تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من المغرب]

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 03 - 2010, 08:11 ص]ـ

من برنامج ما وراء الخبر على فضائية الجزيرة:

أثير موضوع الحملات التنصيرية التي تمارسها الكنيسة الإنجيلية الأمريكية، في بلاد المغرب عموما، وفي الجزائر والمغرب خصوصا، وفي المناطق الأمازيغية بشكل أخص، وهو أمر قد تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة، والكنيسة الإنجيلية، كما تقدم في مناسبات سابقة، تمتاز بأنها إحدى روافد الكنيسة البروتستانتية وإن امتازت بمزيد تطرف لا سيما في سعيها الحثيث إلى اجتثاث الإسلام والتمكين لبني إسرائيل في الأرض المقدسة تمهيدا لنزول المسيح عليه السلام، فلا ينزل إلا بإراقة دماء المسلمين بزعمهم!.

وكانت الجناية على عقيدة المسلمين هذه المرة في منطقة جبال أطلس، وهي منطقة نائية تشبه إلى حد كبير مناطق القبائل في الجزائر والنوبة في مصر، فالجامع بينها: أنها مناطق نائية تشح فيها الخدمات الإنسانية الأساسية من غذاء ودواء وتعليم، وتلك أمضى أسلحة المنصرين المدعومين ماديا من مؤسسات متخصصة تنفق بسخاء على هذه الحملات المنظمة، كما أشار إلى ذلك أحد ضيوف البرنامج من المتخصصين في الشئون العربية والمتوسطية فقد أشار إلى حملات سابقة إبان الاستعمار الفرنسي وإلى عام 1930 م في المغرب تحديدا، والشاهد أنها مناطق نائية تقل فيها الخدمات لإهمال الدولة المركزية أو ضعف إمكانياتها، والأمران تقريبا متحققان في تلك البقاع، فضلا عن بعد تلك المناطق عن المراكز المأهولة كالمدن الكبيرة التي تظهر فيها آثار العلم، وإن كان شحيحا بشكل عام في هذه الأعصار، ولكن لا يستوي التنصير في مدينة القاهرة على سبيل المثال وفي منطقة النوبة فبينهما بون شاسع في ظهور آثار العلم الشرعي فيسهل على المنصرين في منطقة النوبة ما لا يسهل عليهم في القاهرة، فضلا عن كون البقاع المذكورة لا تتكلم العربية بطلاقة، فالقبائل الأمازيغية والنوبية مزدوجة اللغة، ولغتها الأم تغلب على اللغة العربية، وهي الباب الذي يدخل منه المسلمون إلى باحة فهم نصوص الوحي فإذا جهلوه انسدت عليهم أبواب الفهم لهذا الدين فصاروا عرضة للشبهات أكثر من غيرهم، وتركيز المنصرين على تلك المناطق يدل، كما قال الشيخ عمر بن حماد، أحد ضيوف البرنامج، على جبنهم عن خوض أي مواجهة فكرية مع الإسلام فحججهم الواهية لا تصمد لحجة الإسلام البالغة وإنما غاية أمرهم استغلال الظروف الإنسانية المتردية في تلك الأصقاع النائية، فالنصرانية كما يقول الشيخ وقد أصاب أيما إصابة: لا تقدم للمسلم جديدا بل تسلبه جزءا من معتقده وتنحط به دركة بل دركات فمن: إيمان بالله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله فهو المتصف بصفات الكمال المطلق وإيمان برسله كلهم فلا نفرق بين أحد من رسله إلى إيمان برب قد علم وصفه من أمانة النصارى فقد حل في جسد بشر وصفع وبصق في وجهه وقتل وصلب ووضع الشوك فوق رأسه!، وكفر بخاتم المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم وادعاء الإيمان بالمسيح عليه السلام زورا وبهتانا فما الذي آمنوا به هو المسيح الحقيقي، بل هو مسيح مزيف ابتكره من وضع لهم دينهم وحرف دين المسيح الصحيح.

ومن جملة ما أشير إليه في هذا البرنامج:

القوانين الصارمة التي أقرتها السلطات في الجزائر والمغرب تحديدا لكونهما أكبر بلدين في المغرب العربي يتعرضان لهذه الحملة الشرسة لموقعهما الاستراتيجي وإمكانياتهما البشرية والطبيعية الكبيرة لا سيما المغرب التي تعد همزة الوصل بين الجنوب المسلم والشمال النصراني فلا يفصل بين المغرب وإسبانيا إلا مضيق جبل طارق الذي يضيق فيصل عرضه إلى 12 كيلومتر، ويتسع فلا يتعدى 37 كيلومتر، ومع ذلك فإن هذه القوانين لا يعمل بها بشكل كامل خشية الضغوط الخارجية، فالقانون المغربي يعاقب بالحبس والغرامة من يباشر هذه الأنشطة، ومع ذلك اكتفت السلطات المغربية هذه المرة بطرد أولئك ولم يسلم الأمر من تدخل سافر من السفير الأمريكي في المغرب في الشأن المغربي الداخلي فأعرب عن انزعاجه من ذلك!، ولعل ذلك مما يؤكد الدور الأمريكي الرسمي في دعم تلك الحركة التنصيرية ذات الطابع الأمريكي فأمريكا هي البقعة الرئيسة التي تزدهر فيها الحركة الإنجيلية المتطرفة بشكل كبير وقد شهدنا طرفا من ذلك في عهد المتعصب الغبي جورج بوش،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير