تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأتمنى أن يرجع القارئ العربي والمسلم إلى مواقف مثقفي فرنسا

من إرادة الجزائريين الاستقلال من الاستخراب الفرنسي البغيض،

حيث ذهب كثير من كبار مثقفي فرنسا إلى وجوب عدم إعطاء الجزائريين حقوقهم،

وهذا أمر معلوم،

وإنما ذكرت الجزائر مثالاً

وإلا فلفرنسا قبائح في بلاد إفريقية وآسيوية كثيرة

ومواقف أكثر أفراد شعبها من تلك المآسي والقبائح هي مواقف سلبية.?4.

قد ذكر الشيخ الفاضل أن غالب العرب يلقاك «بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة من حزن وكبر ... »

وأقول له ليتك ذكرت الأسباب،

وأنا أذكر بعضها لأهميتها في هذا الباب:?

أ.

أغلب العرب لا يكاد يجد قوت يومه إلا بشق الأنفس،

وهو مخير بين أن يكون مرتشياً سارقاً مختلساً

أو أن يعمل قرابة ست عشرة ساعة في اليوم والليلة ليجد لقمة عيشه،

فأنى له الابتسام؟

وكيف يُطلب منه ذلك؟

ولكن لأني والشيخ ومعنا بضعة ملايين قد أسبغ الله علينا من نعمه العظيمة في هذه البلاد

فلربما لا ندري ماذا يحصل على إخواننا في أكثر البلاد العربية.?

ب.

كثير من العرب في الدول البوليسية التقدمية الثورية

لا يستطيع أن يأمن على نفسه وأهله وأولاده،

ولا يستطيع تطبيق كثير من جوانب الشرع المطهر في نفسه وأهله وأولاده،

وينزع الحجاب في تونس من على رأس زوجه وبناته في الشارع،

وتمنع بناته من الدراسة في المدارس والجامعات إلا بعد نزع الحجاب،

ولو داوم على صلاة الجماعة هناك وفي بعض البلاد ينكب،

فكيف نريد من مثل هذا الابتسام والرقة واللطف؟ ?

جـ.

كثير من العرب في فلسطين ولبنان وسورية مهددون باجتياح يهودي لئيم لبلادهم

فكيف تريد منهم ألا يقلقوا أو يضيقوا بحياة الذل هذه؟

وإخواننا في العراق يعانون أشد المعاناة من أخت فرنسا

في «الرقة والحضارة والتهذيب»

أمريكا فكيف يفرحون؟!.

?

د.

كثير من العرب يعانون من حكام عسكريين أو أمثال العسكريين يسومونهم سوء العذاب،

ويسرقون أقواتهم، ويضيقون على معايشهم وأرزاقهم،

وينشرون فيهم الخوف والقلق،

والسؤال الكبير:

من فرض هؤلاء على رقاب كثير من العرب؟!

لقد جاء على ظهر دبابة!!

نعم، هذا صحيح،

وأنا أعلم أن الشيخ عايضاً يعلم أن هؤلاء الحكام إنما وضعتهم في مناصبهم دول الغرب

وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا «المهذبة الرقيقة الحضارية»

وهذه الدول هي التي تمنع أكثر الشعوب العربية اليوم من نيل حقوقها الانتخابية،

ومن ممارسة الديمقراطية الحقيقية

التي تتغنى بها فرنسا وغير فرنسا كذباً وعدواناً وإيهاماً للشعوب وإذلالاً وإفقاراً،

ومحاصرة للتيار الإسلامي في تلك البلاد المنكوبة

بحكامها الظلمة،

ولم نسمع من فرنسا حكومة وبرلماناً -وهو الممثل للشعب الحضاري-

أي نكير في هذا الباب.?

هـ.

وهناك سؤال مهم بل مهم جداً:

أليس فرنسا -وأمثال فرنسا- من الدول الاستخرابية الغربية

التي تقف حجر عثرة ضد «سعادة» أكثر الشعوب العربية والإسلامية برفضها تطبيق الشريعة،

ومعارضتها تولي الإسلاميين مقاليد الحكم في بلاد

مثل مصر وتونس وفلسطين،

وهل ننسى خطبة لساركوزي بعد أن تولى الحكم في بلاده عندما

قال معلقاً على أحداث غزة وسيطرة أبطال حماس عليها ومعترضاً على تولي حماس مقاليد الحكم في غزة:

هل تقبلون أن يحكم الإخوان مصر؟!

وفي هذا القول من اللؤم والتحريض ما لا يخفى على أهل البصائر.?

وخلاصة ما أردت قوله:?

إن هناك أسبابا مهمة جداً جعلت أكثر العرب لا يعرفون الابتسامة أو ينسونها،

وهناك أسباب مهمة جداً جعلت أكثر العرب يضيق ويقلق،

وهناك أسباب مهمة جداً جعلت أكثر العرب تضجر وتمل،

وعلى رأس تلك الأسباب مؤامرات الدول الاستخرابية الكبرى ضد شعوبنا العربية،

ومن هذه الدول ذوات الكيد العظيم فرنسا،

ولست ممن ينحاز دوماً لنظرية المؤامرة

لكن وضح الصبح لكل ذي عينين،

وظهر أن ديمقراطيتهم الزائفة، وحضارتهم المزعومة ورقتهم وتهذيبهم

إنما كل ذلك سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً،

وفي أحسن الأحوال إنما ينصرف

كل تلك «الحضارة والرقة والتهذيب»، إلى مواطنيهم وإلى بعض من نزل عندهم نزولاً عابراً،

لكن ذلك لا يغير من الحقائق شيئاً.?

وأخيراً أرجو ألا يغضب أخي الشيخ عايض -فمودتنا قديمة ثابتة-

فإني قد أردت إكمال ما جاء في مقاله لا نقضه من أساسه،

والله الموفق.?

بقلم الدكتور محمد موسى الشريف •

• أكاديمي، وباحث شرعي

ـ[محمود البعداني]ــــــــ[16 Mar 2008, 09:50 ص]ـ

الذي يظهر من مقالة الدكتور محمد موسى الشريف أنها في واد ومقالة الشيخ عايض في واد آخر، وكلا المقالين صحيح لاتعارض بينهما، ومثل مقالة الدكتور الشريف يمكن أن تكون القسم الثاني من الموضوع

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Mar 2008, 04:59 م]ـ

مقال متعلق بالموضوع

http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=9851

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير