تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إشكالية التنصير في شمال إفريقيا]

ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 09:05 ص]ـ

من الحصاد المغربي في قناة الجزيرة:

نبأ اتهام السلطات الجزائرية جهات خارجية معروفة وتحديدا فرنسا، فضلا عن الكنيسة البروتستانتية التي تمارس نشاطا تنصيريا مكثفا في مناطق من الجزائر لا سيما الشرق، على غرار ما تقوم به في جنوب مصر في منطقة النوبة التي يقل فيها الوعي الديني لضعف اللغة العربية، أداة فهم هذا الدين، في تلك المناطق النائية التي لا تحظى بالرعاية الكافية من جانب الدولة دينيا واجتماعيا، وهو استغلال معهود من الكنيسة للأوضاع غير المستقرة في بعض مناطق الجزائر للخلافات التاريخية بين العرب والبربر، وهي خلافات ما فتئت فرنسا تزكي نارها، على طريقة: فرق تسد، أو: فرق تخترق أي مجتمع متماسك، الشاهد أن النبأ هو اتهام السلطات الجزائرية تلك الجهات بمحاولة إيجاد أقلية نصرانية في الجزائر المسلم ذو الدين الواحد والمذهب الواحد عقيدة وشريعة، وهو أمر تمتاز به دول الشمال الإفريقي حاشا أقليات يهودية أو نصرانية هنا أو هناك، باستثناء مصر، التي تعاني الآن توترا طائفيا متصاعدا بين الأغلبية المسلمة والأقلية النصرانية التي تروج في الخارج في انتهازية واضحة لأكاذيب الاضطهاد الديني التي تشكل ضغوطا على مصر تجعل قرارها السياسي مضطربا لا يصدر عن إرادة حرة مختارة، بل قد صارت مجبرة في أكثر قراراتها، وإن لم تكن معذورة بذلك، وإنما الغرض بيان الواقع إحقاقا للحق، لا انتصارا أو اعتذارا للقيادة السياسية، فأهل مصر أولى بذلك، لما يعانونه من ضغوط كبيرة، وإن لم يسلموا كجل المسلمين في هذا الزمان من صور التقصير والتفريط، والشاهد أن الهدف من إيجاد تلك الأقليات في الدول ذات الدين والمذهب الواحد هي هدف بعيد المدى للقوى العظمى يتيح لها التدخل السافر في شئون الدولة بحجة حماية الأقليات الدينية: الشماعة التي تعلق عليها أسباب الضغط على الدول الإسلامية دون غيرها، فلا اضطهاد للأقليات الدينية في ليبريا على سبيل المثال، وقد علم ما فعلته الحكومة النصرانية هناك بالمسلمين وأعدادهم تزيد على الثلث فليست أقليات تشكل 5 أو ربما أقل من 1% من مجموع السكان كما هو الحال في مصر وبقية دول شمال إفريقية، ومع ذلك تتعاون المخابرات الأمريكية مع السلطات الليبيرية لتنفيذ تلك المخططات الدموية، ولا اضطهاد في نيجيريا كما شاهدنا الصيف الماضي في الصدام الذي وقع بين جماعة "بوكو حرام" وقوات الشرطة والجيش التي يهيمن عليها النصارى مع كونهم عند التحقيق أقلية بالنسبة إلى المسلمين لا سيما في الشمال ذي الأغلبية المسلمة الكاسحة، ومع ذلك اقتحم الجيش والشرطة ديارهم برسم الاستباحة والشريط الذي بثته الجزيرة من نحو أيام لعمليات إعدام وتصفية جماعية لأعضاء الجماعة بما فيهم قائدها بعد استسلامهم خير شاهد على ذلك، فضلا عن أحداث جوس الأخيرة ومع ذلك لا اضطهاد ديني في تلك البلاد يجعل الكونجرس يسارع ببعث لجانه لتقصي الحقائق، في إطار مكافحته للاضطهاد الديني الذي لا يوجد إلا في الدول الإسلامية ذات الأغلبية الكاسحة أو الكاملة فقط!. فالمراد الآن هو إيجاد نواة لأقلية نصرانية في بلد كبير ومحوري في الشمال الإفريقي كالجزائر، ولو بالعافية كما يقال عندنا في مصر!، ليصير مسمار جحا الذي تطمئن عليه القوى العظمى ليل نهار، فهو حجة مثالية في الضغط على الحكومة الجزائرية فضلا عن تهديده للسلم الاجتماعي، فلا يختلف كثيرا عن تهديد الدولة الفارسية للمجتمعات السنية بغرس بذور الفتنة بين أبناء المذهب الواحد، وهو أمر لم تسلم منه مصر، ونشاطها في مكافحته ملحوظ، وإن كان نشاطا سياسيا بحتا، فليست المعركة بالنسبة للقيادة المصرية دينية، وإنما هي معركة سياسة ونفوذ ومصالح وتحالفات .......... إلخ من المصطلحات السياسية بخلاف الدولة الفارسية التي تخوض معركة تمدد قومي مستتر برداء ديني مذهبي، فأهدافها واضحة وبذلها في سبيل تحقيقها أكبر، ولا أدل على ذلك من الفتن التي تثيرها في معظم دول العالم الإسلامي الآن وآخرها فتنة شمال اليمن ودورها فيها لا يخفى على أحد، فضلا عن محاولات اختراق لمصر والمغرب التي قطعت علاقاتها مع الدولة الفارسية حسما لهذه المادة، والجزائر التي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير