تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فمن أنعم النظر وأدام الفكر في دوافع تلك السرايا والغزوات في تاريخ الدعوة والداعية الأول صلى الله عليه وسلم فلا بد له وأن يقف على نبذة من حياة أولئك المعذبين الذين أوصدت الدنيا في طريقهم أبوابها، وأشهرت الجيوش والطغاة في وجوههم حرابها،؛ فلا ناصر لهم ولا معين إلا الله عز وجل ثم ما تجلى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من تباشر وكلمات أنس تثلج صدر المظلومين وتقطع قلوب الظالمين: [(حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ عَنْ إِسْمَعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمُوتَ مَا يَخَافُ إِلا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ (صحيح: وتخريجه في سنن أبي داوود ومسند أحمد والطبراني)].

ولقد لمع في أفق هذه الدعوة الكريمة وتألق رجال أخيار، ونساء طاهرات أبرار؛ تجافت جنوبهم عن المضاجع تلوياً واكتواءً بعذاب تذوقت حلاوة الإيمان من خلاله ... فكانت لا ترى لقوى الأرض وطواغيتها رهبة في قلوبها ولا ترى لها سلطانا عليها لأنها امتلأت بعقيدة التوحيد واستنارت بضياء الإيمان وأنواره .. فغدا العذاب والقهر والسياط لا يؤثر إلا على جسد فان ولكن الأواح والقلوب تسرح مع بارئها فلا تكاد تشعر بما أصابها .. فإذا ما ألقيت على صخر أحر من الجمر لتفتن عن دينها تراها لا تعبأ لهذا ولا تعطي له بالا بل تصرخ بالطغاة معلنة للدنيا بأسرها: أحدٌ ... أحد .. أحدٌ ... أحد. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد .. لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله (الرحمن علم القرآن).

تلك هي القاعدة الصلبة، والصفوة المختارة، والطليعة المؤمنة التي ـ وبفضل من الله تبارك وتعالى ـ وضعت النقاط على الحروف والكلمات على السطور، بل وضعت القدم على الطريق المستقيم في ترجمة الأحداث إلى معالم على طريق الدعوة الشائك الطويل .. معالم تبين لأهل الأرض قاطبة أن أسلوب القهر والتعذيب لن يزيد المؤمنين والدعاة منهم على الأخص إلا تمسكاً وإصراراً .. ولن يقدم للجاهلية العاتية الظالمة إلا الدمار والقهر والهلاك، ويسوقها ـ أي يسوق تلك الجاهلية ـ إلى قدرها المحتوم وحتفها المؤكد بإذن الله .. لأن هؤلاء الدعاة الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه هم الأشداء على الكفار الرحماء بينهم (تراهم ركعا سجدا) ... يتبع إن شاء الله تعالى: =

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Aug 2007, 08:37 ص]ـ

بارك الله فيك أختي الفاضلة: النجدية

وشكرا لمرورك وتعليقاتك وجزاك الله خيرا

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[01 Sep 2007, 08:45 م]ـ

يبدوا أن المشرف قد حذف تعليق ومشاركة الأخت الفاضلة: النجدية

وسها عن حذف ردي على مشاركتها فآمل أن يحذف ردي

حتى لايكون ردي ضرب من الخيال وان كنت أستغرب وأتسائل

لم حذفت مشاركتها وهي لا تخرج عن حدود الأدب الرفيع!!؟

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[01 Sep 2007, 08:49 م]ـ

يتبع = الحلقة الرابعة:

في ظلال السيرة النبوية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير