وقد أوجب الإسلام طاعة ولي الأمر حتى لو ضرب ظهرك أو أخذ مالك بغير حق، وأن من خرج على ولي الأمر فمات على ذلك فميتته جاهلية، فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات ميتة جاهلية".
وفي رواية للبخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كره من أميره شيئًا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتة جاهلية".
وقد لوحظ في هذه الأيام وجود دعاة عليهم سيما التدين إلا أنهم يتعصبون إلى فرق متفرقة وأحزاب متباينة لا يتورعون عن وصف مخالفيهم بالخروج من الدين ويكفرون ما لم يكفره الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد رسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المنهج الحق لما يحب أن يكون عليه المسلم عند تفرق الكلمة وتشتت الرأي، فأوجب على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وأن يدع الفرق كلها إلا التي فيها الإمام وذلك فيما حدث به حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم من طريق أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وفي لفظ لمسلم من طريق أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: هل وراء ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
وبهذا يتضح بما لا مجال للشك فيه أن الفرقة الناجية هي من كانت مع جماعة المسلمين وإمامهم.
فالزم أيها المسلم المنهج المستقيم واحذر أشد الحذر من اتباع الهوى ودعاة الجحيم. والدين النصيحة، والحمد لله رب العالمين.
المصدر مجلة التوحيد: http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=143539
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Aug 2007, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيراً