تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بداية مرحبا بك يا أبا يعقوب بين أهلك في الملتقى، وشكر الله لك غيرتك، وكل الغيورين أمثالك، ولكن ألا ترى ياأخي الحبيب أن هذا الموضوع جد حساس، بل وخطير جدا، كونه سيفضي إلى صراع تنتهك فيه المقدسات، وتصبح المقدسات الإسلامية عرضة لردود الحاقدين على الدين وما أكثرهم وما أقوى وسائلهم، ونكون قدمنا لهم بإيدينا ذريعة يبحثون عنها منذ قدم ظهور الإسلام، وما ترك لهم جهابذ العلماء ذلك، أفنأتي في لحظة غضب، تشوش على الحكمة والموعظة الحسنة التي يطالب بها كل مسلم في معالجة قضايا الدعوة، وننسف السياج ونجانب الصواب.

ورعا الله أخي أبا صفوت في إشارته الحكيمة وطرحه العميق للآية الكريمة أعلاه، فلو تأملناها لأنارت لنا السبيل، فديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى السمو الأخلاقي والرفعة في التعامل، فلا ننحط إلى مستوى المنحطين مهما بلغ أذاهم، وقديما قال أحد الشعراء:

إذا جاريت ذا خلق لئيم ... فأنت ومن تجاريه سواء.

فعلينا معالجة المواقف معهم بصبر وحكمة وأناة، وبما لا ينعكس مردوده سلبا على هذه القضية الهامة، وبما يتلاءم مع أنفة المسلم، وسموه الأخلاقي من الإنحدار في مستوى أهل السوء، وبما يتلاءم مع قدرتنا المتاحة، في إطار توجيه الوحي الذي أكمل الدين العظيم، ولم يغادر فيه صغيرة ولا كبيرة، إلا وأشار إليها ووجه بما ينبغي عمله في شانها.

ثم لا نظن أن هذه الإساءة الحاقدة، هي فكرة متوقفة على أفراد أو جماعات عادية، بل الأمر ولا ريب فوق ما نتصور بكثير، وأحسب أن ما دعوت إليه - أخي الكريم- من أهم ما يبتغون الحصول عليه، بدليل أن الإسلام ينتشر انتشارا كبيرا روعهم، وأذهلهم تزايد اعتناق الإسلام من أبناء جلدتهم وفي عقر دارهم، ولا أملك الإحصاء الدقيق لعدد من اعتنق الإسلام في عامنا الماضي، ولكن فقط البارحة وبعد لقائي المفيد الماتع بفضيلة الشيخ الفاضل الدكتور /عبد الرحمن الشهري في مدينة الدار البيضاء، شهدت بعد صلاة المغرب في جامع الحسن الثاني إسلام أحد الإيطايين، ولك أن تتصور فيض المشاعر التي تخالج قلب أي مسلم عند هذا المشهد العظيم، والدلالات التي تستشعرها عند سماعك في تلك اللحظة لقوله: أشهد ألا إله ألا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فالله أكبر، ولله الحمد.

ومن ثم فلا شك أن ما يحرصون عليه في هذه المرحلة استكمالا ومضيا - هو تشويه صورة المسلمين، وتوحيد كلمة الكفر جميعا، بقولهم: انظروا أخلاق المسلمين وشرهم وكيف يسيؤن إلى مقدساتنا، ولك تصور حالة الغضب العارمة، خاصة بربطها مع مايملكون من مقدرات إعلامية هائلة، وخطط استراتيجية موجهة.

أخي الحبيب: لا شك أن قلوبنا تتمزق حرقة وغضبا على حبيبنا وقرة أعيننا، وطب قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لو كان حيا لتبسم من صنيع هؤلاء ومن هنا العظمة، والخلق العظيم، وما يضير طنين الذباب.

والحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى وقفة طويلة، لعل أساتذتنا في الملتقى يركزون على جوانب هامة فيها، وأكتفي بالدعوة لتأمل الآية السابقة قوله تعالى ({وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام108

أخي واستاذي الكريم

بعون الله تعالى سوف ابين بالدليل القاطع جواز ذلك بل وجوبه

ـ[أبو يعقوب السوري]ــــــــ[16 Feb 2008, 01:32 ص]ـ

ربّاك ربك جل من رباك

للشاعر الدكتور محمد القرن

ربّاك ربك جل من رباك ... ورعاك في كنف الهدى وحماك

سبحانه أعطاك فيض فضائل ... لم يعطها في العالمين سواك

سوّاك في خلق عظيم وارتقى ... فيك الجمال فجلّ من سواك

سبحانه أعطاك خير رسالة ... في العالمين بها نشرت هداك

وحباكَ في يوم الحساب شفاعةً ... محمودةً ما نالها إلاّك

الله أرسلكم إلينا رحمةً ... ما ضلّ من تبعت خطاهُ خطاك

كّنا حيارى في الظلام فأشرقت ... شمسُ الهداية يوم لاح سناك

كنا وربي غارقين بغينا ... حتى ربطنا حبلنا بعراك

لولاك كنا ساجدين لصخرة ... أو كوكب لانعرف الإشراك

لولاك لم نعبد إلهاً واحداً ... حتى هدانا الله يوم هداك

أنت الذي حنّ الجمادُ لعطفه ... وشكا لك الحيوان يوم رءاك

والجذع يسمعُ بالحنين أنينه ... وبكاؤه شوقاً إلى لقياك

ماذا يزيدك مدحنا وثناؤنا ... والله بالقرآن قد زكاك

ماذا يفيدُ الذب عنك وربنا ... سبحانه بعيونه يرعاك

بدر تحدثنا عن الكف التي ... رمت الطغاة فبوركت كفاك

والغار يخبرنا عن العين التي ... حفظتك يوم غفت به عيناك

لم أكتب الأشعار فيك مهابة ... تغضي حروفي رأسها لعلاك

لكنها نار على أعدائكم ... عادى إله العرش من عاداك

إني لأرخص دون عرضك مهجتي ... روحٌ تروح ولايمس حماك

شلت يمين صورتك وجمدت ... وسط العروق دماء من آذاك

ويلٌ فويلٌ ثم ويلٌ للذي ... قد خاض في العرض الشريف ولاك

يا إخوة الأبقار رمز سباقكم ... من في القطيع سيصبح الأفاك

النار ياأهل السباق مصيركم ... وهناك جائزة السباق هناك

تتدافعون لقعرها زمراً ولن ... تجدوا هناك عن الجحيم فكاك

هبوا بني الإسلام نكسر أنفهم ... ونكون وسط حلوقهم أشواك

لك يا رسول الله نبض قصائدي ... لو كان قلب للقصيد فداك

هم لن يطولوا من مقامك شعرةً ... حتى تطول الذرة الأفلاك

والله لن يصلوا إليك ولا إلى ... ذرات رمل من تراب خطاك

هم كالخشاش على الثرى ومقامكم ... مثل السماء فمن يطول سماك

روحي وأبنائي وأهلي كلهم ... وجميع ما حوت الحياة فداك

بوركت انفاس تنافح عن رسول الله شعرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير