[رفقا بالقوارير]
ـ[محمد الفارسي]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 01:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من بريدي
ثلاثُ نساءٍ إجتمعنَ حول ركوةِ قهوة، وتجاذبنَ أطرافَ الحديثِ حولَ
الهمومِ، والأَولادِ، والواجباتِ المنزليَّة، وثورِ البيت!
كانتْ الأُولى أمريكيَّة، والثَّانية فرنسيَّة، والثَّالثة عربيَّة، وقد إتفقنَ على
أَن يضعنَ حداً لإستهتارِ أَزواجهنَّ، وتعاهدنَ على أَن يلتقينَ بعدَ أُسبوعٍ في
ذات المكان.
وبعدَ أُسبوعٍ بالتمامِ والكمالِ إلتقينَ، فقالتْ الأَمريكيَّة: أَخبرتُ زوجي أَنَّ
هذا الحدَّ من الإستهتارِ يكفي، وأَني لن أُعِدَّ لقمةً، أَو أَغسِلَ صحناً، إلا
حين تشاركنِي بأَعباءِ البيتِ.
في اليومِ الأَوَّل لم أرَ شيئاً، وفي اليوم الثَّاني لم أرَ شيئاً أيضاً، وفي اليوم
الثَّالث أَيقظني صباحاً وكانَ قد أعدَّ الفطور.
قالتْ الفرنسيَّة: أَنا قلتُ له مثلمَا قلتِ، في اليوم الأَوَّل لم أرَ شيئاً، وفي
اليوم الثَّانِي لم أرَ شيئاً أيضاً، أَمَّا في اليومِ الثَّالثِ فعدتُ إلى البيتِ لأجدَه
قد أَعدَّ الغداءَ.
قالتْ العربيَّة: أنا قلتُ له مثلما قلتُما، في اليومِ الأَول لم أرَ شيئاً، وفي
اليوم الثَّاني لم أرَ شيئاً أيضاً، وفي اليوم الثَّالثِ رأيتُ غباشاً، وفي اليومِ
الرابعِ تحسنت الرؤيةُ قليلاً، أَمَّا اليومَ فأنا أَرى بوضوحٍ، غير أنَّ هذا
الإزرقاق تحت عينيَّ فهوَ من أثرِ اللَّكمةِ التي ناولنِي إياها!
طبعاَ أنا ضد أَنْ يضربَ الرَّجلُ زوجتَه، كمَا أنِّي لا أَستخدمُ يدي في حينِ
بإمكانِي أَن أَتكلمَ، ولا أتكلَّمُ في حينِ بإمكانِي أَن أَستخدِمَ نظراتِي، وطوال
أربعِ سنواتٍ لم تحوجنِي زوجتِي لأكثر من نظرة.
أَمَّا تراتيلُ النَّكدِ اليوم فهذا شيء لا تستطيعُ الزَّوجةُ التَّخلي عنه، وهذا
عائِد إلى غُدَّةِ النَّكدِ التي تحملها المرأة في جسمها، والتي تبدأ بإفرازِ
عصارتِها في الدَّم في صبيحةِ اليوم التالي للزواج!
وغالباً ما يكونُ هذا النَّكدُ عائد إلى حبِّ المرأةِ لزوجِها ولكنَّنا نحنُ الرجال
نلتفِت للنكد ولا نلتفِتُ للحبِّ الكامِن وراءَه!
إلتقَى صديقانِ بعدَ فراق سنواتٍ فسألَ أحدُهما الآخر هل زوجتُكَ من النَّوع
النكد؟!
فأجابَ الآخر بإستغرابٍ: وهل هناكَ نوعٌ آخر؟!
برأيي حين تتحكَّمُ الزوجةُ بغدَّة النكد لديها فهذا يعني أَنَّ عاطفتها تجاه
زوجها قد ماتتْ.
وحينَ تشمُّه بحثاً عن رائحةِ إمرأَة أُخرى فلأنَّها تحبُّه، ولأنَّه شيءٌ ثمينٌ
عندها لدرجةِ أَنَّها تراه عدداً لا يقبلُ القسمَة على إثنين.
وحينَ تنبِش ذاكرتَه عن اللواتي مررنَ به قبلَها فلا تفعلْ هذا حُبَّاً بنبشِ
القبور، بل لأنَّها تريدُ أَن تتأَكدَ أَنَّ اللواتي في القبور قد مِتنَ وشبعنَ موتاً
على الزَّوجِ أَنْ يكونَ ذكيَّا ليعرفَ ما إذا كانت طقوسُ النكدِ نابعة من الحبّ
، أَو هي نكد لأجلِ النَّكد، فحينهَا عليهِ أَنْ يعيدَ حسابَاته.
المرأَةُ هي نصفُ المجتمع، وهي التي تلدُ وتربِي النصفَ الآخر، وهي
في الحبِّ أَوفى من الرَّجل، فالمرأةُ حين تحبُّ تفقِدُ القدرةَ على كلِّ شيءٍ
إلاَّ على الحبِّ.
إلتقى الجاحظُ بدُكَّانِ أَحد العطارين في بغدادَ بأمرأةٍ قبيحة المنظر فقال:
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم: (وإذا الوحوشُ حُشِرتْ)
فقالتْ المرأَة: بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم (وضَربَ لنَا مثلاً ونسِي خلقَه)
وإنَّ الجهني إشترى جاريةً وقالَ لها ما أظنُّكِ إلا بِِكراً
فقالتْ له: لقد كثُرتْ الفتوحاتُ في زمنِ الواثِقِ يا مولايَ!
وقالَ عبدُ اللهِ بن الزبيرِ حينَ حكَم الحجازَ لإمرأةٍ من الخوارجِ: أخرجِي
المالَ من تحتِ إستكِ.
فإلتفتَتْ إلى النَّاسِ وقالتْ ناشدتُكم الله أهذا من كلامِ الخلفاء فقالوا لا.
فقالتْ لإبنِ الزبير: يا ابن أسماءَ بنتَ أَبي بكر ما رأيكَ بهذا الخُلْعِ الخفِيِّ!
المرأةُ غالباً محنكةٌ ومدججةٌ ببعدِ النَّظر، فيحنَ يلتقِي الرَّجل بالمرأةِ في
موعدهما الأَول يكون تفكيره منصبَّاً *****، في حينِ تكونُ هي تفكِّر بموديلِ ثوبِ الزَّفافِ
وبأسماءِ أَولادِها الذين ستنجبُهم منه!
¥