تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الميدان. (ميدان مسألة الخلق والحياة والأحياء والتطور).

ما الذي حمل الأغلبية في مجلس البرلمان الأوربي على التورط في هذا الخطأ العلمي الجسيم؟ .. حملهم على ذلك ـ في الغالب ـ: الغلو في نظرية (أصل الأنواع)، والتعصب الشديد لها .. وهذا هو التكييف العلمي (المجرد) لموقفهم .. ونقصد بالمجرد: أنهم لم يفعلوا ذلك بدافع عشق الالحاد وتمجيده والحرص على نشره بين الأجيال الأوربية الجديدة، اذ ليس كل من (يخطئ علميا): ملحدا بالضرورة. من الأمانة العلمية (تلخيص) نظرية (التطور) أو ايجاز محورها الأعظم المعروف بـ (أصل الأنواع) .. خلاصة هذه النظرية: ان الكائنات الحية تتبدل أشكالها جيلا بعد جيل تبدلا بطيئا ينتج أنسالا ذات صفات غير صفات أسلافها، وأن هذا التطور قديم، وجد مع وجود الكائنات الحية في الكون، وان جميع الكائنات الحية من حيوان ونبات مرتبط بعضها ببعض ارتباط صلة وقرابة يجعلها كلها تنتمي إلى الجد الأعلى للكائنات كلها. ولنسأل سؤالا علميا مجردا: هل هذه الأفكار والتصورات ترقى ـ بالأدلة القطعية ـ إلى مرتبة (الحقيقة العلمية) التي لا شك فيها؟ .. من الأمانة العلمية ـ كذلك ـ أن نستمع الى علماء أساطين في هذا الحقل والفن (تعمدنا ألا يكون بينهم عالم دين واحد) .. لنستمع: «على الرغم مما للبيئة من تأثير في تغيير مجمل الأجسام وحتى بروتوبلازما خلاياها فإن المولدات داخل الخلية التناسلية تحفظ شكل الأجسام الأصلي كما هو ولا تخضع لأي تغيير خاص نتيجة تغيير اصطناعي يطرأ على الجسم ولذا فإن التغيير الاصطناعي لبعض الأعضاء لا يؤثر في تغيير الخلقة الأصلية المتوارثة مع خلاياها» .. هـ. ج. موللر العالم المتخصص في علم الانسال والحائز جائزة نوبل .. «لقد أثار بعض العلماء اعتراضات كثيرة استندوا إليها في رفضهم نظرية دارون رفضا قاطعا. أولا: لأن النظرية لم تفسر كل عوامل الإرث، مثلا: لا تفسر بوضوح بعض التغيرات الوراثية .. ثانيا: ان النظرية لا تفسر كيف ان تراكم التغيرات البسيطة المستمرة يمكن أن يؤدي الى ظهور أجهزة معقدة كالتي تراها الأجسام العضوية للكائنات العليا .. من المؤسف ان تكون كل الأجوبة التي طرحت لمعرفة أصل الانسان تقوم على: دلائل غير مباشرة وأكثرها فرضيات .. جروس كلارك في كتاب (علم الأحياء اليوم) .. «أما بالنسبة إلى نظرية دارون فإني أرى أن المشككين فيها على حق حينما يقولون: بأنه لا بد للتغييرات ان تكون فورية حتى ينتفع بها الجسم ليكون حظه أوفر من حظ أمثاله للبقاء حيا وإلا فما الفائدة مما تبذله العين أو أي عضو ظاهر في مكافحة الهواء بانتظار ان يتحول العضو الى جناح»؟ .. البروفيسور هـ. أ ميليوش في كتابه (قصة الحياة) .. «ان العلماء الذين يؤكدون على أن التطور واقع علمي هم منافقون، وان ما يرونه من أحداث إنما هو من الشعوذات التي ابتدعت ولا تحتوي على نقطة واحدة من الحقيقة .. إن نظرية التطور خلطة مضطربة من الأحاجي وشعوذة الأرقام» .. العالم الفسيولوجي ت. ن. تهميسيان .. «ان الاعتقاد بالتطور يحتاج الى كثير من السذاجة» .. ج. و. كلوتز .. «يجب الا ينخدع أحد إلى درجة يؤكد فيها أن التطور ظاهرة مفهومة» .. الموسوعة العالمية لعام 1966 .. «تتمثل الحياة في أشكال لا حصر لها. ونسل كل شكل من هذه الأشكال: مثله. فالخنازير تلد خنازير، والحمير تلد حميرا، والسنديانة تظل سنديانة جيلا بعد جيل. وتأكيدا لهذا القانون فقد وجد العلم جماعات من الحيوانات وأخرى من النبات، وليس بينها وسيط، بل كل كائن في كل جماعة يستطيع أن يتكاثر وأن يلد أبناء من جنسه، ولكن لا يستطيع أن ينسل جنسا آخر» .. مجلة العلوم الأمريكية ديسمبر 1966 .. «لم يوجد قط فرد من الأسرة السنورية لا يمكن تصنيفه سواء أكان من نوع الهررة المنزلية أم من نوع الاسود. إن هذين النوعين مختلفان بسبب عدم وجود وسيط بينهما، ولذا فإننا نستطيع التوكيد، من غير أن نخشى الغلط: بأن أي هر يختلف عن أي أسد» .. البروفسيور دوبز هنسكي في كتابه (الوراثة وأصل الأنواع).

إن دارون منح نفسه (حرية البحث العلمي) فقال ما قال بجرأة متناهية، وهذا من حقه، إلا ان حرية البحث العلمي نفسها نقضت ما توصل اليه من استنتاجات عن (أصل الأنواع) .. ولنضرب مثلين على أن التقدم العلمي نفسه هو الذي قوض مقولات دارون في هذا المجال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير