? ولَهُ أيْضًا كِتَابُ «طَبَقَاتُ النَّسَّابِيْنَ» في مُجَلَّدٍ، فَهُوْ جَامِعٌ نَافِعٌ، جَاءَ بِكُلِّ جَدِيْدٍ، وضَمَّهُ كُلَّ مُفِيْدٍ، ومَعَ هَذَا ففِيْهِ اسْتِدْرَاكَاتٌ وفَوَائِتُ يَسِيْرةٌ، وأحْرُفٌ غَيرُ مُحرَّرَةٍ!
? ولَهُ أيْضًا كِتَابُ «حِرَاسَةِ الفَضِيْلَةِ»، وهَذَا الكِتَابُ مِنْ أنْفَسِ الكُتُبِ وأنْفَعِهَا؛ حَيْثُ خَرَجَ في الوَقْتِ الَّذِي شَالَتْ فِيْهِ العَلْمانِيَّةُ بأذْنَابِهَا في نَشْرِ الرَّذِيْلَةِ، ودَفْعِ المَرْأةِ المُسْلِمَةِ إلى سُوْقِ الشَّهَوَاتِ بَيْعًا وشِرَاءً، فَالله طَلِيْبُهُم!
لِذَا كَانَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ الله مُوَفَّقًا مُسَدَّدًّا في تَسْطِيْرِ هَذَا الكِتَابِ؛ حَيْثُ جَمَعَ فِيْهِ خُلاصَةَ مَنْ سَبَقَهُ، مَعَ زِيَادَاتٍ عِلْمِيَّةٌ، وتَحرِيْرَاتٍ قَوِيَّةٍ، ومُنَاقَشَاتٍ نَقْلِيَّةٍ عَقْلِيَّةٍ، فَجَاءَ الكِتَابُ وَاسِطَةَ العِقْدِ لمنَ سَبَقَهُ، وائْتَمَّ بِهِ مَنْ لحِقَهُ، فعِنْدَهَا انْتَشَرَ انْتِشَارَ الماءِ في عُرُوْقِ الوَرْدِ، والرُّوْحِ في الجَسَدِ، فطُبِعَ مِنْهُ عَشَرَاتُ الألافِ في أشْهُرٍ يَسِيْرةٍ كَما أخْبرني بِهِ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله، ثُمَّ تَوَالَتْ طَبَعَاتُه ممَّا يَعْسُرُ عَدُّهَا، وذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ!
? وكَذَا كِتَابُ «حِلْيَةِ طَالِبِ العِلْمِ»، وهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ لطَالِبِ العِلْمِ، ورَائِمِ عُلُوِّ الهِمَمِ؛ حَيْثُ أتَي فِيْهِ وزَادَ بِمَا يَدُلُّ على عُلُوِّ كَعْبِ صَاحِبِهِ، ويَقْطَعُ بنُبُوْغِ وبَيَانِ قَلَمِ كَاتِبِهِ، ممَّا يُرَغِّبُ الطَّالِبَ في مُطَالَعَتِهِ، والعَالمَ الجِهْبَذَ في مُقَارَعَتِهِ.
فَكَانَ مِنْ لَبُوْسِ القَبُوْلِ أنَّ شَيْخَنَا العَلامَةَ محَمَّدًا العُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ الله قَدْ شَرَحَ كِتَابَ «الحِلْيَةِ» لطُلابِهِ في عُنَيْزَةَ، والشَّيْخُ بَكْرٌ حَيٌّ يُرْزَقُ، وهَلْ هَذَا إلاَّ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بفَضْلِ أهْلِ العِلْمِ؟ وهَلْ العِلْمُ إلاَّ رَحِمٌ بَيْنَ أهْلِهِ؟ فرَحِمَ الله العُلَماءَ الَّذِيْنَ يُقَدِّرُوْنَ العِلْمَ وأهْلَهُ مَهْمَا كَانَ المُتَكَلِّمُ والكَاتِبُ صَغْيرًا كَانَ أو كَبِيرًا.
? وكَذَا كِتَابُ «التَّعَالمِ»، وهَذَا الكِتَابُ مِنْ مُسْتَطَابَاتِ كُتُبِ الشَّيْخِ ونَوَادِرِهَا، ومُهِمَّاتِ الكُتُبِ وفَرَائِدِهَا، فَهُوَ بَابَاتُ طُلابِ العِلْمِ لمَعْرِفَةِ زَغَلِ العِلْمِ ودُخُولاتِهِ، ومَيَاسِمُ كَيٍّ لأدْعِيَاءِ العِلْمِ، فخُذْهُ بيَمِيْنِكَ، وابْصِرْهُ بعَيْنِكَ، فَهُوَ كِتَابٌ عُبَابٌ، ومَرْجِعٌ لُبَابٌ.
? وكَذَا كِتَابُ «المَدَارِسِ الأجْنَبِيَّةِ»، وهَذَا الكِتَابُ، نَادِرَةٌ فَارِدَةٌ، مخْتَصَرٌ مُعْتَصَرٌ، جَامِعٌ نَافِعٌ، جَاءَ فِيْهِ بخَلائِصِ مَنْ سَلَفَ، وأتَى على دُرَرِهِ مَنْ خَلَفَ، ففِيْهِ نَقْضٌ لأدْعِيَاءِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَةِ، وكَشْفٌ لمُخَطَّطَاتِ (التَّنْصِيْرِ) الصَّلِيْبِيَّةِ، وتَحْذِيْرٌ لأبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الإرْسَالِيَّةِ، وفِيْهِ بَقِيَّةُ حَقَائِقَ ووَثَائِقَ مَيْدَانِيَّةٍ، فَدُوْنَكُهُ.
? وكَذَا كِتَابُ «حُكْمِ الانْتِماءِ»، وهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ في ضَبْطِ جمَاعَةِ المُسْلِمِيْنَ، وجمْعِ كَلِمَتِهِم، ووِحْدَةِ صَفِّهِم، وأخْذِهِم بالكِتَابِ والسُّنَّةِ للانْضَوَاءِ تحْتَ مُبَايَعَةِ وَليِّ الأمْرِ، ومُنَابَذَةِ التَّفْرِقَةِ وشَقِّ عَصَا جمَاعَةِ المُسْلِمِيْنَ ... !
ومَعَ هَذَا فَقَدْ لاقَى هَذَا الكِتَابُ بَعْضَ الرُّدُوْدِ والتَّعَقُّبَاتِ مِنْ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ مِنَ خَارِجِ هَذِهِ البِلادِ، ولكُلٍّ وُجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيْهَا، فالكِتَابُ إذَا ضَاقَ ببَعْضِ البِلادِ الإسْلامِيَّةِ، فَهُوَ مُوَافِقٌ لأهْلِ هَذِهِ البِلادِ، فَتَأمَّلْ!
* * *
¥