ولكن أقول لك قال الله تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبو الله عدوا بغير علم "الأنعام: 108
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:58 ص]ـ
بداية مرحبا بك يا أبا يعقوب بين أهلك في الملتقى، وشكر الله لك غيرتك، وكل الغيورين أمثالك، ولكن ألا ترى ياأخي الحبيب أن هذا الموضوع جد حساس، بل وخطير جدا، كونه سيفضي إلى صراع تنتهك فيه المقدسات، وتصبح المقدسات الإسلامية عرضة لردود الحاقدين على الدين وما أكثرهم وما أقوى وسائلهم، ونكون قدمنا لهم بإيدينا ذريعة يبحثون عنها منذ قدم ظهور الإسلام، وما ترك لهم جهابذ العلماء ذلك، أفنأتي في لحظة غضب، تشوش على الحكمة والموعظة الحسنة التي يطالب بها كل مسلم في معالجة قضايا الدعوة، وننسف السياج ونجانب الصواب.
ورعا الله أخي أبا صفوت في إشارته الحكيمة وطرحه العميق للآية الكريمة أعلاه، فلو تأملناها لأنارت لنا السبيل، فديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى السمو الأخلاقي والرفعة في التعامل، فلا ننحط إلى مستوى المنحطين مهما بلغ أذاهم، وقديما قال أحد الشعراء:
إذا جاريت ذا خلق لئيم ... فأنت ومن تجاريه سواء.
فعلينا معالجة المواقف معهم بصبر وحكمة وأناة، وبما لا ينعكس مردوده سلبا على هذه القضية الهامة، وبما يتلاءم مع أنفة المسلم، وسموه الأخلاقي من الإنحدار في مستوى أهل السوء، وبما يتلاءم مع قدرتنا المتاحة، في إطار توجيه الوحي الذي أكمل الدين العظيم، ولم يغادر فيه صغيرة ولا كبيرة، إلا وأشار إليها ووجه بما ينبغي عمله في شانها.
ثم لا نظن أن هذه الإساءة الحاقدة، هي فكرة متوقفة على أفراد أو جماعات عادية، بل الأمر ولا ريب فوق ما نتصور بكثير، وأحسب أن ما دعوت إليه - أخي الكريم- من أهم ما يبتغون الحصول عليه، بدليل أن الإسلام ينتشر انتشارا كبيرا روعهم، وأذهلهم تزايد اعتناق الإسلام من أبناء جلدتهم وفي عقر دارهم، ولا أملك الإحصاء الدقيق لعدد من اعتنق الإسلام في عامنا الماضي، ولكن فقط البارحة وبعد لقائي المفيد الماتع بفضيلة الشيخ الفاضل الدكتور /عبد الرحمن الشهري في مدينة الدار البيضاء، شهدت بعد صلاة المغرب في جامع الحسن الثاني إسلام أحد الإيطايين، ولك أن تتصور فيض المشاعر التي تخالج قلب أي مسلم عند هذا المشهد العظيم، والدلالات التي تستشعرها عند سماعك في تلك اللحظة لقوله: أشهد ألا إله ألا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فالله أكبر، ولله الحمد.
ومن ثم فلا شك أن ما يحرصون عليه في هذه المرحلة استكمالا ومضيا - هو تشويه صورة المسلمين، وتوحيد كلمة الكفر جميعا، بقولهم: انظروا أخلاق المسلمين وشرهم وكيف يسيؤن إلى مقدساتنا، ولك تصور حالة الغضب العارمة، خاصة بربطها مع مايملكون من مقدرات إعلامية هائلة، وخطط استراتيجية موجهة.
أخي الحبيب: لا شك أن قلوبنا تتمزق حرقة وغضبا على حبيبنا وقرة أعيننا، وطب قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لو كان حيا لتبسم من صنيع هؤلاء ومن هنا العظمة، والخلق العظيم، وما يضير طنين الذباب.
والحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى وقفة طويلة، لعل أساتذتنا في الملتقى يركزون على جوانب هامة فيها، وأكتفي بالدعوة لتأمل الآية السابقة قوله تعالى ({وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام108
ـ[أبو يعقوب السوري]ــــــــ[16 Feb 2008, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل أبو صفوت
قريبا سأضع الأدلة الشرعيةفي المنتدى على جواز ذلك
واحيلك الآن لتفسير قوله تعالى ((ولا تسبوا ..... )) لكتاب القرطبي فإن فيه الجواب الكافي
والله تعالى اعلم
وجزيت خيرا
ـ[أبو يعقوب السوري]ــــــــ[16 Feb 2008, 01:22 ص]ـ
¥