2ـ الشامية: وهي الدولة النورية ... التي استنبط منها الكاتب الشنيقطي أن صلاح الدين لم يقاتل الشيعة لتشيعهم ... وإلا لما قاتل الدولة النورية ... !!!! ومن قرأ سيرة صلاح الدين في تعامله مع هذه الجبهة .. والحلول التي فرضها أثناء مقاتلته لأبناء عمه ... (من تقديم الصلح .. والرضا بأقل مبادرة .. ومحاولة الاجتماع .. ) من قرأ ذلك علم أنه لم ينطلق في قتاله للشاميين من نفس منطلق المصريين (الفاطميين) .. فإن قتاله لأبناء عمه كان بسبب:
الفتن والقلائل والتفرق والتقاتل والتقسيم الذي سببته (شهوات الملك والدنيا) .. ومعلوم أنه في مثل هذه الحالة يتعين على أهل الحل والعقد والحزم إيجاد حل لمثل هذه الفئات الباغية ... والتي تقود الناس (على غير رغبة) .. حتى يصبح عموم اهل السنة في انتظار أي شعلة ضوء تخرجهم من مأزقهم ... (والعراق بين أيدينا ... مثال حي .. في محبة أهلها لأي شعلة ولاية تفرض هيبة على الناس) ... ولا ولاية أعدل من أهل السنة ...
ثامنا:
إن الدراسة الجديرة بالذكر في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا ... ليس أن نذهب إلى التاريخ فنطعن فيه ... وننزله على ما نقرره في أذهاننا ... ولكن الأجدر في ظني أن ندرس قواعد تعامل أهل السنة مع غيرهم على مر العصور بمختلف الحالات .. ولا يرجع ذلك إلى المصلحة والمفسدة كما يعتقد البعض .. وإنما إلى نصوص الكتاب والسنة .. التي تؤصل هذا الموضوع .. والإستئناس بقواعد السياسة الشرعية وبهذا لا نطعن في تعالم أهل السنة مع غيرهم ... ونعدل مع خصومنا حيث تعاملنا معهم على ضوء ما يمليه علينا النص الشرعي .. ولن يطلبوا أعدل عبارة منه.
تاسعا:
أما ماذكره من أشعرية صلاح الدين .. فهذا من أكبر قواعد أهل السنة في فقه جمع الكلمة ... حيث لم يتمحض صلاح الدين رحمه الله في السنة ... ولم يمنع ذلك أهل السنة من الجهاد معه .. بل جعلوه إماما عادلا .. يدرسون سيرته. ولو كانت (الذاكرة الاجتماعية) عند أهل السنة تطغى على العدل .. فلن يبلغ صلاح الدين تلك المرتبة .. وبسط ذلك يطول.
عاشرا:
وزارة صلاح الدين للفاطميين لا تدل على أن صلاح الدين ليس لديه إشكالية مع الفاطميين .. بدليل سيرته معهم .. حيث عزل القضاة منهم .. ومنع (حي على خير العمل .. وغير ذلك ... إلا أني أقرأ في سياسة صلاح الدين البعد السني للتعامل مع الظروف الحالية ... حتى تدور الدائرة لأهل السنة .. وهو ما يسمى بـ (فقه المرحلة) ... أما وزارته لهم .. فلك تكن بطوع منهم ... لكنه بذكاء من الدولة الزنكية .. والتي كانت تتربص أي فرصة للتدخل بشؤن مصر .. والتي يرونها أصبحت تستقل وكأن ليس شأن بالبلاد الإسلامية .. فعرف الزنكيون الأمر .. وهيأ الله الفرصة .. فأحسنوا استغلالها .. وتولي صلاح الدين الوزارة كان خلفا لعمه أسد الدين .. الذي أصبح وزيرا للعاضد حينما استنجد به على بني قومه ... فنصره .. وتم توليته وزيرا .. فلما توفي أسد الدين .. لم تكن الدولة الزنكية لتترك الفرصة تفوت .. فأصبح صلاح الدين وزيرا مكانه ... وسار بالبلاد أحسن سيرة .. وكانت تلك الفترة تشهد قوة في الوزراء وضعفا في الأمراء .. فسار صلاح الدين على طبيعة عصره ... لا كما نظر إليها الكاتب الشنقيطي.
الحادي عشر:
إن تم للكاتب الشنقيطي مااستنتجه من سياسة صلاح الدين .. فسيعكر عليه سياسة نور الدين رحمه الله ... وأعتقد أن صلاح الدين اللبنة الثانية في بناء نور الدين ... فقد اعتمد سياسته .. وسار على دربه .. فنور الدين رسم الخطط .. وتولى صلاح الدين تنفيذها ... (مع العذر لأهل الإدارة) ...
هذا ما أحببت الوقوف معه في مقال الشنقيطي .. وأترك الجزء الثاني من المقال وهو ما يتعلق (بالخلل في القراءة الشيعية صلاح الدين) ...
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:30 م]ـ
وجهة نظر محترمة ولعلنا نقرا المزيد من الاخوة الاكارم
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:50 م]ـ
شكر الله لك .. يادكتور جمال ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Mar 2008, 05:14 ص]ـ
من المقالات التي اطلعت عليها معقبة على مقال الشنقيطي، ما نشرته مفكرة الإسلام في الرابط التالي:
http://islammemo.cc/article1.aspx?id=61374
وأضعها للاستفادة، ولعلي أعقب عليها بعد حين.