[مقال أعجبني.]
ـ[بليغ]ــــــــ[08 - 07 - 2003, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالأخطاء الصحفية .. إلى من نوجه "صوابع" الاتهام؟!
2003/ 05/25
محمد مصطفي**
لكل مهنة أخطاء وأحيانًا خطايا، يحرص أصحابها ألا تنشر أو تنتشر، فتظل -غالبًا- سرًا من أسرار المهنة، وأجمل الأخطاء وأكثرها ظرفًا الأخطاء الصحفية، كما أنها الأكثر تأثيرًا باعتبارها منشورة على كل خلق الله، وعلى عكس أبناء المهن الأخرى لا يجد الصحفيون غضاضة في الكتابة عن الأخطاء الصحفية؛ كجزء من تجاربهم وخبراتهم أو لأنها موضوع صحفي بامتياز يجمع بين المعلومة والمتعة، وهذه جولة وباقة منتقاة من عالم الأخطاء الصحفية، وإذا أردت أن تعرف سبب الموضوع فستجده في الختام.
انقلاب عسكري .. في البلاكة!
أول قاعدة في عالم الأخطاء الصحفية أن الصحفي هو المسئول ما لم يكن الخطأ مطبعيا، وخطأ الصحفي قد يكون سببه ركاكة الأسلوب وسوء اختياره للكلمات والتعبيرات المناسبة. كتب أحدهم في عنوان التحقيق "إلى من نوجه صوابع الاتهام"؟ بدلا من "أصابع الاتهام" لولا أن مدير التحرير غيّر العنوان في اللحظة الأخيرة. وكتب آخر في معرض تغطيته لزيارة أحد الضيوف إلى مصر: "ثم انتقل سيادته إلى مثواه الأخير في هيلتون"!
ووصف ثالث تصادم قطارين بقوله: "إن التصادم كان شديد قوي قوي لدرجة أن القضبان تكسرت والعربات أصبحت سبعات ثمانيات" .. يقصد انقلبت رأسا على عقب!
وخشي محرر حوادث أن يذكر أن المتهم في الجريمة سعودي الجنسية فيسيء إلى العلاقات بين بلده والمملكة، فكتب ملمحا إلى أن "المتهم ينتمي إلى دولة يحج إليها المسلمون"!
أما الطامة الكبرى فكانت تغطية أحدهم لحادث مروري نتج عنه انقلاب الدراجة البخارية التي كان يقودها عسكري، وجاءت بعنوان "انقلاب عسكري في مدينة ... " وهو ما فهمه مراسلو الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء على أنه انقلاب على السلطة قام به عسكريون بهذه المدينة!
وأثار أحد الصحفيين جدلا واسعا بين زملائه وبين القراء عندما كتب أن المباحث قبضت على صاحب العمارة لأنه سرق "البلاكة"، وظل الجميع يسأل عن هذه البلاكة التي تسببت في القبض على صاحب العمارة، وتبين فيما بعد أن البلاكة عبارة عن قطعة حديد صغيرة تضعها مصلحة الكهرباء المصرية أمام الشقق والمحلات، وتحوي أرقاما تضمن عدم استغلال التيار الكهربي في مكان آخر، وهو مصطلح فني بحت لا يعلمه إلا عمال الكهرباء .. والصحفي العبقري.
وقد يرجع الخطأ إلى الثقافة الضحلة للمحرر، كما وصف أحدهم انتحار سيدة بقوله: "على طريقة يوليوس قيصر زوج كليوباترا .. انتحرت سيدة بطعن نفسها بالسكين أمام المارة"، وطبعا فإن قيصر لم ينتحر ولم يتزوج كليوباترا .. كما أن قتله لم يكن أمام المارة!
ونتوقف أخيرًا مع رئيس تحرير صحيفة عربية كبرى نشر المقال الافتتاحي للصحيفة بعنوان "يريد الشياطون"، وعندما صوبها المراجع اللغوي إلى "يريد الشياطين" هاج الصحفي الكبير وماج، واتهم المصحح اللغوي أنه لا يعرف أن الشياطين هنا فاعل مرفوع بالواو!
من دهاليز الصحافة المضروبة!
والصحافة المضروبة هي المفبركة، ومن طرائفها أن صحفيا شابا أراد الحصول على حديث من أديسون صاحب الألف اختراع، ولكن العالم الكبير رفض الكلام، فما كان من الصحفي إلا أن نشر في اليوم التالي حديثا مطولا مع أديسون بعنوان "أعظم مخترع في العالم" فاتصل به أديسون، وقال له: بل أنت أكبر مخترع في العالم وليس أنا"!
كما أرادت صحيفة "نيويورك صن" الأمريكية في عام 1835 أن تزيد مبيعاتها فادعت أن أحد العلماء اخترع تليسكوبا كبيرا أمكن من خلاله رؤية الحياة على القمر الذي تسكنه كائنات تشبه الوطاويط!
أما "جانيت كوك" الصحفية الأمريكية الشابة فنشرت في "واشنطن بوست" موضوعًا مؤثرًا عن طفل عمره 8 سنوات مدمن للهيروين بسبب قسوة صديق أمه، وزعمت أن صديق الأم هددها ألا تذكر اسم الطفل ولا أي معلومات عنه وإلا قتلها، ووزعت الصحيفة 892 ألف نسخة وتفاعل الرأي العام مع القصة، وعرض أحد الأثرياء تبني الولد، وادعى مسئول الشرطة أنه بصدد القبض على صديق الأم، بل حصلت الصحفية الشابة على جائزة بوليتزر في التميز الصحفي. ولكن بعد فترة بدأت تقاريرها عن الطفل تتضارب وتتناقض، فطالبها الرأي العام بالكشف عن اسمه، وحققت معها الصحيفة لمدة
¥