الشيخ وطلب منه ان يعطي كل افراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل
مايشتهون من اكل .. وطلب لنفسه " سندويش بالجبنة " ... اخذت العائلة كل ماتشتهي
من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يحتسرون على عدم قبولهم جلوس
ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..
صعد بائع العصير الى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه ان يعطي افراد
العائلة مايريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. يالله بدأت
نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأو يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد
الجلوس معنا ولكن ...
صعد بائع الصحف والمجلات الى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات
أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلّة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل العقيدة
للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت
نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى.
توقف القطار في المدينة المنشودة .. واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود
والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة
عالية جداً .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور ..
وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها
الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها
عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة.
هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسّر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لاتنفع
حسرة ..
والآن بعد أن استمتعنا سوياً بهذه القصة الجميلة بقي أن اسألكم سؤالاً؟؟؟
من هو الشيخ الوقور؟
ولماذا قلت في بداية سرد القصة:
وكم هي خاصة بكل واحدٍ منّا!! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!
أعلم انكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ماقصدت من وراء سرد هذه القصة ..
لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...
إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال
في كتابه الكريم " ولأمنينّهم "
إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح
في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتماً .. ولكنّه أتانا من باب التسويف .. آه ما
أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالو اطفالاً يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب
واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلاً سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..
ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات
والإمتحانات .. بعد ماينهو دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..
اووووهـ مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غداً ..
مازلنا نكوّن أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيراً بديني.
وسألتزم به ..
ولا ندري هل يأتي غداً ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!
التسويف هو داء نعاني منه في امورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل: لاتؤجل عمل
اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع .. لذا نفشل في بناء
مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة .. فالعمر يمضي ونحن نردد .. غداً سأفعل.
سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه .. مازلت صغيراً إذا كبرت سأفعلها .. بعد ان
أتزوج سألتزم بالدين .. بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن ...
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[18 - 03 - 2010, 05:19 م]ـ
رائعة ماشاء الله
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[18 - 03 - 2010, 09:57 م]ـ
ما أجمل قصتك أخي!
بارك الله لك
ـ[محمد إبن عنان]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا قصة رائعة
ـ[مائى]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما أروعها من قصة،،،،،،،،
ومأجمل ما حوت من حكم وعظات.
نفعنا الله واياكم بها، وجعلنا من المهديين.
وجزاكم الله خيرا وفى موازينكم يوم القايامة.
ـ[الخبراني]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 01:08 ص]ـ
محمد بن عنان , فصيح البادية ,معاذ بن ابراهيم , مائى
أشكركم على المرور
وجزاكم الله خير على هذه الكلمات الجميلة