[*** هكذا وجدت العلم!!]
ـ[حروف]ــــــــ[19 - 11 - 2003, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم ...
وجدت لكم كنزاً ثميناً هذا اليوم في أحد المواقع ..
وجدت صرخة مدوية أمام من أضاعوا أوقاتهم الثمينة
في التقلب وسط دوامة الحياة دون فائدة ترجى ..
وجدت دمعة حائرة تخرج رحمة لحال هؤلاء، تخرج
من عين أخت لكم سهرت الليالي في مطالعة الكتب ..
وها هي تحكي لكم رحلتها ـ وفقها الله ـ في طلب
العلم ومكابدة مصاعبه، و مجاهدة النفس فيه ..
نعم أحبائي .. الآن فقط ..
بطلت الأعذار الواهية .. وتبين الطريق الحق ..
بل واتضحت في الطريق آثار من سبقونا إليه ..
فالطريق واضحة .. وتأنس فيها النفوس ..
فهل لنا من عذر على هذا التخاذل والتقاعس؟! ..
والله إني لأخجل كلما رأيت فتاة في عمر الزهور الذي تتفتق فيه الأفهام ..
وتشرق فيه النفوس .. أراهم قد انشغلوا بسفاسف الأمور وصغائرها ..
والله إنني لأحبس الدمعة حينما أرى فتيات لم يتجاوزن خمسة عشر عاماً ..
يقضون يومهم في التقلب أمام شاشة التلفاز أو النوم والراحة!
لكن سأدوس على مشاعري بصمت .. وأظل أنزف بصمت لعلي أرى الفجر ينبثق من خلف الظلام الحالك ..
وما عساي أن أفعل؟!
تقول هذه الأخت بعد أن عنونت رسالتها بقولها " هكذا وجدت العلم " تقول:
به عرفت أن للحياة هدفاً أسمى، يسعى الإنسان من أجله، أيام وليالي تمر علي هي والله غنائم بالعلم، إذا انقضى يوم منها لم أستفد فيه من فنونه هو ليس من أيامي .. ليس من عمري .. نعم لقد علمني تدراسه كيف هي الحياة وأنسها .. أنسها بالله تعالى .. وتدارس قال الله .. قال رسوله صلى الله عليه وسلم ..
أنس الحياة .. قال أحمد .. رجح ابن تيميه رحمه الله .. صوّب الشيخ ابن باز .. رجح الشيخ محمد رحمهم الله تعالى ..
أنس الحياة .. في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم ..
لذة الحياة وبهجتها .. حدثنا فلان عن فلان .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا .. رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يفعل مثله ..
لذة الأوقات وبهجتها .. بعد صلاة الفجر وأنا أترنّم مراجعة لبعض المتون التي حفظتها .. فتارة مع منظومة السعدي في القواعد الفقهية:
الحمد لله العلي الأرفقِ – وجامع الأشياء والمفرّقِ
ثم أنتقل إلى رحيق المصطلح .. عبر منظومة البيقوني:
أبدأ بالحمد مصلياً على – محمد خير نبي أرسلا
فأقفز في ذهني إلى المنظومة الرحبية في الفرائض المرددة .. أول ما تستفتح المقال بذكر حمد ربنا تعالى ..
ثم أعرج على أصول الفقه .. فهمتي عالية .. حينها أراجع ما حفظت من متن وورقات .. يطير قلبي فرحاً مع قول المصنف: وهذه ورقات تشتمل على أصول من أصول الفقه .. وهكذا دواليك .. حتى طلوع الشمس .. لا إله إلا الله .. كيف يجد رجل أو شاب ممن هم من أهل الصلاح أنس الحياة بغيرها .. وقد هُيأت لهم الأسباب .. ولولا أن الله تعالى قال " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " لتمنيت أني أكون شاباً لأجالس أهل العلم وآنس بصحبتهم ..
لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم أنه ينتابني في كثير من الأحيان أثناء مُدارستي لبعض الفنون كأن روحي ترفرف إلى السماء .. أي والله وبلا مبالغة .. ولا أدري لماذا .. حتى ربطت ذلك يوما بقوله صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع "
فقلت في نفسي هل أكون كأهل العلم .. هل أكون كأهل العلم وطلبته في ذلك .. لعل ذلك يكون ولو بمحبة العلم والرغبة في تحصيله وإن لم أبلغ مدهم ولا نصيبهم ..
حتى تقول هذه الأخت: والله إن لي ما يقارب خمسة أشهر أو تزيد وأنا أشتهي الخروج مع أهلي للنزهة الأسبوعية للمزرعة أو البر فأنا أحب تأمل الأشجار والثمار ومياه السواقي .. ولكن كأن ذلك اليوم يتوافق مع وقف درسي علمي أحضره لم أستطع ذلك بل لم أوثر على هذا الدرس شيئا .. ومع أن أهلي قد يخرجون مرة أخرى في اليوم الذي يليه لكن لا أستطيع الخروج لإنهاء بعض الأعمال حتى لا يؤثر تركها علي مراجعة العلم وكتابته في بقية الأسبوع ..
لقد كنت أقرأ قصة ذلك الرجل الذي يقول: بقيت سنين أشتري الهريسة ولا أقدر عليها لأن وقت بيعها في وقت سماع الدرس .. لقد كنت أقرأ هذه العبارة مجردة حتى تتحقق لي ذلك على أرض الواقع بمنة منه وفضله ..
¥