و هذا قاله صلى الله عليه و آله و سلم من شدة الألم و الوجع عند مرض موته فبأبي هو و أمي سيد البشر جمعاء , و لذا فإن الأمر فيه تفصيل, فإن ذكر أحدهم مصابه و هو راض بقضاء الله و قدره فالأمر لا شيء فيه أبدا, أما إن ذكره من باب التسخط و عدم الرضا بقضاء الله , فهذا هو الخطب الجلل و القول الخطل و نعوذ بالله من الزلل
ثم قال الإمام الماوردي رحمه الله في النكث و العيون
وفي مخرج قوله: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} أربعة أوجه:
أحدها: أنه خارج مخرج الاستفهام، وتقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
الثاني: أنت أرحم بي أن يمسني الضر.
الثالث: أنه قال (ذلك) استقالة من ذنبه ورغبة إلى ربه.
الرابع: أنه شكا ضعفه وضره استعطافاً لرحمته، فكشف بلاءه فقيل له:
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ}
فركض برجله فنبعت عين، فاغتسل منها وشرب فذهب باطن دائه وعاد إليه شبابه وجماله، وقام صحيحاً، وضاعف الله له ما كان من أهل ومال وولده.
قال رب العزة سبحانه
(وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى? لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
نعم إخوتي في الله تعالى
فهذا ما كان من الطالب الراغب ببلاغة في السؤال مع التلطف و الرجاء
و كان من المطلوب منه رحمة و كشف ضر و زيادة خير قد أجيب بالدعاء
و من ذلك يتضح لنا أن الله مع الصابرين من عباده ينصرهم بعد بلائه ليمحص الصادق من الكاذب و يعلم المؤمنين المخلصين و إن كان من تملق حينها و طلب للنصر فهو من الله مع تحقيق أسبابه و بعدها شكا إليه فاستراح و استغاث به فجاء السراح
لطيفة: التلطف في السؤال سبب لتحصيل النوالوقالت الحكماء: لطف الاستماح سبب النجاح
وقال العتابي إذا طلبت حاجة إلى ذي سلطان فأجمل في الطلب إليه وإياك والالحاح عليه فإن اللحاحة تكلم عرضك وتريق ماء وجهك فلا تأخذ عوضاً مما أخذ منك ولعل الالحاح يجمع عليك أخلاق الوقاح وحرمان النجاح
قلت: فسبحان الله كيف كان الإلحاح على ذي السلطان الزائل يجلب لك الحرمان بل أنت ذا أخلاق الوقاح, و كيف كان الإلحاح من ذي السلطان العظيم رب الملكوت يجلب لك الفرج و الستر و السماح و هذا لتعلموا أن ربكم حليم رحيم يحب العبد الملحاح
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على محمد و آله و صحبه أجمعين
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 01:58 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: المروءة
جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، وفيه الكثير من المعومات القيمة، جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم بها الأجر والمثوبة، اللهم آمين.
ـ[أبو عبد الرحمن الدعجاني]ــــــــ[15 - 02 - 2010, 10:46 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي المرءة .. مشاركه موفقه ..
ولعلِ أضيف هذه الحادثه التي تتعلق بهذا الموضوع:
دخلت امرأه من هوازن على عبيد الله بن أبي بكرة (كان من أجمل الناس وأشجعهم) فوقفت بين السماطين (الصفين) وجعلت تظهر وجهها مرة وتستره أخرى، فلما أبصرها علم أن لها حاجة، فقال لجلسائه: ما عليكم أن تقوموا حتى تقول هذه المرأة حاجتها. فقدمت المرأة وقالت: " أصلح الله الأمير؛ إني أتيتك من أرض شاسعة، ترفعني رافعة وتخفضني خافضة؛ لملمات قد أكلن لحمي وبرين عظمي؛ فضاق بي البلد العريض، وقد جئت بلداً لا أعرف فيه أحداً لا قرابة تكنفني ولا عشيرة تعرفني بعد أن سألت أحياء العرب من المرجو نائله، المعطى سائله؟ فأرسلت إليك، ودللت عليك، وأنا- أصلحك الله-امرأة قد هلك عنها الولد، وذهب عنها الطارف والتالد (الجديد والقديم) ومثلك يسد الخلة (الحاجة) ويزيح العلة، فإما أن تحسن صفدي (عطائي) وتقيم أودي، وإما أن تردني إلى بلدي". فقال لها: بل أجمع لك كل ما ذكرت، ثم أمر لها بعشرة آلاف درهم وزاد وكسوة وراحله.
ـ[محمد على السيسي]ــــــــ[15 - 02 - 2010, 04:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكَ الله خير الجزاء وجعله الله فى ميزان حسناتك ووالديك والمسلمين أجمعين (اللهم آمين) ..
اللهم إني مسني الضر وأنت أرحمُ الراحيمنَ
كم كنت احتاج إلى هذا ..
بوركت ...