[اللغة العربية على شبكة الانترنت]
ـ[باسم شاهين]ــــــــ[22 - 02 - 2010, 05:06 م]ـ
المحتوى هو الملك
مر قرابة 12 عاماً على المقالة الشهيرة التي نشرها عملاق التكنولوجيا بل غيتس تحت عنوان "المحتوى هو الملك". لقد كان مصدر القيمة الأساس لتلك العبارة أنها شهادة من "غير أهله"، فالرجل لم يكتسب شهرته من المحتوى، وإنما من مهارات تقنية يعرفها الناس جميعاً. وعلى الرغم من تلك الشهادة التاريخية، ما زال الضوء المسلط على المطورين والمبرمجين أكثر بكثير مما هو مسلط على كتّاب ومديري المحتوى على الويب.
وإذ لا يتسع المجال للإسهاب في الخلفيات والمجادلات التاريخية في هذا السياق، سأكرس هذه المقالة القصيرة لبعض الإضاءات على المحتوى الجيد في مقابل المحتوى غير الفعال على الإنترنت.
من البديهيات التي يدركها أي مطوّر للمحتوى على الإنترنت أن الناس قلّما "يقرأون" المحتوى المكتوب على الشاشة. أتحدث هنا عن القراءة المتأنية المعمول بها في الكتاب والصحيفة. وإذ لا تقلل هذه البديهية من قيمة المحتوى الإلكتروني، فإنها تدفع مطوّر المحتوى إلى معرفة سلوك الناس إزاء ما هو مكتوب على الشاشة. كيف تتصرف العين البشرية وهي تتنقل بين أرجاء الصفحة الرقمية؟
بإيجاز شديد، إن ما تقوم به العين يمكن تلخيصه بكلمتين: المسح والالتقاط. فالعين تمسح النصوص بحركات سريعة شبيهة بالقفز على (وعبر) الأسطر والفقرات، وفي أثناء حركتها تلتقط الكلمات التي تتسق مع ما يبحث عنه الرائي أو الباحث.
إن سلوكاً من هذا النوع لا يمكن وصفه إلا بالاستعجال. نعم، إن متصفح الإنترنت هو في العادة شخص نافد الصبر، إذ لا يملك، ولا يريد أن يملك الوقت "للاستمتاع" بالخطابة والرطانة والعبارات الرنانة التي يحلو لبعض الكتّاب الإصرار عليها في كتاباتهم للمواقع الإلكترونية.
وعليه، توصل خبراء المحتوى إلى أن المحتوى الجيد على الإنترنت يجب أن يحمل، من حيث المبدأ، ثلاث صفات ضرورية هي:
? أن يكون سهل الاستعراض أو المسح ( scannable)
? أن يكون موجزاً ما أمكن (ما قلّ ودلّ)
? أن يكون موضوعياً ومحايداً (لغة غير ترويجية)
ولكن قبل كل هذا، ثمة حاجة إلى أن يتعرف مطوّر المحتوى إلى جمهوره. فالسؤال "لمن أكتب؟ " يأتي منطقياً قبل السؤال "كيف أكتب؟ ". إن من يبدأ في الكتابة قبل الإجابة على هذا السؤال هو في الأغلب شخص أتى من خلفية صحافية تقليدية، ولم يبذل من الجهد ما يكفي للتأقلم مع عالم الكتابة للإنترنت.
ويذهب بعض الخبراء إلى القول بضرورة أن يلتقي مطور المحتوى بنماذج حية من الجمهور المستهدف، لا أن يعتمد على خاصية التخيّل. فإن كان الموقع حكومياً ويعنى بتقديم الخدمات الإلكترونية، فإن من يقف في الطابور ليحصل على تلك الخدمات ينتمي – من حيث المبدأ - إلى الجمهور المستهدف. وسيكون من المثير والمثمر الاجتماع بعينة عشوائية من أولئك الناس ومناقشتهم بشأن احتياجاتهم، وانطباعاتهم تجاه الأساليب المختلفة لتقديم المحتوى المتعلق بالخدمات، وبالخدمات ذاتها.
بعد أن تتعرف إلى جمهورك، وتصبح مطّلعاً على الخصائص العامة للنصوص الجذابة على شاشة الكمبيوتر، يمكنك أن تشمر عن ساعديك وتبدأ في الكتابة. والآن يتعين عليك الاعتناء ببعض التفصيلات المهمة التالية:
أولاً، العنوان
إن كان "المكتوب يقرأ من عنوانه"، كما يقال، فلا يجب أن يكون العنوان "متذاكياً"، بل موجزاً لفحوى الموضوع، ومجيباً على أهم الأسئلة فيه.
ثانياً، المدخل
يتعين إيجاز أهم المعلومات التي لم يتسع العنوان لإيجازها في فقرة واحدة، مع فصل تلك الفقرة عن جسم الموضوع ووضعها في المقدمة
ثالثاً، العناوين الفرعية
تعد العناوين الفرعية من شروط "الاستخدامية" الجيدة للمحتوى، إذ تساعد في عملية "المسح والالتقاط" المشار إليها
رابعاً، التنقيط والتسلسل
إذا كنت تشرح خطوات متسلسلة، فإن استخدام الأرقام يعد أمراً رائعاً، أما إن كان الأمر بحاجة إلى تجزيء من دون تسلسل، فإن النقاط المكورة هي الوضع الأمثل.
أما وقد انتهيت من الكتابة، فإن القراءة الثانية للنص تعد مرحلة مهمة على أن يقوم بها شخص آخر غيرك. ومما يدعو للأسف بالنسبة لمناصري الأتمتة، أن استخدام الورق لا بد منه في هذه المرحلة، إذ إن مراجعة النص على الورق هي أكثر فاعلية بكثير من مراجعته على الشاشة.
إن عالم المحتوى من الرحابة بحيث يتطلب، بالتأكيد، أكبر من مجرد صفحة أو عدة صفحات لتسليط الضوء على خصائصه وشروطه، غير أن معرفة الأساسيات العامة ربما يكون مدخلاً وحافزاً للتعمق من خلال مصادر أخرى. وللحديث بقية ..
باسم شاهين
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 02 - 2010, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بكَ أخي الكريم
وآمل لك طيب المقام بين إخوانك
ولعلي أعود للقراءة والإفادة
دمت طيبًا
ـ[المغيره]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 09:53 م]ـ
هل الشبكة افادت اللغة العربية ام لم تغير شئ