تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تَعَالَوْا مَعِيَ إِلَى مُورِيس بُوكاي .. !

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[02 - 08 - 2003, 01:35 م]ـ

موريس موكاي .. من هُوَ موريس موكاي!؟ وَمَا أَدْرَاكَ ما فعل موريس موكاي!؟ إنه شامة فرنسا ورمزها الوضاء .. فلقد وُلد من أبويين فرنسيين، وترعرع كما ترعرع أَهْلَهُ في الديانة النصرانية، ولما أنهى تعليمه الثانوي أنخرط طالباً في كلية الطب بجامعة فرنسا، فكان مِنَ الأوائل حتى نال شهادة الطِب، وارتقى به الحال حتى أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة .. فَكَان مِن مهارِته في الجراحةِ قصةٌ عجيبة قلبت له حياته وغيرت له كيانه .. !

أُشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتماما بالآثار والتراث، وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام 1981 طلبت فرنسا من دولة (مصر) في نهاية الثمانينات استضافة مومياء (فرعون مصر) إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر .. وهُناك وعلى أرض المطار أصطف الرئيس الفرنسي مُنحنِياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين في البلد عند سُلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه ما زال حياً وكأنه إلى الآن يصرخ على أهل مصر (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) .. !

عِندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصر على أرض فرنسا .. حُمل مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح في دراسة ذلك المومياء واكتشاف أسراره، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذا المومياء الفرعوني هو البروفيسور (موريس موكاي).

كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء، بينما كان اهتمام رئيسهم (موريس موكاي) عنهم مختلفاً للغاية، كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل .. ظهرت نتائج تحليلاته النهائية .. لقد كان بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقاً .. ! وأن جُثته استخرجت من البحر بعد غرقه فوراً، ثم أنهم أسرعوا بتحنيط جُثته لينجو بدنه! ولكن ثمة أمراً غريباً ما زال يُحيره وهو كيف بقت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر .. !

كان (موريس موكاي) يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جُثة فِرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلاً لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء .. ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر، واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروى قصة عن غرقه وعن سلامة جُثته بعد الغرق .. ! فازداد ذهولاً وأخذ يتساءل:

كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تُكتشف أصلاً إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام!؟ وكيف يستقيم في العقل هذا، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئاً عن قيام قُدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط!؟

جلس (موريس موكاي) ليلته محدقاً بجثمان فِرْعَوْنَ، يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجُثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس (التوراة) يتحدث عن غرق فِرْعَوْنَ أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جُثمانه البتة .. وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فِرْعَوْنَ مصر الذي كان يُطارد موسى!؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه!؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير