أرشيف منتدى الفصيح - 1

[ستعلمون غدا من هو الكذاب الأشر .. !!]

ـ[الخبراني]ــــــــ[13 - 03 - 2010, 11:17 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

((ستعلمون غداً من هو الكذاب الأشر .. !!))

على هموم الناس و أوهامهم .. !!، على مصائبهم و أمراضهم .. !!، على جهلهم و غبائهم .. !!، تقوم تجارة من نوع آخر .. !!، بضاعتها مزجاة .. !!، و عملتها هجين من الدين و المال و الدم .. !!، و تجارها حثالة تتدلى في دركات الانحطاط إلى الحضيض الأوهد .. !!، و طغمة مأفونة من البشر .. !!، منغرسين في الغش حتى آذانهم .. !!، يجيدون ألاعيب الإفك الرخيصة .. !!، و يمتازون بالولوغ في إناء الحقائق .. !!، و يفتنون الناس في دينهم .. !!، و يتلاعبون بمشاعرهم و أوهامهم .. !!، و يبتزونهم بمشاكلهم و أمراضهم .. !!، و يمتصون دمائهم و أموالهم .. !!، و لا يكترثون بهم .. !!، و إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم .. !!، و زبائنها يبررون:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا .... فلا رأي للمضطر إلا ركوبها

للأسف الشديد لا زال الكثير منا يعاني من ازمة في التفكير .. !!، و قصر حاد في النظر .. !!، و غباء منقطع النظير .. !!، و جهل مطبق يسمح له بأن يركل الوقائع و الحقائق و يستعين بالخرافات و الأوهام .. !!، ليدق إسفين الشك و الظنون السيئة في علاقته حتى مع أقرب أقربائه .. !!، و يذهب ميمماً وجهه إلى بيوت السحرة و مساجد الضرار .. !!، و يدفع بملء إرادته الغالي و النفيس .. !!، على ما يكابد أحياناً من الفاقة و ضيق ذات اليد .. !!، ليتعالج من عين أخيه أو من سحر زوجته .. !!

و برغم أني أؤمن تماماً بأن العين و السحر و الرؤيا حقائق لا جدال فيها، إلا إني لا زلت أصر على أنه تم تضخيمها بشكل كبير جداً .. !!، و تم استغلالها أحياناً للهروب من الاعتراف بالتقصير أو الفشل .. !!، و أحياناً أخرى لتفسير ما استعصى تفسيره .. !!، الأمر الذي سبب شروخاً هائلة في العلاقات الاجتماعية .. !!، و فتح الباب على مصراعيه للسحرة و الدجالين ليتاجروا حتى بأوهامنا .. !!، حتى قامت فضائيات بأكملها على الدجل و الاحتيال و السرقة .. !!

في الماضي كان أجدادنا يثقون بالدجالين أكثر من ثقتهم في أي شيء آخر .. !!، و برغم أننا ننظر لتلك الثقة على أنها نوع من البساطة و ثمرة طبيعية للجهل .. !!، إلا أننا لا زلنا نمارس هذا الدور بتلقائية عجيبة .. !!، و لم تسعفنا ثقافتنا و لا مستوانا العلمي في أن ندقق الحقائق .. !!، لا شك أن الفرق موجود بيننا و بين أجدادنا .. !!، و لا جدال في أن المسألة باتت أهون بكثير من الماضي .. !!، و لكن مسألة وجودها و بهذا الكم الكبير يضع العديد من علامات الاستفهام على طريقتنا في التفكير و مستوانا التحصيلي من العلم .. !!

لا زلت أؤكد على أن العين و السحر و الرؤيا حقائق واقعية .. !!، و من حق الجميع أن يبحث عن العلاج منها .. !!، أو تعبيرها و تحليل رموزها .. !!، و الاستئناس بها .. !!، و لكني أيضاً لا زلت أؤكد على أنه تم تضخيمها و وضعها على شكل مشجب نعلق عليه قصورنا و فشلنا أيضاً .. !!، و لا زلت أصر أن هذا أحدث مشاكل كبيرة حتى في نطاق الأسرة الواحدة .. !!، و لا زلت أؤمن بأن طيبتنا و أحياناً غبائنا هو من سمح للدجالين بأن يستغلوا أوهامنا و يمتصوا دمائنا .. !!، و لا زلت أعتقد بأننا لا زلنا نثق بهم حتى الآن .. !!، و لا زلت واثقاً بأن الأجيال التي ستأتي بعدنا ستميز بصورة أدق بين الشيخ و الدجال و الساحر .. !!، و ربما عنئذٍ ستعلمون من هو الكذاب الأشر .. !!