تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأمر نفسه في الجزائر، فالقوانين لا تطبق بشكل كامل، نتيجة الضغوط الخارجية، والأمر عندنا في مصر أشد وأنكى لوجود أقلية نصرانية تحقق المطلوب ابتداء من الضغط على القيادة السياسية، فتحسن أمريكا توظيفها مع ما بينهما من الخلاف العقدي الكبير، والكنائس المصرية نفسها تحارب المد البروتستانتي عموما والإنجيلي خصوصا، وقد بدأ كثير من نصارى مصر في التحول إليه، فضلا عن تحول أعداد كبيرة من النصارى إلى الدين الحق، فأصيبت الكنيسة الأرثوذكسية بطعنتين في مقاتلها، وهو ما يحملها على حرب كلا التيارين، ومع ذلك لا تجد غضاضة من التحالف مع التيار البروتستانتي الوافد الذي يسعى ابتداء إلى اجتذاب أتباعها فلا تجد غضاضة من التحالف معه إن كان العدو هو الإسلام: العدو المشترك لكل أصحاب الملل والنحل الفاسدة، ولعل توقف الكنيسة في شلح القس النكرة الذي يظهر على شاشة الحياة التنصيرية الممولة من قبل شخصيات يهودية لها باع طويل في ميدان التنصير على الطريقة الإنجيلية التي تخدم المصالح الصهيونية في مصر والمغرب تحديدا، لعل توقف الكنيسة عن شلحه رسميا مع عظم بغضها له، من قبيل هذا التحالف المقيت، فالمهم هو التحالف مع كل طاعن في الإسلام، ولو كانت طعناته تتوجه إليهم ابتداء، و: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)، والهدف غير المعلن هو كما تقدم في مناسبات سابقة: إيجاد أقليات في تلك الدول تسهل مهمة الضغط على حكومات تلك البلاد لتحقيق مكاسب سياسية بحجة حماية الأقليات. والهدف المعلن: الإغاثة الإنسانية التي يسيطر النصارى عليها الآن في مناطق الصراعات لا سيما بعد تحجيم حكومات الدول الإسلامية للمنظمات الإغاثية الإسلامية نتيجة الضغوط التي تعرضت لها عقيب أحداث 11 سبتمبر فخلت الساحة للمنظمات الإغاثية التنصيرية.

ومن ذلك أيضا:

ما ذكر في البرنامج من إشارة إلى عدد المتنصرين في المغرب في سنة لا أذكرها فقد بلغوا، والعهدة على الراوي: 2000 متنصر وهو رقم يبدو مبالغا فيه لا سيما مع فشل تلك الحملات إجمالا لما تقدم من ضعف سلاحها الفكري الواهي.

وما ذكر من قول لأحد جنرالات فرنسا وهو يسلم مجموعة من الأيتام الجزائريين إلى مجموعة من القسس الفرنسيين قائلا لهم ما معناه: عليكم أن تحاولوا أن تجعلوهم مسيحيين لئلا تحدثهم أنفسهم بغزو بلادنا وقتالنا بسيوفهم مرة أخرى، وذلك مما يضفي على هذه الحملة الشرسة: الطابع الديني المتعصب، فهي إحدى صور الغزو الصليبي المعاصر للعالم الإسلامي، والغزو الثقافي ما انفك يستخدم رأسي حربته: الشبهات التي يخاطب بها العقول ويتمثل ذلك في الحركات التنصيرية والفكرية الهدامة، والشهوات التي تخاطب الجوارح وتتمثل في أنماط من المسالك الشائنة التي يندى لها الجبين، وهدفهم الرئيس القضاء على أديان وأخلاق ومن ثم أبدان المسلمين.

وقى الله المسلمين شر تلك المخططات الخبيثة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 03 - 2010, 12:10 م]ـ

بوركت أخي الفاضل على هذا المقال المهم

وقد وضعته في المنتقى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير