تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:44 ص]ـ

الحلقة الثانية:

لمن يتأهب للحج: في آداب سفره

? الثانية عشرة:ـ يستحب أن تكون يده فارغة من مال التجارة؛ ذاهباً وراجعاً، فإن ذلك يشعل القلب، فإن اتجر، لم يؤثر ذلك في صحة حجه. ويجب عليه تصحيح الإخلاص في حجه، وأن يريد به وجه الله تعالى.

? قال الله تعالى: (و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

? وثبت في الحديث المجمع على صحته، أن رسول الله صلى اللع عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات. . .).

? وينبغي لمن حج حجة الإسلام وأراد الحج، أن يحج متبرعاً متمحضاً للعبادة. فلو حج مكرياً جماله أو نفسه للخدمة جاز، لكن فاتته الفضيلة. ولو حج عن غيره كان أعظم لأجره، ومن دلائله ما رواه الهروي، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والدار قطني أنه صلى اللع عليه وسلم قال: (من حج عن أبيه أو عن ميت، يكتب للميت حجة ويكتب للحاج سبع حجات) والدارقطني أنه صلى اللع عليه وسلم قال: (من حج عن أبيه أو عن أمه فقد قضى عنه حجة وكان له فضل عشر حجج). ولو حج عنه بأجرة، فقد ترك الأفضل، لكن لا منع منه، وهو من أطيب المكاسب، فانه يحصل لغيره هذه العبادة العظيمة ويحصل له حضور تلك المشاهد الشريفة، فيسأل الله من فضله.

? الثالثة عشرة:ـ يستحب أن يكون سفره يوم الخميس؛ فقد ثبت في الصحيحين، عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قلما خرج رسول الله صلى اللع عليه وسلم إلا يوم الخميس، فإن فاته، فيوم الاثنين، إذ فيه هاجر رسول الله صلى اللع عليه وسلم من مكة ويستحب أن يكون باكراً، لحديث صخر الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى اللع عليه وسلم قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وكان إذا بعث جيشاً أو سرية، بعثهم من أول النهار، وكان صخر تاجراً، فكان يبعث بتجارته أول النهار، فأثرى وكثير ماله، رواه أبو داود، والترمذي وقال هذا حديث حسن.

? الرابعة عشرة:ـ يستحب إذا أراد الخروج من منزله، أن يصلي ركعتين، يقرأ في الأول بعد الفاتحة قل يا أيها الكافرون?? وفي الثانية: قل هو الله أحد? ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر)، ويستحب أن يقرأ بعد سلامه آية الكرسي، ولإيلاف قريش. فقد جاء فيهما آثار للسلف مع ما علم من بركة القرآن في كل شيء، وكل وقت، ثم يدعو بحضور قلب وإخلاص، بما تيسر من أمور الدنيا والآخرة، ويسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق، في سفره وغير من أموره، فإذا نهض من جلوسه، قال ما روينا من حديث أنس صلى اللع عليه وسلم: (اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني، وما لم أهتم به اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي).

? الخامسة عشرة:ـ يستحب أن يودع أهله وجيرانه وأصدقاءه، وأن يودعوه، ويقول كل واحد منهم لصاحبه: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيث كنت.

? السادسة عشرة:ـ السنة إذا أراد الخروج من بيته، أن يقول ما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج من بيته: (بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أوأزل أو أزل، أوأظلم أو أظلم، أوأجهل أو يجهل عليَّ.

? وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت، وكفيت، ووقيت)، ويستحب هذا الدعاء لكل خارج من بيته، ويستحب أن يتصدق بشيء عند خروجه، وكذا بين يدي كل حاجةٍ يريدها.

? السابعة عشرة:ـ إذا خرج وأراد الركوب استحب أن يقول: بسم الله، وإذا استوى على دابته، قال: الحمد له، سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم يقول: الحمد لله ثلاث مرات، ثم يقول: الله أكبر ثلاث مرات ثم يقول سبحانك اللهم، إني ظلمت نفسي، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، للحديث الصحيح في ذلك.

?ويستحب أن يضم إليه، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم هون علينا سفرنا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب وسوء المنظر، في الأهل والمال والولد، للحديث الصحيح في ذلك.

? الثامنة عشرة:ـ يستحب إكثار السير في الليل، لحديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل).

? التاسعة عشرة:ـ يبغي أن يتجنب الشبع المفرط والزينة والترفُّة، والتبسط بألوان الأطعمة، فإن الحاج أشعث أغبر. وينبغي أن يستعمل الرفق وحسن الخلق مع لغلام والرفيق والسائل وغيرهم، ويتجنب المخاصمة والمخاشنة، ومزاحمة الناس في الطريق وموارد الماء ما أمكنه، ويصون لسانه من الشتم والغيبة ولعن الدواب وجميع الألفاظ القبيحة، وليلاحظ قوله صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وليرفق بالسائل والضعيف، ولا ينهر أحداً منهم، ولا يوبخه على خروجه بلا زاد، بل يواسيه بشيء مما تيسر، فإن لم يفعل رده رداً جميلاً ودعا له بالمعونة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير