذه الآية فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " ().

وعن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: " خطبنا رسول الله فذكرا الحديث وفيه ومن مشى في صلح بين اثنين صلت عليه الملائكة حتى يرجع وأعطي أجر ليلة القدر وفيه ومن خان جاره شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين ناراً حتى يدخل جهنم " ().

أقوال العلماء

قال الأوزاعي: " ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار " ().

قال محمد بن المنكدر: " تنازع رجلان في ناحية المسجد فملت إليهما فلم أزل بهما حتى اصطلحا " ().

وعن ابن جريج عن عطاء أنه قال: " لا يحل للإمام أن يصلح بينهم إذا تبين له القضاء " ().

عن الجعد بن ذكوان عن شريح أنه كان يقول للخصوم اصطلحوا" ().

وعن الحسن البصري أنه تقدم إليه حيث استقضى رجلان من ثقيف يختصمان إليه فقال الحسن وأنتما أيضا في أسنانكما وقرابتكما تختصمان فقالا يا أبا سعيد إنما أردنا الصلح قال فنعم إذا فتكلما فوثب كل واحد منهما على صاحبه بالتكذيب قال يقول الحسن: " كذبتما ورب الكعبة قال الله إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ما الصلح أردتما " ().

وعن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى معاوية وهو أمير بالشام أما بعد " فإني كتبت إليك في القضاء بكتاب لم آلك فيه ونفسي خيرا فالزم خصالاً يسلم دينك وتأخذ بأفضل حظك عليك إذا حضر الخصمان فالبينة العدول والايمان القاطعة أدن الضعيف حتى يجترى قلبه وينبسط لسانه وتعاهد الغريب فإنه إن طال حبسه ترك حقه وانطلق إلى أهله وإنما أبطل حقه من لم يرفع به رأسا واحرص على الصلح بين الناس ما لم يستبن لك القضاء " ().

قال ابن شهاب الزهري: لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها ().

قال ابن الجوزي: الصلاح التغير إلى الاستقامة في الحال وضده الفساد وقال ثعلب يقال صلح الشيء بفتح اللام وقال ابن السكيت: صلح وصلح بفتحها وضمها والصلوح مصدر صلح وأنشدوا:

فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وهل بعد شتم الوالدين صلوح

وذكر أهل التفسير أن الصلاح في القرآن على عشرة أوجه: أحدها الإيمان ومنه قوله تعالى في الرعد جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم وفي النور والصالحين من عبادكم وإمائكم وفي النمل وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وفي المؤمن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والثاني علو المنزلة ومنه قوله تعالى في البقرة وإنه في الآخرة لمن الصالحين وفي يوسف وتكونوا من بعده قوما صالحين أراد تصلح منازلكم عند أبيكم والثالث الرفق ومنه قوله تعالى في الأعراف اخلفني في قومي وأصلح وفي القصص ستجدني إن شاء الله من الصالحين والرابع تسوية الخلق ومنه قوله تعالى في الأعراف لئن آتيتنا صالحا أي سوي الخلق والخامس الإحسان ومنه قوله تعالى في هود إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت والسادس الطاعة ومنه قوله تعالى في البقرة قالوا إنما نحن مصلحون وفي الأعراف ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها أي بعد الطاعة فيها ومثله إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات والسابع أداء الأمانة ومنه قوله تعالى في الكهف وكان أبوهما صالحا أي كانا ذوي أمانة والثامن بر الوالدين ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين أي بارين بالآباء والتاسع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنه قوله تعالى في هود وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون أي يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والعاشر النبوة ومنه قوله تعالى في يوسف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير