وهناك خيال آخر، وهو إمكان التحالف الإيراني الإسرائيلي الأمريكي، وهذا خيار يطرب كثيرا من السلفيين والقوميين [لأنهم يشعرون بالمعابة الآن، لكون بلدانهم في حضن احتلال وتحالف إسرائيلي أمريكي فلهم شوق ولو نفسي أن يكونوا في تيار المقاومة ضد الثلاثة]، وليس هذا الاحتمال بعيدا، ولكن هذا قد يبقي العرب هامشيين زمنا، والتحالف هذا قد يتم بسبب صعوبة كبح جماح الطموحات الإمبراطورية الإيرانية، فيكون الحل معها بالتوجه لاستيعابها، ومشاركتها الثروة العربية والسياسة، وبسبب أنه قد يكون لها فاعلية من خلال الأقلية المهمة من أفغانستان إلى الشام، وقد يكون مناسبا للأطراف الثلاثة حال تراجع الحضور العسكري الأمريكي، والرغبة في إخماد الطموحات في المنطقة العربية.
وتصبح حسنات تركيا هي عيوبها وحاجز ضد نموها، فالتحولات السريعة في النمو في تركيا، والخوف من تمددها جنوبا لمجتمع محيط بها كبير، قد يألفها أكثر من إيران، وبسبب قيمها الديمقراطية والانفتاح الجذاب والتقدم الاقتصادي والمذهب المشترك مع العرب والتاريخ القريب. غير أن هذه أيضا مجازفة وتحتاج تحولات فكرية إيرانية، وتحتاج من أمريكا عدم مبالاة بالثروة في حال نمو صراع تركي إيراني قريب، بدا بعضه في كركوك، وسوف يكون الأكراد هم عامل التوازن الصعب في حالة مخيفة كهذه، وإن حدثت مواجهات، فسوف يستخدمهم الجميع.
ليس معقولا اعتبار العرب في كل هذه التحولات مجرد ثروة ومناطق نفوذ ونزاع ومهاجرين عابرين، ولكنهم وصلوا إلى حال انعدام الوزن السياسي بسبب الاستبداد الذي أذلهم واستتبع مصالحهم، وتهاوي حكوماتهم عن مشاركة مواطنيها في حقوقهم في بلادهم ومصيرهم.
والزمن القريب القادم لحزب الله وسوريا حاسم، فهل يستطيع هذا المعسكر أن يخفف من توتره مع البيئة المحيطة، أو يحيّد بعضها، ويكون ذكيا ذكاء الإيرانيين في أفغانستان، وفي العراق، يأخذ من الاحتلال ويشاركه ويخالفه؛ فيصافح ويأخذ باليمين ويطعن وبالشمال؟ أم أن ضعف الحيلة والخطابة والشعارات تدفعه لآخر الطريق، فيخسر، ويسبب سقوطه هزة وإرباكا زمنا قبل أن يستقر الوضع، والموجة القادمة إن حدثت، فيبدو أنها لا تخدم الوجوه القديمة من الطرفين، وتعد بحال أحسن على الزمن البعيد.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2008, 08:30 ص]ـ
أعلم أنك، يا د. عمر، ناقل فقط للخبر. ولذلك أنزهك عن استعمال لفظ (المجوس) لوصف أي كان، ممن يتبرأون من معتقدات المجوس.
وإلا فأهل الحجاز الحاليون أحفاد عباد الأصنام في قريش والجزيرة العربية. فهل يسوغ لأحد أن يصف المسلمين بأنهم أهل أوثان؟
والأمر ينطبق أيضا على تعيير اليهود المعاصرين بأنهم حفدة القردة والخنازير.
المجوس وصف ديني وليس جغرافيا، وإلا ففي إيران ألوف من أهل السنة.
وتعيير الآخرين ليس من أخلاق الإسلام.
أقول هذا لاستيائي الشديد من وقوع أغلب المواقع الإسلامية المحسوبة على السلفية في هذا الزلل، منذ ثمانينات القرن الماضي. وأعتقد أن هذا الأمر ليس من أخلاق الإسلام في شيء.
أقول هذا، ولم أقرأ من المقال سوى عنوانه المستفز.
الحمد لله
اما تعيير الكافرين الظالمين منهم بالشرك و الكفر الذي فيهم وتسفيه دينهم واظهار باطله فهو منهج قرآني لا أشك
ولا امتري في ذلك،ولو قرأت القرآن لوجدته، واعذرني على الملاحظة اخي الفاضل فكل تعليقاتك خلو من الاستشهاد
في مثل هذه المواضيع خلو من الادلة القرآنية و الحديثية و ليس ثمة الا العاطفة حتى تنال رضى الآخر!
واسمع قول الله تعالى في الكفار: ان هم الا كالانعام بل هم اضل.
وقوله تعالى فيهم: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء و نداء ...... وصفهم بالبهائم مع الراعي، لا
يفقهون من كلامه الا صوته فقط ..
وقال سبحانه فيهم: أولئك هم شر البريئة ................. فجعلهم أشر ما في الكون.
وجعلهم سبحانه وتعالى نقضة للعهود.
وجعلهم سبحانه وتعالى اولياء للشيطان و أحزاب الشيطان.
والآيات في تعيير الظالمين من الكفار البادئين بالظلم وجهادهم باللسان و السيف امر معلوم ..
أما وصف الروافض بالمجوس فمن أحب قوما فهو منهم، وقبر ابي لؤلؤة المجوسي وثن يعبد من دون الله في إيران،
ويترضون عنه و يترحمون على قتله أمير المومنين، فلا يضر الشيخ ان نسبهم الى من يحبون و ان كانوا لا يعبدون
النار، أما علمت ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: المرء مع من أحب.
اما قياسك اهل الحجاز عليهم من المومنين الصالحين فهذا ظلم منك وتسرع في الحكم، أفتجعل من يترضى على ابي
لؤلؤة المجوسي ويبغض التوحيد كمن يترضى على عمر رضي الله عنه و يحب التوحيد، لا يستويان مثلا.
وتبين لي من مدة أنك تتبع العاطفة أكثر مما تتجرد الى الحق في مثل هذه المواضيع، فكلامك فيها كما قلت ناشء في
غالب الاحوال عنها، فلا أدلة و لا تفصيل وليس ثمة الا شيء واحد: ان يراك الغرب بمظهر المتمدن المتحضر، خلافا
للاصولي الهمجي و السلفي الهمجي.
فخاطبنا بالقرآن و بالمحكمات من القرآن اذا اردت التعقيب و الرد والصدور مفتوحة منشرحة لكلام الله تعالى وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم.
¥