تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو درس لمحبي التغيير، وليس ذلك دفاعا عن الوضع الحالي، وفيه من الفساد ما فيه، ولكنه، كما يقول بعض الفضلاء عندنا في مصر استنادا إلى التغيير الديمقراطي أو الفوضى الخلاقة التي شهدتها العراق والأولى أن تسمى الفوضى القتالة للأنفس الهتاكة للأعراض ...... إلخ وقل من شئت من أوصاف السوء، فالوضع الحالي مع سوءه كما يقول ذلك الفاضل قد يصبح أمنية بعد ذلك!، وليس دفاعا كما تقدم عن هذا الوضع وأقطابه فلا يستحقون ذلك، وإنما الأمر من باب: بعض الشر أهون من بعض، وهل كان أحد في العراق قبل سقوط النظام السابق مع ما عرف عنه من الشراسة في التعامل مع خصومه وإن طرأ عليه من الاعتدال شيء كثير في سنواته الأخيرة وليس هذا الموضع محل بحث ذلك، ولكن مع أسوأ الظروف آنذاك، هل كان أحد يتوقع ما حل بالعراق بعد الفتح الأمريكي برسم التخلص من الطاغية ونظامه؟!، وقبل ذلك في منتصف القرن الماضي استعملت بريطانيا الأنظمة الفاسدة في العالم العربي للتمكين ليهود في الأرض المقدسة حتى سنة 48 تحديدا حيث قامت الدولة اللقيطة، ومن ثم تغيرت موازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية، فتراجع دور بريطانيا، وفشلت في تحجيم الحركات الإسلامية التي صيرت بيت المقس قضيتها الأولى، وفي المقابل فقدت الأنظمة الحاكمة بعد فضيحة 48 كل ما تستر به عوراتها المغلظة أمام شعوبها، فصارت عبئا على من نصبها لازدياد الاحتقان الشعبي، كما هو الحال في عصرنا، نظرا لسقوط ما يستر ذات العورات لكثير من الأنظمة الحالية بعد حرب غزة فتكاد تكون هي الأخرى 48 جديدة مع الفارق، وإن كانت جنس الخيانة في كليهما حاصلا، وفي المقابل: بدأت القوة الأمريكية في الظهور فاستلمت الملف اليهودي من بريطانيا في منتصف القرن الماضي، وتعاملت مع الاحتقان الشعبي بذكاء شديد فاصطنعت أبطالا من ورقة كأبطال انقلاب 52 في مصر، كما يصفه بعض الفضلاء المعاصرين، وبهم تم امتصاص الاحتقان الشعبي بل قد تحول إلى تأييد شعبي جارف في ظل الفرحة العارمة بالتغيير الذي يشبه إلى حد كبير فرحة كثير من أهل العراق بسقوط النظام السابق، مع أن كثيرا منهم قد بكى بعد ذلك على أيامه!، وقد كان ذلك في مصر أيضا فبكى المصريون كثيرا لا سيما في مهزلتي 56 و 67، مع أنهم كانوا يحتفلون بالتغيير!، فضلا عن استعمال أولئك الأبطال الورقيين في القضاء على الحركات الإسلامية التي تهد وجود الكيان اليهودي في الأرض المقدسة، فلم يكن إلا تغييرا من سيئ إلى أسوأ، واليوم تتكرر نفس اللعبة بعدما تكررت في العراق، تتكرر في أنحاء من العالم الإسلامي ضجت، فصار همها التغيير فقط، دون ضابط شرعي لهذا التغيير، وهو ما يسهل مهمة اصطناع وجوه جديدة لهذا التغيير المزعوم لتأتي تلك الوجوه وتواصل تنفيذ المخطط ولكن في ظل حالة من الهدوء بعد امتصاص الاحتقان مؤقتا، ليعود مرة أخرى بعد فترة، وتحترف الأوراق التي كانت بالأمس رابحة، فيتم استبدالها بأوراق جديدة ...... إلخ، وتلك لعبة الغرب المفضلة، وهي تجري على نطاق أوسع في دول إفريقية السمراء لكثرة الانقلابات والاضطرابات السياسية فيها، بخلاف بلادنا فمع تفشي الفساد والفوضى فيها إلا أنها بالنسبة لدول القارة السمراء مستقرة، ولو نسبيا، ولا يروق هذا الاستقرار، ولو كان ظاهريا للغرب، طالما أن أقطابه قد استنفدوا طاقاتهم ولم يعد لديهم جديد يقدمونه لواشنطن!.

وفي ظل أحداث بيت المقدس نسيت مؤقتا أحداث نيجيريا الدولة الإسلامية باعتبار الأغلبية، والتي تجددت فيها الاشتباكات في مدينة جوس في الأيام الأخيرة، وقد دخلت الدولة في دوامة من الاضطرابات لا سيما مع استيلاء نائب رئيس الدولة النصراني على مقاليد الحكم فعليا، فالرئيس المسلم لم يعد له لحالته الصحية المتردية من الأمر شيء، والدور حسب المتفق عليه على النصارى لتولي الرئاسة، وقد نجحوا في عهد الرئيس السابق: النصراني المتعصب: "أوباسانجو" من الاستيلاء على مقاليد الأمور في الهيئات التنفيذية المؤثرة كالجيش والشرطة، وظهرت آثار ذلك في الحملة الهمجية ضد المسلمين في الصيف الماضي مع التراخي والتواطؤ مع النصارى في أحداث جوس الأخيرة. فصارت ولاية الرئيس المسلم صورية غير مؤثرة، بل تقع فيها المذابح للمسلمين فكيف بهم في ولاية الرئيس النصراني؟!.

وإلى الله المشتكى.

ـ[السراج]ــــــــ[22 - 03 - 2010, 08:56 ص]ـ

دائماً سبّاق - أيها المهاجر - إلى الخير ..

هذا هو الحال دائما ..

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 03 - 2010, 09:53 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: مهاجر

جزاك الله خيرا، قراءة سياسية في محلها، بارك الله فيكم وفي قلمكم الرامي إلى الدعوة إلى الله.

مقالة قيمة ومفيدة ورائعة، ومع ذلك كله نقول: ستكون الغلبة للمسلمين مهما فعلوا في ديارنا الإسلامية، صحيح أننا نعيش مآسي وانتكاسات هذه الأيام إلا أن الأمل ما زال يلوح بالأفق، ما دام هناك أقلاما وشبابا مسلما في الميدان ينافحون عن الدين.

جعل الله هذه التذكرة في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، اللهم آمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير