تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[منتدى الحوار بين العالم الإسلامي وأمريكا!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 09:22 ص]ـ

يعقد الآن في العاصمة القطرية الدوحة: منتدى الحوار بين العالم الإسلامي وأمريكا بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة في الدول الإسلامية فضلا عن أمريكا، فيشارك على سبيل المثال رئيس الوزراء القطري، ورئيس الوزراء التركي، ومن الجانب الأمريكي شخصيات كجون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس وهو المرشح الديمقراطي في انتخابات 2004، وبطبيعة الحال لم يخل الأمر من مجاملات سياسية زائفة من قبيل خطاب أوباما إلى المنتدى وهو كسائر خطاباته الدعائية من لدن تولى السلطة من أكثر عام إلى يومنا هذا، فهو من جنس خطابه أمام البرلمان التركي في إبريل الماضي، ثم خطابه الشهير في جامعة القاهرة في يونيو الماضي أثناء الزيارة التي ابتلينا بها، أمنيا واجتماعيا وماديا، فتوترت البلاد بأكملها انتظارا لزيارة دبلوماسية لم نر لها أي نتيجة على أرض الواقع، فلا زال الحال كما هو في غزة التي انتهت الحرب فيها قبل توليه السلطة بساعات لإفساح المجال أمام حفل تنصيب خال من الدماء كما يقول بعض المحللين!، وصاحب تلك الكلمات الدبلوماسية إجراء دبلوماسي نمطي فأعلن أوباما عن تعيين مبعوث له إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك إجراء شكلي من قبيل طلب الرئيس الروسي السابق بوتين المشاركة في اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي بوصف بلاده ذات نسبة إسلامية كبيرة تصل إلى 20 %، مع أن المسلمين في القوقاز لا سيما في الشيشان والداغستان قد عانوا خلال فترة حكمه من ويلات الحرب الاستئصالية التي شنتها روسيا على المسلمين هناك من أواخر عام 1999م أيام توليه رئاسة الوزراء إلى يومنا هذا، فالإجراءات الشكلية الدبلوماسية في واد، والإجراءات الفعلية لا سيما العسكرية في واد آخر، والغريب أن هذا المنتدى يعقد مع بداية الحملة الأمريكية الجديدة على المقاومة الأفغانية في إقليم هلمند والتي يقدر عدد المشاركين فيها بنحو 15 ألف جندي، في محاولة يائسة لضرب المقاومة التي لم تستجب إلى صور الترهيب ثم الترغيب ومحاولة الاحتواء وشراء الذمم التي أطلقتها أمريكا في الآونة الأخيرة، وقد باتت سيطرتها على معظم الأرض الأفغانية وإقامة حكومات بديلة للحكومة الأفغانية الهزيلة أمرا واقعا، فضلا عن الهجمات النوعية التي يقوم بها مقاتلو الطالبان في العمق الاستراتيجي لتلك الحكومة القابعة في المنطقة الخضراء الأفغانية هي والقوات التي تحميها وهي، عند التحقيق، تحتاج هي الأخرى لمن يحميها قبل أن تفكر في حماية غيرها!، وهكذا تكون المؤتمرات فرصة جيدة للتغطية على التحركات الحقيقة على الأرض، فيتم تخدير المتآمرين، وإن كان فيهم من هو أهل لإحسان الظن كرئيس الوزراء التركي صاحب المواقف المعروفة التي تكتسب بعدا دينيا شرعيا مع كونه يحكم بلادا لها من التاريخ العلماني ما قد علم، ومؤسسات الجيش فيها ما فتئت تتحرش بأي توجه إسلامي، فالتخدير في تلك المنتديات من جنس تخدير المفاوضين الفلسطينيين من أوسلو إلى الآن، فهو تغطية على ما يحدث على أرض الواقع لا أكثر ولا أقل!.

ومن إفرازات هذا المنتدى لقاء أجرته فضائية الجزيرة مع أحد الدعاة إلى الانفتاح الكامل على الغرب برسم: الاستفادة من خبرات الغرب التقنية في خلط مكشوف لكثرة وروده في كلام أصحاب المناهج التجديدية، بين القوى العقلية الروحية، والقوى المادية التي تنتفع بها الأبدان لتقيم بها أمر الأديان فهي مرادة لغيرها لا لذاتها كما يتصور دعاة التكنولوجيا ولا نصيب لنا منها بعد كل هذا الضجيج إلا الاستهلاك بعد أن عطلنا سنة الرب، عز وجل، الشرعية التي تقوم بها أدياننا، وعطلنا معها سنته الكونية فلم نأخذ بأسباب الحياة، فلا أسباب دين أقمنا، ولا أسباب دنيا حصلنا، ومع ذلك يغمز الإسلام من طرف خفي، وفي أحيان كثيرة، من طرف جلي بأنه هو السبب في هذا الوضع المزري، مع أنه لم تكن ثم حضارة بمعناها المدني لهذه الأمة إلا في عصور ازدهار الإسلام، أو على أقل تقدير في عصور كان فيها الإسلام معظما في نفوس أصحابه، وإن كان ضعيفا مقهورا من عدوه، كما كان الحال أيام اجتياح المغول الدولة الإسلامية فقد كان المسلمون آنذاك مع ضعفهم الروحي والسياسي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير