تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 – المثل الأول هو: أن الأنواع أكثر تنوعا، وأكبر عددا مما تصوره دارون، وهو تنوع وعدد يستحيل أن يكون قد انحدر من أصل واحد. ففي الملف العلمي هناك أكثر من مليون نوع مختلف من الحيوان، وأكثر من 3500000 نوع مختلف من النبات، والملف ما فتئ مفتوحا، بمعنى انه في كل عام تضاف اليه أنواع جديدة من الحيوان والنبات.

2 – المثل الثاني هو: التطور المذهل في علم الوراثة (وهو علم لم يكن دارون على دراية به) .. فقانون الوراثة يقضي – وفق برمجية هندسية دقيقة وصارمة – بألا ينتج كل جنس إلا مثل جنسه. فقد اكتشف العلم المادة المرموز لها بـ ( DAN)، ومعنى هذا الرمز: (الحمض النووي الريبي) وهو الذي يحمل القانون الوراثي للكائنات الحية .. ويشبه العلماء هذا القانون ببرنامج عملي مسجل على شريط مغناطيسي يحفظ التمييز بين أشكال الأنواع الحية. ولقد كتبت مجلة (العلوم الأمريكية) – منذ أكثر من اربعين عاما تقول: «اذا كان هذا القانون عالميا في واقع الأمر وكما يبدو من النتائج وغيرها، فإنه يجب أن نستنتج من ذلك أنه ظل ثابتا ومستقرا خلال أطول فترة من فترات التطور العضوي، أو بمعنى آخر هو قانون لم يخضع للتغيير قط».

وباعادة طرح السؤالين المركزيين (هل هو حنين إلى وثنية تعدد الخالقين؟ .. أو استجابة لمقتضى علمي معرفي)؟ يتبين: ان التفسير بـ (الحنين) هو الأقرب الى الصحة، أو الواقعية، ذلك ان التفسير بالحاجة المعرفية: أبطلته حقائق العلم الذي جهر بها علماء كثر في هذا الفن.

ولقد بقيت – في الموضوع – نقط: نرفده بها ونتمه.

أ – ان التقدم العلمي يعزز الايمان بالله باطراد: لا انقطاع فيه، ولا نكس .. مثال ذلك: ان فلاسفة الالحاد قد طاروا فرحا بمقولات ظنوها حاسمة في البرهنة على الالحاد .. ومن هذه المقولات: مقولة (قدم العالم)، أي ليس له بداية قط، وبالتالي لا خالق ولا موجد له. وقد أسقط التقدم العلمي هذه المقولة عن طريق تحديد عمر نشأة الكون بما اتفقوا على تسميته بـ (الانفجار العظيم): بمعنى ان الكون قد كان وتكوّن بعد أن لم يكن فهو – من ثم – (حادث) لا (قديم) .. ومقولة أن الكون خلق بالمصادفة .. وقد أبطل التقدم العلمي هذه المقولة أيضا، من خلال – الإثباتات المتراكمة الموثقة التي تثبت – بيقين – (النظام الهندسي الدقيق) الذي يسيّر حركة الكون ويضبطها .. والنظام بمنطق العلم والعقل –: نقيض المصادفة وضرتها الدائمة – ثم جاءت مقولة: انحدار الأنواع كلها من نوع واحد، وهي مقولة زعموا أنها تنقض المفهومات الدينية التي تجزم بأن الله الخالق الواحد هو نفسه – سبحانه – الذي خلق خلقا متنوعا في الحيوان والنبات الخ .. وهذه مقولة أبطلها التقدم العلمي – أيضا – بواسطة (علم او قانون الوراثة)، وهو قانون يقول باستحالة أن ينتج جنس ما: جنسا آخر، مهما طال الزمن، أو تشابهت البيئات.

ب – من المحزن: ان (حقوق الإنسان) أصبحت غطاء للجهالة، كما غدت – في حالات كثيرة – ستارا للظلم والجور. فقد ادعى مجلس البرلمان الأوربي: ان القول بـ (وحدانية الخالق) يتعارض مع حقوق الانسان في الاكتشاف والابداع!! وكأن الابداع لا يكون إلا في ظل مفاهيم تعدد الآلهة والأرباب! .. نحن مع حرية العلم بلا نهاية، ولكنا في الوقت نفسه ضد استغلال هذه الحرية في الترويج لـ (جهالات عصرية).

جـ - ليس كل ما قاله دارون: خطأ فهو قد تهور في الجزم بأن أصل الأنواع واحد، بيد أن في نظريته مضامين معتبرة ومحترمة مثل قوله: ان الماء هو (المهد الأول) للحياة والأحياء كلها .. وهذا ما سبق أن قاله خالق الكون وربه ومبدعه: «وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون».

المصدر: http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=441079&issue=10546

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير