ـ[قطرة مسك]ــــــــ[16 Feb 2008, 04:13 ص]ـ
أعرف امرأة صالحة من قريباتي، كبيرة في السن صالحة عابدة أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله، كانت أمية لاتعرف القراءة ولا الكتابة، وكانت تتمنى أن تقرأ القرآن وتحفظه، في ليلة من الليالي رأت رؤيا في منامها أنها تقرأ القرآن، وسبحان العلي القدير، وقعت الرؤيا كما هي، والأعظم من ذلك أنها أفاقت وهي تحفظ جزءا تبارك وعم حفظا عن ظهر قلب.
فسبحان من أكرمها بذلك دون مشقة الطلب وعناء الدراسة، والعبد يعطى على قدر نيته.
وجهها يشع نورا، وكل من يعرفها يشهد لها بذلك، حفظها الله ورعاها، وأمد في عمرها على طاعته، وجمعنا بها في الجنة كما جمعنا بها في الدنيا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2008, 07:14 ص]ـ
لقد أعدتني إلى طيبة الطيبة حيث كنتُ قبل يومين فقط , وتحديداً إلى زميلي اليمني (ناصر) هذا الرجل الذي كلما رأيته أجزم يقيناً أني من الراسخين في النفاق ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ناصر ليس بطالب علم.
ولا حافظ قرآن.
ولا كثير صدقات فهو فقير معدم.
هو شاب مسلمٌ يحمل بين جنبيه قلباً أبيضَ سليما للمسلمين , تشعر حين الكلام معه ومصاحبته أنه يسخر منك من شدة سلامة صدره وبراءة منطقه وعفوية كلامه ومحادثته.
ناصر منذ عرفته قبل 15 عاماً أو تزيد أخذ على نفسه عهداً أن لا يُدفَنَ مسلمٌ في البقيع إلا وقد صلَّى عليه ناصر وشيَّعه وسوى التراب على قبره.
ولا شكَّ أن ذلك كله سيسبقه أداء للفريضة مع جماعة المسلمين في موضعٍ الصلاةُ فيه بألف صلاة فيما سواه.
لقد بلغ الأمر بأخينا ناصر أن عرضَ عليه المسؤولون في البقيعِ العملَ معهم في تجهيز الموتى وحفر القبور فهو لا يقل عنهم خبرةً وعملاً إن لم يكن أفضلهم , فاستشار والدَه مع فقره وعوزه فأبى عليه فانقاد واستجاب ولم يُراجعهُ , ولعلَّ الله اختار له أن لا تشوب أعمالَه الصالحة أيُّ شائبة.
رأيته عصر يوم الخميس الماضي وهو هو كما كان قبل 15 عاماً أو تزيد يحث خطاه مسرعاً إلى باب السلام , ناصر لا يغيره تغير الزمن , فحرصه على الجنائز وسبقه في التشييع وتسوية التراب لا يؤثر فيه صوم رمضان أو حر الصيف أو برودة الشتاء أو كون الفريضة جمعةً لا يرغب الكثير بعدها باتساخ الثياب بتراب القبر إلا من وجب عليه ذلك بسبب قرابة الميت أو غيرها , ولا يمنعه من عمله كون الوقت يصعب فيه الدفن لأنه صلاةَ فجر أو تراويح أو غيرها.
وكم أتمزق ألماً وخجلاً حين أسأل نفسي: كم جمع الله لناصر من قيراط جزاء الصلاة وقيراط جزاء التشييع والدفن وألف صلاة جزاء أداء فرضه في الحرم النبوي الشريف.؟
فرضي الله عن ناصر وثبتنا وإياه على الصراط المستقيم ولا حرمنا الله ما آتاه من حرص على الخير.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 02:27 ص]ـ
الله أكبر
نماذج تذكرنا بالسلف الصالح رحمهم الله!
وسأذكر لكم موقفاً لأحد مشايخنا الأجلاء وعلمائنا الأفاضل
حي يعيش بين أظهرنا، وهو شيخ لعدد غير قليل من أعضاء هذا الملتقى الكريم فيما أحسب لا سيما الأساتذة الفضلاء
لكني لا أحب أن أصرح باسمه في ذكر هذا الخبر لأنني مؤتمن عليه.
فقد أخبرني أحد أبناء عمومته وهو طالب علم قريب مني في السن
يقول كنت سائقه الخاص الذي يوصله إلى الدروس التي يلقيها، وإلى غالب لقاءاته وزياراته
يقول: وكنت أستغرب منه حرصه على أخذ مفتاح سيارته مني إذا رجعنا من الدروس التي بعد العشاء
فأقول له: دع المفتاح معي حتى آتيك لأوصلك لدرس الفجر! أهون علي وعليك! فيصر على أخذ المفتاح!!
وأقول في نفسي: ما الداعي لهذا الإصرار؟، وهو رجل كبير في السن وله أولاد يخدمونه ولديهم سياراتهم، ولو احتاج الشيخ لأي أمر طارئ فلن يتوانوا في خدمته، وهو قد قارب الثمانين (ذلك الوقت) لا أظن أنه يقود السيارة بعد هذا السن
ثم هو يحبني لقرابتي منه وحرصي على خدمته والتتلمذ عليه، ولا يتهمني أبداً بشيء يخاف منه على سيارته
يقول: فعزمت على استكشاف السر ذات ليلة
فلما رجعنا من درس بعد العشاء، ووصلنا إلى بيته كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة مساءً
فطلب المفتاح على عادته، فأعطيته إياه، واستقليت سيارتي الصغيرة وأخذت بها جولة في الحي حتى يظن أني ذهبت
فلما اطمئننت أنه دخل منزله بقيت أراقب سيارته من بعد
فلما صارت الساعة الواحدة والنصف .. إذا بالشيخ يخرج من منزله، ويفتح حقيبة السيارة، ويحملها مما شاء الله من الأطعمة والخيرات، ولم يستعن بأحد يحملها عنه.
ثم استقل سيارته يقودها بنفسه!!!
يقول: فتبعته حتى دخل حياَ من الأحياء الشعبية.
وأوقف سيارته عند بيت من بيوتها
ثم ترجل من السيارة وهو متلثم لئلا يعرفه أحد
وأنزل لدى بابهم بعض ما حمله في سيارته
ثم استقل سيارته، ووقف عند باب بيت آخر ففعل كما فعل في البيت الأول
حتى دار على عدد من الأبيات.
ثم رجع إلى حيه قافلاً ..
وعيني ترقبه ..
وتفيض بما تفيض به
حتى إذا وصل إلى منزله، نزل من سيارته، وأحكم إقفالها، ودخل المنزل.
فلما كان قبيل صلاة الفجر أتيته كالعادة لأوصله إلى المسجد الذي يلقي فيه دروسه بعد الفجر، فإذا هو على حاله الذي عهدته من النشاط وانشراح النفس!!
فهذا العالم الجليل بارك الله له في وقته بركة عظيمة و كتب له القبول فيما نحسب، وأحبه الصغير والكبير.
وكم لهجت له بالدعاء الألسن
ورمقته بالمحبة الأعين
ولا أحب أن أذكر ما أعرفه عنه من خصال أخر، فيكون في الأمر شيء من التزكية والتشهير الذي أعلم علم اليقين أنه لا يحبه
والمقصود التأسي به ...
ونقلت لكم الخبر كما أخبرني به الراوي، وهو غير متهم عندي.
وقد وجدت أن الرأفة بالفقراء والضعفاء من أعظم أسباب التوفيق، إذا خلصت النية.
ويكفي في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) رواه البخاري من حديث مصعب بن سعد عن أبيه.
¥