تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن محفوظات الشيخ ألفية ابن مالك، ولقد سمعت تلميذه الشيخ عبدالله الحكمي يذكر أنه أُحصي محفوظ الشيخ في القراءات

فبلغ أحد عشر ألف بيت، وأن مجموع مايحفظه في العلوم الشرعية والعربية واحد وعشرون ألف بيت

وكان مقدمه إلى الرياض فتحاً على حفاظ القرآن الكريم بها، فلقد قدم في حدود عام ثلاثة وأربعمائة وألف مُدرِّساً في معهد القرآن الكريم التابع لجمعية تحفيظ القرآن

فلما عُلم علو منزلته في العلم بالقراءة اقترح على جامعة الإمام أن تطلبه للتدريس فيها، فالتحق بكلية أصول الدين مدرساً للقرآن والقراءات

ثم رأى المسؤولون في الكلية أن تنشأ مقرأة خاصة بالحفاظ يقريء الشيخ فيها المتقنين الراغبين في الإجازة

فافتتحت دار القرآن، وكانت غرفة من غرف قسم القرآن يغدو إليها الحفاظ ويروحون فتخرج به عشرات من الطلاب، ونهلوا من معين علمه

فقد كان –تغمده الله برحمته- قوي العناية بالأحكام والوقف والابتداء، وكان يشير إلى الوقوف بيده، على طريقة القراء الأوائل كما أخبر ابن الجزري

ولم يقتصر الشيخ في الإقراء على الكلية بل كان يقريء في منزله بحي الربوة مساءً، ولما بلغت شهرته مبلغاً واسعاً كانت أمنية

كثير من الحفاظ أن يشرفوا بالعرض عليه، فكانوا يسعون إلى مبتغاهم بالشفاعة الحسنة وينتظرون أدوارهم أشهراً

ولقد كان الشيخ غاية في طهارة القلب، وسلامة الصدر، كافاً عن معايب الناس، مشتغلاً بالقراءة والإقراء، ولكم أبصرته قائماً يصلي من الضحى إذا لم يكن عنده من يقرأ عليه

وقد قرأ على الشيخ الجم الغفير: منهم الشيخ حسن حماد، وهو من مدرسي القرآن في كلية أصول الدين سابقاً، وعمره يقارب عمر الشيخ أحمد، ولكن ضاعت منه إجازته التي قرأ بها في شبابه، فأعاد القراءات في كبره في الرياض على الشيخ أحمد، أخبرني بذلك شيخي عليه رحمة الله، ومن طلابه الشيخ عبدالله الحكمي والشيخ عباس المصري والدكتور إهاب فكري والشيخ عبدالله العبيد والشيخ عادل الكلباني والشيخ عبدالله الشثري والشيخ عبدالله الحكمة والشيخ عبدالمحسن العسكر والدكتور الاستشاري عطاالله الرحيلي وخلق سواهم يخطئهم العد، من قاريء العشر أو السبع ومنهم دون ذلك ومن مقتصر على قراءة عاصم أو رواية حفص

وقد امتد عطاء الشيخ حتى عام 1417هـ وكان من قبل ذلك يشكو من داء السكري والقلب، وفي ذلك العام أدخل المستشفى وأجريت له

عملية في القلب، فضعف بعض الشيء، ومع ذلك فقد كان يقريء ويشق على نفسه ولا يتخلف عن عمله

ثم رغب في ذلك العام أعني عام 1417هـ في الرجوع إلى مصر ليكون بين أولاده فاستقال من التدريس

و قد كان وقع ذلك مؤلماً لطلابه الذين ألفوا مجالسته، وتعلقت نفوسهم برؤية محياه الذي كان يشع ألقاً وطهراً

حتى رأيت أعين بعض طلابه تفيض من الدمع حزناً على فراق شيخهم ليلة وداعه في المطار

ولقد كان من فضله علي أن التفت ونحن في طريقنا إلى المطار فقال: تحب أن تقرأ علي؟

فقلت: نعم، وكنت إبان ذلك في أوائل سورة يوسف عليه السلام برواية شعبة، فافتتحتها ثم أتممتها في المطار

وقد كان لتلك البادرة من شيخي عظيم الأثر على نفسي لاسيما أن الشيخ كان مشغول الذهن بأعباء

السفر وقريب العهد بشكوى القلب التي من أجلها أدخل المستشفى

وكانت وفاته فجر يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر صفر من هذا العام 1429هـ

تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته

بقلم تلميذه

خالد بن سليمان بن عبدالله المهنا

محاضر بقسم السنة – كلية أصول الدين

جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض

السبت: 23/ 2/1429هـ

جزى الله أخانا وصاحبنا الشيخ خالد بن سليمان المهنا خير الجزاء على هذه الترجمة المباركة لهذا المقرئ النحرير

ـ[يسري خضر]ــــــــ[03 Mar 2008, 06:31 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة

ـ[الشمري]ــــــــ[06 Mar 2008, 12:03 ص]ـ

أسأل الله أن يتغمده في رحمة وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم لخدمة كتاب الله جل وعلا,

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير