أخبار الحجاجِ
دخل المُغيرة بن شُعبة على زوجته فارعة، فوجدها تتخلِّل حين انفلتت من صلاة الغداة، فقال لها: إن كنتِ تتخللين من طَعام البارحة فإنك لقذرة، وإن كان من طَعام اليوم إنك لنَهمة،
كنتِ فبِنْت. قالت: والله ما فَرحنا إذ كنّا ولا أَسِفنا إذ بِنّا، وما هو بشيء مما ظننتَ، ولكنّى استكت فأردت أن أتخلّل للسواك. فندم المغيرة على ما بَدر منه، فخرج أسفاً، فلقي يوسف بن أبي عَقيل، فقال له: هل لك إلى شيء أدعوك إليه؟ قال: وما ذاك؟ قال: إني نزلتُ الساعةَ عن سيِّدة نساء ثَقيف، فتزوّجها فإنها تُنجب لك، فتزوّجها فولدتْ له الحجاج.
وكتب الحجاج إلى أيوب بن القرية: أن اخطب على عبد الملك بن الحجاج امرأة، جميلة من بعيد، مليحة من قريب، شريفة في قومها، ذليلة في نفسها، مواتية لبعلها. فكتب إليه: قد أصبتها لولا عظم ثدييها.
فكتب إليه: لا يكمل حسن المرأة حتى يعظم ثدياها، فتدفئ الضجيع، وتروي الرضيع.
هند وزوجها روح
وعن عبد الملك بن عمير قال: كانت هند بنت النّعمان بن بشير الأنصاري عند روح بن زنباع، وكانت امرأةً فصيحةً أديبةً، برزةً؛ وكان رجلاً غيوراً، فرآها ذات يومٍ مشرفةً على وفدٍ من جذام. فجعل يضربها، ويقول. أتشرفين وتنظرين إلى الرّجال؟ قالت: ويحك، وهل أرى إلاّ جذاميّاً، والله ما أحبّ منهم الحلال فكيف الحرام؟ فقال روح في ذلك:
أثني عليك بأن باعك ضيّقٌ ... وبأنّ أصلك في جذامٍ ملصق
وفيه تقول هند؟
وهل أنا إلاّ مهرةً عربيّةً ... سلسلة أفراسٍ تحللها بغل
فإن نتجت حرّاً كريماً فبالحرى ... وإن يك إقرافٌ فما أنجب الفحل
فقال لها روح: اللهمّ إن متّ قبلها فابتلها بزوجٍ يلطم وجهها، ويقيء في حجرها. ومات روح بن زنباع وتزوّجها بعده محمّد بن الحكم بن أبي عقيلٍ الثّقفي، وكان شابّاً جميلاً، شرّاباً للخمر؛ فأحبّته حبّاً شديداً، فكان يلطم وجهها ويقيء في حجرها. فقالت: رحم الله أبا زرعة، فقد استجيبت دعوته.
ينظر العقد الفريد الجزء الخامس ..
ـ[هنا القاهرة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:12 ص]ـ
المزيد المزيد يا أهل الفصيح
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:20 م]ـ
القصة ملفقة تلفيقاً ذكياً، فيها الكثير من الجرأة والتي تخدش الحياء للرجل والمرأة، وهذا الأسلوب اتبعه بعض الأدباء في عهد بني أمية وبني العباس من بعده، أولاً: لإغراء القارىء القارئ والمستمع، ثانياً: حنكة وضع الأسماء المشهورة لتكون أكثر اجتذاباً لمن تمرّ عليه، على أيةِ حالٍ، النساء كيدهن عظيم بما ذكر في القرآن الكريم.لكنه كيدٌ في مصلحة الرجل لو كان على وئام مع المرأة وضده إن خالفها وخالفته فالويل الويل، شكراً لكَ أخي على تلك القصة اللطيفة رغم ما بها من تعدٍ بسيط.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 10:51 ص]ـ
قرأت قصة هند والحجاج منذ سنين، وتوقفت عندها كثيرا.
أكثر ما جعلني أشك فيها:
هل عبد الملك بن مروان بكل ملكه وحكمه وسيطرته على معظم الدنيا -ساعتها- يقبل من عامل له ذلك القول؟
هل الحجاج بكل ما ذكرته عنه الكتب من قوة وقسوة وصلف وتكبر وكبرياء، تذله امرأة بهذه الطريقة؟
ثمة امرأة أراد هو أن يذلها لكنها لم تُذل له، وهي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما حينما صلب ابنها عبد الله رضي الله عنه، فقالت قولتها المشهورة:"أما آن لهذا الفارس أن يترجل"؟
لكن ما يروى عنه كثير مما خالطه الوضع وعدم الصحة.
مما يروى عنه قوله: قهرتُ جميع الرجال وقهرني أربع نسوة:
أسماء، سكينة بنت الحسين، هند، غزالة الشيبانية الخارجية.
أرجو مناقشة صحة ذلك أيضا
ولكم شكري
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 02:05 م]ـ
لا عجب من كيد النساء، فهي الحيلة لضعفهن، وإنما العجب من كيد الرجال!!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 02:20 م]ـ
لا عجب من كيد النساء، فهي الحيلة لضعفهن، وإنما العجب من كيد الرجال!!!
وهو من ضعف الرجال حين يلجأون للحيلة والمكر
وليس كل كيد مذموم فالكيد في الحرب ورد الحق والدفاع عن النفس ورد الكيد بكيد خير منه كلها وسائل مشروعة بل مطلوبة أحيانا
ـ[معاني]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 02:33 م]ـ
لا عجب من كيد النساء، فهي الحيلة لضعفهن، وإنما العجب من كيد الرجال!!!
الكيد صفة إيجابية: p
قال تعالى: (إنهم يكيدون كيداوأكيد كيدا)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[14 - 09 - 2010, 09:58 ص]ـ
هناك من يقارن:
{إن كيدكن عظيم}
{إن كيد الشيطان كان ضعيفا}
هل المقارنة -هنا- أمر مشروع؟:)
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 05:05 م]ـ
لكلّ منّا عيوبه وحسناته، فتتصف المرأة بـ (الكيد) ويتصف الرجل بـ (القهر)
يقول أنس: كنت أسمع رسول الله يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن ضلع الدين وقهر الرجال"، (البخاري في الدعوات، باب: التعوذ من غلبة الرجال).
ومُجرد ورود أدلة على الاتصاف بأي صفة ليس مبرراً للاتهام المُطلق للنساء والرجال.
القصة المذكورة (إن صحت) فإنها لا تدل إلا على ذكاء النساء.
والحجاج من أكثر الشخصيات التاريخية التي أثير حولها النقاش والجدل ومازال يثار وكان للحجاج الكثير من المواقف، و الحكايات الشهيرة، و الأقوال الفصيحة، و الرسائل، والخطب، و التوقيعات، و له مجموعة أشعار متفرقة. فقصص الحجاج و أخباره كثيرةجداً، وفي كتب التاريخ، ما يدل على عظم نفوذه، و لا زالت أقواله باقية إلى اليوم.
ولكن القصص الشعبي، والمخيلة الشعبية، أظهرت الحجاج جشعاً طماعاً خاطف نساء.
والناظر لقوة الحجاج وشدته في التعامل مع الغير لا يصدق صحة هذه الرواية.
¥