تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

توفني مسلماً وألحقني بالصالحين أي بالأنبياء وهو معنى قول مقاتل وقد ألحق بعضهم وجها حادي عشر فقالوا والصلاح أداء الزكاة ومنه قوله تعالى في المنافقين فأصدق وأكن من الصالحين ().

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: وقوله في هذه الآية الكريمة أو إصلاح بين الناس لم يبين هنا هل المراد بالناس المسلمون دون الكفار أو لا ولكنه أشار في مواضع أخر أن المراد بالناس المرغب في الإصلاح بينهم هنا المسلمون خاصة كقوله تعالى إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وقوله: ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ? فتخصيصه المؤمنين بالذكر يدل على أن غيرهم ليس كذلك كما هو ظاهر وكقوله تعالى: ? فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ?، وقال بعض العلماء إن الأمر بالمعروف المذكور في هذه الآية في قوله ? إلا من أمر بصدقة أو معروف ? يبينه قوله تعالى: ? والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ? وقوله ? إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ? والآية الأخيرة فيها أنها في الآخرة والأمر بالمعروف المذكور إنما هو في الدنيا والعلم عند الله تعالى " ().

قال القرطبي: " الخامسة قوله تعالى: والصلح خير لفظ عام مطلق يقتضي أن الصلح الحقيقي الذي تسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف خير على الإطلاق ويدخل في هذا المعنى جميع ما يقع عليه الصلح بين الرجل وامرأته في مال أو وطء أو غير ذلك خير أي خير من الفرقة فإن التمادي على الخلاف والشحناء والمباغضة هي قواعد الشر وقال عليه السلام في البغضة إنها الحالقة يعني حالقة الدين لا حالقة الشعر " ().

قال ابن العربي: " الخطاب بقوله تعالى: فمن خاف لجميع المسلمين قيل لهم إن خفتم من موص ميلا في الوصية وعدولا عن الحق ووقوعا في إثم ولم يخرجها بالمعروف فبادروا إلى السعي في الإصلاح بينهم فإذا وقع الصلح سقط الإثم على المصلح لأن إصلاح الفساد فرض على الكفاية فإذا قام به أحدهم سقط عن الباقين وإن لم يفعلوا أثم الكل قال علماؤنا وهي وفي هذا دليل على الحكم بالظن لأنه إذا ظن قصد الفساد وجب السعي في الصلاح وإذا تحقق الفساد لم يكن صلح إنما يكون حكم بالدفع وإبطال للفساد وحسم له " ().

قال ابن جزي الكلبي عند قوله تعالى: ? وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ? معنى الآية إباحة الصلح بين الزوجين إذا خافت النشوز أو الإعراض وكما يجوز الصلح مع الخوف كذلك يجوز بعد وقوع النشوز أو الإعراض .. ووجوه الصلح كثيرة منها أن يعطيها الزوج شيئا أو تعطيه هي أو تسقط حقها من النفقة أو الاستمتاع أو غير ذلك .. .والصلح خير لفظ عام يدخل فيه صلح الزوجين وغيرهما وقيل معناه صلح الزوجين خير من فراقهما فخير على هذا للتفضيل واللام في الصلح للعهد " ().

قال ابن جزي " قوله:" ? وأصلحوا ذات بينكم ? أي اتفقوا وائتلفوا ولا تنازعوا وذات هنا بمعنى الأحوال قاله الزمخشري وقال ابن عطية يراد بها في هذا الموضع نفس الشيء وحقيقته وقال الزبيري: إن إطلاق الذات على نفس الشيء وحقيقته ليس من كلام العرب " ().

قال ابن عطية: " وقوله: ? وأصلحوا ذات بينكم ? تصريح بأنه شجر بينهم اختلاف ومالت النفوس إلى التشاح وذات في هذا الموضع يراد بها نفس الشيء وحقيقته والذي يفهم من بينكم هو معنى يعم جميع الوصل والالتحامات والمودات وذات ذلك هي المأمور بإصلاحها أي نفسه وعينه فحض الله عز وجل على إصلاح تلك الأجزاء فإذا صلحت تلك حصل إصلاح ما يعمها وهو البين الذي لهم وقد تستعمل لفظة الذات على أنها لزيمة ما تضاف إليه وإن لم تكن عينه ونفسه وذلك في قوله عليم بذات الصدور وذات الشوكة فإنها هاهنا مؤنثة قولهم الذئب مغبوط بذي بطنه وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه إنما هو ذو بطن بنت خارجة ويحتمل ذات البين أن تكون هذه وقد تقال الذات أيضا بمعنى آخر وإن كان يقرب من هذا وهو قولهم فعلت كذا ذات يوم ومنه قول الشاعر: لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ** ذات العشاء ولا تسري أفاعيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير