تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

استعِدّ ..... انطلِق!

ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[18 - 09 - 2003, 10:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

استعِدّ ..... انطلِق!

اقترب رمضان، و تأهّبت أشعته النورانية لاختراق حجُب الغفلة، ليستقرّ الإيمان وادعاً في القلوب، وبين حنايا الضلوع.

لم يبقَ له إلاّ شهرٌ واحد تقريباً .. شهر واحد .. ، ومازالت القلوب مغموسة في أوحال الشهوات، متلفّعة بأغطية الضلالات، متقلبة بين أمواج العصيان الهائجة .. لا القلب يرتدّ عن جموحه، ولا النفس ترضى الانقياد .. هذا هو حالنا اليوم، فكيف نريد لها أن تنتقل بين عشية وضحاها و في أول يوم من أيام رمضان إلى نفس مطمئنة تغترف من فيض هذا الشهر الكريم لترويَ عطشها، و تأخذ زاداً لبقية أشهر السنة؟

كان السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ يستعدون لرمضان قبل ستة أشهر كاملة ـ يدعون في الستة التي قبلها أن يقبل الله منهم طاعاتهم في رمضان الماضي ـ .. وهم من هم! لأنهم فقهوا أن الذي يسمع مثلاً أن مكرُمة ستقام على الضفة الأخرى من النهر في صباح الغد .. لا ينام ليلته ليبدأ الإبحار عند الصباح حيث المكرمة قد بدأت، فهو حينئذِ سيصل بعد فوات الأوان، لكن الجادّ المتحمّس العاقل يسهر ليلته مُبحراً بين ظلمات البحر والليل، ليحظى أخيراً بتلك المكرمة. فهلاّ نبدأ نحن قبل شهر على الأقل؟ و نجاهد أنفسنا ونُتعبها الآن لكي تكون مستسلمة منقادة في ذلك الشهر الكريم .. تتفرّغ لاستشراف نفحاته، و الاستلقاء على ضفاف هُداه لاكتساب إشعاعات هِباته؟ أم ننتظر إلى أن يأتي و حالنا على ما هو عليه، فننشغل بالمحاولات المستميتة لكبح جماح أنفسنا عن التلذّذ بعظيم عطاياه؟

هذه دعوة أوجّهها إلى نفسي قبلكم .. علّنا نكون في هذا الشهر الكريم ممن عُتق من النيران، و غُفر له، و رحل عنه بزاد لا ينفد من الرضا العميق والسعادة الحَقّة.

القلم الإسلامي،،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير