ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 03 - 2010, 10:27 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأخ الفاضل: الخبراني
جزاك الله خيرا، وجعلها الله في موازين حسناتك يوم تلقاه، اللهم آمين.
في الحقيقة، القصة قد قرأتها من فترة طويلة، أو سمعتها من أحد المشايخ ـ جزاهم الله عن الإسلام كل خير ٍ ـ الإنسان بالفعل يحتاج إلى سماع التذكرة والمواعظ بين الحين والآخر وهنا جاءت عن طريق هذه القصة الغريبة.
وبغض النظر عما قيل عن هذه القصة!
فإني أجدها تحمل دروسا وعبرا وهذا هو الأهم! فالدعاء أمره عجيب!
تذكرني هذه القصة بقصة قد قرأتها سابقا وقد (قيل عنها بأنها أيضا واقعية):
القصة هي كالآتي (وأعتقد أن أكثر من في الفصيح قد سمعها ولا بأس من ذكرها) ما دامت تبين أهمية الدعاء واليقين بالعزيز الجبار.
هذه قصة حقيقية حدثت فعلاً في مدينة لندن، أحداثها تقشعر لها الأبدان من رحمة الله تعالى في عباده المخلصين… ..
خرجت فتاة عربية (مسلمة) من النوع الملتزم بتعاليم الدين الحنيف إلى عزيمة لإحدى صديقاتها وأمضت معظم الليل عندهم، ولم تدرك ذلك إلا عندما دقت الساعة مشيرة إلى أن الوقت قد تعدى منتصف الليل، الآن هي متأخرة وبعيدة عن منزلها.
طلبت منها صاحبتها أن تنام عندها للغد ولكنها لظروف مرض والدتها فقد فضلت العودة إلى البيت برغم التأخير.
نصحتها صاحبتها بأن تذهب إلى بيتها بالحافلة مع أن القطار قد يكون أسرع، وتعلمون أن لندن (مدينة الضباب) مليئة بالمجرمين والقتلة وخاصة في مثل ذلك الوقت!! وبالأخص محطات القطارات فحاولت أن تهديء نفسها وأن تقتنع بأن ليس هناك أي خطر. وقررت الفتاة أن تسلك طريق القطار لكي تصل إلى البيت بسرعة، وعندما نزلت إلى المحطة والتي عادة ما تكون تحت الأرض استعرضت مع نفسها الحوادث التي سمعتها وقرأتها عن جرائم القتل التي تحدث في تلك المحطات في فترات ما بعد منتصف الليل، فما أن دخلت صالة الإنتظار حتى وجدتها خالية من الناس إلا ذلك الرجل، خافت الفتاة في البداية لأنها مع هذا الرجل لوحديهما، ولكن استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل ما تحفظه من القرآن الكريم، وظلت تمشي وتقرأ القران وأدعية الحفظ والتوسل إلى الله العلي الكبير الحفيظ أن يحفظها من كل مكروه وسوء حتى مشت من خلف الرجل ثم ركبت القطار الذي أوصلها بسرعة إلى البيت.
في اليوم التالي كان الخبر الذي صدمها، حيث أن قنوات التلفزيون هناك تبث مباشرة عن جرائم القتل أول بأول وهو أنها قرأت في الجريدة وشاهدت على التلفزيون عن جريمة قتل لفتاة حدثت في نفس المحطة التي كانت بها بالأمس وبعد أقل من ساعة على صعودها القطار، وقد قبض على القاتل بسبب مرور بعض أفراد الشرطة صدفة في ذلك الوقت.
ذهبت الفتاة إلى مركز الشرطة وقالت بأنها كانت هناك بنفس الموعد مع رجل كان لوحده، وطلب منها أن تتعرف على القاتل فتعرفت عليه وهو ذاك الرجل الذي كان معها بالمحطة. هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالا، وبعد الإقناع قبلت الشرطة الطلب. سألت الفتاة الرجل: هل تذكرني؟ رد الرجل عليها: هل أعرفك؟ قالت: أنا التي كنت في المحطة قبل وقوع الحادث!! قال: نعم تذكرتك. قالت: لِمَ لم تقتلني بدلا من تلك الفتاة التي قتلتها؟
قال: كيف لي أن أقتلك , وقد كان يمشي على جانبيك رجلان ضخمان!
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم! الذي لجأت إليه وتوسلت إليه بالدعاء أن يحفظها، فقد كان يحرسها الله تعالى، بملكين على هيئة رجلين وهي لم ترهما.
لفتة:
وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيِّقٌ ... عليَّ فما ينفكُّ أن يتفرجا
ورُبَّ فتىً ضاقت عليه وجوهُهُ ... أصاب له في دعوة الله مخرجا
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ يقول:'ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من سوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ".
قال بعضهم في وصف دعوة:
وساريةٍ لم تَسْر في الأرض تبتغي ... محلاً ولم يَقْطَعْ بها البيد قاطعُ
سرت حيث لم تَسْر الركاب ولم تُنِخْ ... لوردٍ ولم يَقْصُرْ لها القيدَ مانعُ
تَحُلُّ وراءَ الليلِ والليلُ ساقطٌ ... بأرواقه فيه سميرٌ وهاجعُ
تَفَتَّحُ أبواب السماءِ ودونها ... إذا قرع الأبوابَ مِنْهُنَّ قارعُ
إذا أوفدت لم يَرْدُدِ اللهُ وفدَها ... على أهلها والله راءٍ وسامعُ
وإني لأرجو الله حتى كأنني ... أرى بجميل الظنِّ ما اللهُ صانعُ
قال بعض العُبَّاد: (إنه لتكون لي حاجةٌ إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح لي من مناجاته، ومعرفته، والتذلل له، والتملق بين يديه _ ما أحبُّ معه أن يُؤخِّر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال)
فالله الله بالدعاء.
ـ[الخبراني]ــــــــ[09 - 03 - 2010, 11:22 م]ـ
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
أختي زهرة متفائلة