تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تنشط، أيضا، لحرب هذا المذهب حفاظا على نقاء المذهب السني فيها، وما يميز مجتمعات شمال إفريقية عن مصر، هو عدم وجود أقليات ظاهرة يمكن توظيفها لاختراق الدولة والضغط عليها، وتوجه الدولة، ولو سياسيا، إلى الحفاظ على هذا النقاء الديني والمذهبي، أمر محمود، فإن لم يكن للحكومات فيه أرب ديني، لعدم تبنيها الطرح الإسلامي، فإنها لا يمكنها التغاضي عنه حفاظا على استقرار الأوضاع في البلاد التي تحكمها، ودونكم يا أهل المغرب العربي، والجزائر والمغرب على وجه الخصوص لنشاط حركة التنصير فيهما على نحو ملحوظ في الآونة الأخيرة، دونكم تجربة مصر، وما تعانيه من أزمات طائفية لطموحات الكنيسة الأرثوذكسية، وهي من جنس طموحات الكنيسة البروتستانتية التي تنشط في بلادكم والكنيسة الكاثوليكية التي أعلن رئيس أساقفتها في الجزائر، ضرورة مراجعة قانون تنظيم الشعائر الدينية في الجزائر الذي طبق من نهاية 2006 في محاولة لمواجهة الخروقات المتكررة بإنشاء كنائس بلا ترخيص إلى حد إنشائها في الشقق السكنية الخاصة وهو ما يؤدي إلى نشوب الاشتباكات بين المسلمين والنصارى لعظم الاستفزاز الحاصل من ذلك فلا يعقل أن تستيقظ من نومك لتجد المنزل المجاور لك وقد تحول بلا سابق إنذار إلى كنيسة في دولة تتجاز نسبة الإسلام فيها 99,5 % إذ عدد السكان يتجاوز 35 مليون ليس بينهم إلا نحو 30 ألف نصراني فلا يرقون إلى حد الأقلية المؤثرة وهو الغرض الذي تسعى إليه الجهات الأجنبية المشبوهة بدعم من الكنائس البروتستانتية فضلا عن الفاتيكان الذي يحتضن كل عدو للإسلام، حتى تناسى خلافاته العميقة مع الأرثوذكس والبروتستانت في الآونة الأخيرة، وذلك من جنس انتصار رئيس أساقفة الكاثوليك في الجزائر للبروتستانت بعد نشوب اشتباكات بين المسلمين ورواد كنيسة بروتستانتية غير مرخصة في منطقة القبائل الشهر الماضي، وهو من جنس ما يقع عندنا في صعيد مصر حيث يتركز النصارى فعلى فترات متقاربة تنشب الاشتباكات بين المسلمين والنصارى بسبب الكنائس التي تفتح بلا سابق إنذار، مع أن إجراءات افتتاح محلات الفول والطعمية تستغرق وقتا أكبر من ذلك!، وعدد الكنائس بالنسبة لأعدادهم يفوق عدد المساجد بالنسبة للمسلمين، فالمسألة محض استفزاز ومحاولة لكسب أرض جيدة وفرض أمر واقع لا أكثر.

فدونكم التجربة المصرية لتعملوا عظم وحدة الملة والنحلة، فذلك باعث لكم لتدفعوا تلك الحركات التنصيرية لئلا تقع بعد ذلك الفتن التي يراد لها الوقوع لتكون حجة لمن يريد التدخل السافر في بلادكم.

وأهل تلك البلاد معروفون بتمسكهم الشديد بالإسلام عموما وبمذهب أهل السنة خصوصا مع ما لقيه أجدادهم من عسف بني عبيد، المنتسبين زورا إلى فاطمة رضي الله عنها، الذين ابتلوا وابتلينا معهم بهم قديما، وما لقوه حديثا من الاحتلال الفرنسي الذي سعى جاهدا لطمس معالم الشخصية المسلمة في تلك البلاد ولكنه فشل، ولله الحمد، فشلا ذريعا، وإن لم يسلم المجتمع من آثار الاحتلال، فتلك آثار لم تسلم منها دولة تعرضت للاحتلال.

وإلى الله المشتكى.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 08:51 م]ـ

بارك الله فيك، أخي الكريم الأستاذ مهاجر، وشكر الله لك اهتمامك بأمر المسلمين في كل مكان.

هذا الموضوع مما عمت به البلوى في أنحاء متعددة من العالم الإسلامي، وليس شمالي أفريقيا وحده، ففي كثير من بلاد آسيا الإسلامية أخطار محدقة، وفي غربي أفريقيا خطط للتنصير تنفذ بدقة متناهية، أما في دار فور المكلومة من غربي السودان فأرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون له ضرام، وفي بلد من أرض الإسلام فتن تكاد نارها تشتعل فلا تبقي، والله المستعان، حتى في الخليج العربي من قلب أرض الإسلام لم ييأس التنصير وتوابعه من النيل منه، ففي الكويت مثلا ذكر الأستاذ الدكتور عبد الله النفيسي في حديث له لقناة الجزيرة منذ مدة طويلة أن بها نحو 40 كنيسة مع أن عدد النصارى فيها من المواطنين لا يزيد على المئتين، أي كنيسة لكل خمسة منهم!

خطط مجلس الكنائس العالمي في ذلك معروفة منشورة، وتجاوزت تنصير من لا دين لهم إلى تنصير المسلمين، وحديث ذلك في عموم أفريقيا وغيرها لم يعد سرا؛ فالعيان قد أغنى عن كل بيان.

والمشكلة أن الحكومات في جميع تلك الدول -وليست مصر وحدها - تدرك ذلك بدقة وتفصيل شامل، فهل يكفي العويل أم لا بد من البحث عن البديل؟

البديل -أخي الكريم - معروف عند الجميع أفرادا وجماعات، شعوبا وحكومات، وهو التوعية الشاملة للناس وتقوية جهود الدعوة الإسلامية ودعم المؤسسات التعليمية الإسلامية والدعاة لتعميم تعاليم الإسلام الشاملة لكل نواحي الحياة. وهذا يؤدي إلى ما يعلمه الجميع من ثورة الشعوب المسلمة على واقعها المزري مطالبة بحكم الله في كل شعبة من شعب الحياة والحكم بما أنزل الله والسعي الجاد إلى نشر الإسلام في العالم كله بكل وسيلة شرعية أمر الله بها!

وليس شيء من ذلك في مصلحة أكثر الحكام فضلا عن مصلحة القوى المهيمنة اليوم! فماذا يمكن أن يفعل أهل الجزائر المغلوبين على أمرهم كغيرهم من الشعوب المسلمة في أكثر بقاء العالم اليوم؟ فهل نكتفي بالدعاء ونكل الأمر إلى الله منتظرين منه مخرجا يخرجنا من أوضاعنا التي ليس لها من دون الله كاشفة؟

لعلك أدرى مني بأن مناقشة مثل هذه الموضوعات من قضايا حاضر الإسلام والمسلمين في كل مكان، بصراحة تامة ووضوح كامل قد تخرجنا من الالتزام بشروط الفصيح لعلوم اللغة العربية، أليس كذلك؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير