ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Jul 2007, 10:50 ص]ـ
المنهج إلى التذوق البلاغي للقصيدة .. بقية:
الوعاء الثانى
أولا: إعداد القصيدة للفقه والتحليل
ثانيا: الإبحار فى قاموس القصيدة
إعداد القصيدة للتحليل
1 - توثيق نسبة القصيدة: لا ريب فى أن معرفة نسب القصيدة إلى صاحبها ضرورة بالغة لفهمها وتذوقها، فإن كل قصيدة آخذه من صاحبها فكرا وشعورا.
والعلماء بالشعر لهم اقتدار على معرفة المصنوع الموضوع على من نسبت أليه وهو منه زنيم. ولكن شيئاً من العضل يكون مع الانتحال حين تنسب قصيدة شاعر فحل إلى آخر فحل مثله، فيضيق الأمر ويصعب أو يشكل بعض الأشكال، غير أن كثرة المدارسة لتعدى على العلم بالشىء كما يقول ابن سلام ولكثرة المدارسة الكاشفة عن صحيح الأنساب صور منها.
1 - الاستقراء والتتبع لمصادر الرواية
2 - ترتيب المصادر تاريخيا إذا ما تحقق للقارئ قدر عظيم من المصادر اقتضى هذا ترتيبها تاريخيا وهذا الترتيب ذو أهمية فى تحقيق وتحرير نسبة القصيدة لصاحبها من جهة ولتحقيق منهاج بنائها من جهة أخرى.
تزييف الإسناد إذا ما فرغ الدارس من ترتيب مصادره تاريخيا على النحو الذى هدى إليه "أبو فهر" تصورا وتطبيقا فى كتابة "نمط صعب" فإن الدارس قائم من بعد بفحص إسناد القصيدة إلى شاعر فى كل مصدر من مصادر الرواية. وبهذا يمكن معرفة ما إذا كان إسناد النص إلى رواية صحيحا. أم زائفا، فقد تدلس الرواية بذكر سند من أعلام ثقات إلا أنهم ما كانت منهم رواية لذلك النص.
3_ جرح الرواة وتعديلهم:
إذاما صحت نسبة رواية الى الاوي ايًّا كان فانَّ ذلك الراوي لبد من إخضاعه لأمر آخر ن هو جرحه وتعديله في روايته ن فما كلُّ راوٍ بأهل لأن تقبل روايته.
من بعد تلك تأتى مرحلتان ممهدتان لقراءة القصيدة وتذوقها:
الاولى "الإلمام بالمبدع وملابسات الإبداع"
الثانية:الاجتهاد فى تحقيق روايات القصيدة الواحدة وتحريرها حتى تقوم بين يدى الناقد الرشيد الحصيف ما يطمئن به أنها هى التى تمخضت عنها قريحة الشاعر
الإبحار فى قاموس القصيدة
الذى مضى كان إعدادا للقصيدة كيما تقرأ قراءة عربية تحلل بناءها تركيبا وتصويرا وتنغيما.
لكن المستوى التركيبى هو أعمها يندرج فيه التصويرى ويمتزج فيه التنغيمى.
ولكن عند الإخراج العلمى للقراءة والتذوق والتحليل لا مندوحة لنا عن فصل هذه المستويات عن بعضها، على أنا نبدأ بتحليل البناء التركيبى، جاعلين التركيب حلقات:
حلقة بناء الجملة الشعرية
وحلقة بناء المعقد من جمل شعرية
وحلقة بناء القصيدة من معاقد.
ويأتى من بعد ذلك تحليل التصوير و النغم: ونهتم في الأول بالتصوير البياني – تشبيه، مجاز، كناية – وفي الثاني بنوعيه المذكورين سابقا
وهذا التحليل يسبق بـ:
حسن قراءة القصيدة
وضبط مكوناتها الصوتية
وتقسيمها الى معاقد
وتقسيم المعقد الى جمل شعرية قد تكون مكونة من عدة جمل نحوية ويقتضى من بعد هذا تفرس المعجم الشعرى للقصيدة والنظر فى مقومات الفصاحة الذاتية للمفردات للوقوف على مدى استصحاب مقومات الفصاحة السياقية لها لتلك الفصاحة الذاتية التى كانت عناية النقاد بها غير خفية فى أسفار قراءتهم الشعر
ويبقى أمر آخر – بعد التحليل - وهو: