تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير " فقد قال الله جنات وليست جنة أي لكل مؤمن جنة خاصة إسمها (عدن) جمعها جنات، وحدد الحلي واللباس فيها ولم يقل في النعيم لكن ذلك لا يمنع أن يطلب الحلي في أي مكان في جنته فإن كان في النعيم يدعو بالحلي وما أراد وكذلك في أي جنة فله الخيار أن يتمشى في أي جنة (فردوس ونعيم وعدن) من غرفته أي أن له غرفة (كوكباً) خاصاٌ فيها جميع هذه الجنات لا يشاركه أحد ولا يسمع أي قول إلا السلام من الله " سلام قولاً من رب رحيم " وكذلك قوله عز وجل " لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما إلا قيلاً سلاماً سلاماً " أي لا يسمع إلا قولاً واحداً وهو السلام من الله ومن الملائكة قال تعالى: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم) ما عدا ذلك فهو يسمع كلام أهله وحاشيته في مملكته لذلك فهو ينتقل في هذه المملكة إينما شاء قال تعالى " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ... " أي ينتقل في غرفته " جناته " وليس في أي غرفة أخرى من الجنة لأنه لا يحق له ذلك.

بقي سؤال / كيف يتراءى أهل الغرف؟

ج/ يأتي الجواب من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم.

وروى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة يتراءون في الجنة كما تراءون الكوكب الدري الغارب في الافق الطالع في تفاضل الدرجات)

س/ إذن هل بين الناظر إلى الكواكب أي اتصال؟

ج/ الجواب كلا فالكوكب منفصل عن الرائي بدليل أنك إذا كنت في الأرض ورأيت كوكباً فليس بين الأرض والكوكب أي أتصال فالكوكب له فلك ومكان محدود وكذلك الأرض وبقية الكواكب، وهذا يقودونا إلى أن غرف الجنة غير متصلة ببعضها فلكل غرفة مكان محدد ودرجة محددة وحجم محدد حسب منزلة المؤمن عند ربه، وهذه الغرفة بجانبها غرف وهذه الغرف فوقها غرف لا يعلم بعددها وكبر حجمها إلا خالقها قال تعالى (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار)، وقوله عز وجل (وهم في الغرفات آمنون)، وقوله عز وجل (لنبوئنهم من الجنة غرفاً) أي من الجنة بيان والغرفة جزء واحدة من الغرف والغرف من الجنة والجنة تتكون من غرف لكل مؤمن غرفه خاصة (كوكب) قال تعالى: (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما)، وهناك مائة درجة الدرجة مابين السماء والأرض فإذا رأيت مابين السماء والأرض لوجدت نجوم وكواكب كثيرة .. ففي كل درجة من درجات الجنة غرف كثيرة والدرجة الأرفع منها فيها غرف كثيرة وهكذا فدرجة واحدة في الجنة بإمكانها أن تسع العالمين أجمع لكثرة غرفها، ففي المسند من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (إن في الجنة مائة درجة ولو أن العالمين أجتمعوا في إحداهن وسعتهم) .. فكل غرف الجنة غير متساوية حجماً وجمالاً وبهاء" حسب الدرجة والمنزلة قال تعالى: (أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللأخرة أكبرة درجات وأكبر تفضيلا).

إذاً مما معنى قول الله تعالى وجنة عرضها كعرض السماء والأرض؟

إذا قلنا أن للأرض والسماوات عرضاً وطولاً انتفى المعنى لأن الأرض والسماء ليس لها عرض (العرض الذي هو خلاف الطول) ولا طول بل لها أقطار لأنها كروية أو شبه كروية، وقد وضح ذلك قوله عزوجل (يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) إذاً فالسموات والأرض لها أقطار وليس لها طول ولا عرض كما أن الجنة (الغرف) تقع ضمن نطاق ثلاثة أبعاد (طول، عرض، ارتفاع) أي موجودة ضمن نطاق هذه الثلاثة الأبعاد " مثلما تقع النجوم والكواكب في الفراغ الكوني ضمن نطاق هذه الثلاثة الأبعاد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير