تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من صور الإفساد في بلاد المسلمين]

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 08:42 ص]ـ

في منتصف الشهر الميلادي الماضي، وتحديدا يوم 13 فبراير، مضت خمسون سنة على التجارب النووية التي أجراها المحتل الفرنسي في منطقة "رفان" في الصحراء الجزائرية، وهو عمل إجرامي بكل المقاييس، يدل على مدى استهانة الفرنسيين، بحياة المسلمين من أبناء الجزائر، مع كونهم أدعياء الحرية والإخاء والمساواة التي نطقت بها أبواق ثورتهم العلمانية، على ما فيها من انحراف دلالي، إن صح التعبير، صب في قناة محركي قوى الثورة من اليهود الذين استغلوا الفرصة للانتقام من الكنيسة الكاثوليكية خصوصا ومن الأديان عموما، فهم أعداء الرسل والديانات ولو كانت محرفة، وليت فرنسا عاملت المسلمين في الجزائر، بتلك الشعارات، ولو بمفاهيمها المنحرفة!، وقد نوهت فضائية الجزيرة بذكر طرف من تلك التجارب، فأجرت لقاء مع أحد مؤرخي الجزائر ويدعى الأستاذ محمد القورصو الذي أشار إلى جملة من الحقائق أبرزها:

أن تلك الانفجارات تعدل في قوتها خمسة أضعاف القنبلة التي ألقيت على هيروشيما سنة 1945 م قبل خمسة عشر عاما من التجارب التي أجريت في صحراء الجزائر في منطقتي: "رفان وعين أكر" سنة 1960 م، قبل رحيل المحتل بنحو سنتين. فلو سلم جدلا لفرنسا بحجتها الداحضة بأنها أجرت تلك التجارب لمعرفة مدى تأثير الإشعاعات المنبعثة منها على البشر، وكأن سكان تلك المناطق مجموعة من الفئران لا البشر!، لو سلم لها بذلك جدلا، فإن ذلك ليس مبررا لإجراء التجربة فقد سبقتها إليها أمريكا لما اختبرت فاعلية قنبلتها النووية على فئران هيروشيما!، فلم تدع لمستدل حجة، إذ قطعت بتجربتها كل مقال، وبعد إثارة الأمر في فرنسا لا سيما بعد ظهور حالات مرضية خطيرة في أوساط بعض الجنود الفرنسيين الذين أقاموا في القواعد العسكرية القريبة من مواقع التفجيرات، رغم الاحتياطات التي اتخذت لحمايتهم في مخابئ في تلك البقاع مع تعمد تعريض أهل البلاد الأصليين للإشعاعات حتى صدرت الأوامر لهم بفتح نوافذ بيوتهم، وتم اختيار عينات من البدو الرحل، نحو 240، ليكونوا فئران تجارب مباشرين زودوا بأجهزة كاشفة، ولم يبق من أجسادهم شيء بعد التفجيرات! كما تقول إحدى المحاميات الجزائريات ممن لهم عناية بهذه القضية، فبعد إثارة الرأي العام الفرنسي لهذه القضية، لجأت الحكومة، في تدليس واضح، كما يقول الأستاذ القورصو، إلى قصر الخسائر البشرية على جندها الذين أعدوا تلك التفجيرات وشاركوا في تنفيذها، فهم وحدهم، الذين تضرروا منها دون بقية سكان المنطقة! وفي "رفان" وحدها نحو 40000 مواطن تسجل منطقتهم أعلى معدلات لأمراض السرطان وأمراض العيون وتشوهات الأجنة، إلى درجة مخيفة حملت بعض الأمهات على دفن أولادهن بعد الولادة مباشرة، إلى يوم الناس هذا وقد توقعت بعض الدراسات بقاء آثار تلك التفجيرات إلى نحو 24 ألف و 400 سنة!، ولعل ذلك، والله أعلم، لأن فترة نصف العمر لهذه المواد المشعة طويلة جدا فتبقى آثارها لقرون بل أحقاب، وربما قامت القيامة، وعلمها عند ربي، قبل انقضاء تلك السنين!، والشاهد أنه لا يستحق التعويض بعد كل ما تقدم إلا جنود الجمهورية الفرنسية!.

وقد صارت تلك المنطقة، كما تقدم، مصدر تلوث إشعاعي خطير، تزيد نسبة الإشعاع فيه بعد نصف قرن من إجراء التفجيرات على 22 ضعف النسبة الآمنة، ولا أثر فيه لأي حياة، فلا نبات، بعد أن كانت أرضه من أخصب أراضي الجزائر فاشتهرت قبل إجراء تلك التفجيرات بزارعة النخيل على غرار ما يوجد في الواحات الصحراوية، ولا بشر بطبيعة الحال، وقد أحاطت الحكومة الجزائرية تلك البؤرة الإشعاعية بسياج عازل فأصبحت منطقة محظورة على غرار المحميات والقواعد العسكرية، ومع ذلك لم يسلم سكان تلك المناطق، لا سيما القبائل التي تعيش على الرعي والتي تقتضي طبيعة حياتها التنقل طلبا للماء والكلأ فتمر على تلك المناطق أو قريبا منها وتقيم فترات تكفي لتأثر أفرادها بتلك الإشعاعات، وذلك أمر يشبه إلى حد كبير حال الساحل الشمالي عندنا إذ لا زالت مصر تعاني من جراء المعارك التي دارت على أرضه إبان الحرب العالمية، فحقول الألغام التي لا تملك مصر خرائط مفصلة لها تصطاد، بقدر الرب، جل وعلا، الكوني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير