تباً لك!
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[31 - 12 - 2003, 07:22 ص]ـ
هذا مقال رائع للرائع إبراهيم الوافي في جريدة الرياض السعودية
أيها القاتل للتاريخ والمقتول به! .. ...
لماذا نحبك حين يجب ان نكرهك ونكرهك حينما يجب ان نحبك ...
وحدك تتمدد في ذاكرة الوجع العربي، وتختبئ ... بين ذل نتعاطاه وآخر نستورده .... لماذا لم تمت مع من مات، أو تنتحر تحت أنقاض التماثيل،؟ لماذا لم ينهبوك حينما نهبوا تاريخ بغداد .. لماذا تركوك تلتهم كعك كبريائنا المزعوم
لماذا تركونا شجرا على جانبي ساحة تغتصب فيها العصافير الفراشات ...
... لماذا فضلت الاختباء في عمامة الحجاج، حين فتشنا عنك في راحتي الرشيد .. ؟!
لماذا لم تترك السحابة لتمطر كما تشاء .. حين كان كل الارض عراق .. وكل الذاكرة بغداد ... !؟
ايها الجاثم في ذاكرتنا كقبر منبوش، ايها المتصوف بنا وجعا والمتجوف بنا وهما والمتخوف منا لؤماً ... لماذا تظهر الآن لتغتصب منا الرحمة التي لم تمنحها حين انتظرها الجياع دما يراق في العراق واطفالا يرضعون الفرات ملوثا بنفط مشبوه! ...
لماذا لم تطلق لحيتك حين كانت مأوى الشياطين ومشانق المغضوب عليهم بأمر انتظارنا لفارس يحرم نبش القبور حين ينتصر على الموتى ... !
لا ادري لماذ اوجه سيل الاسئلة المستعصية هذه عليك بغرض التنفيس عن كبت فيك
لا كبت منك ... وعن وجع مضاعف لأجلك حين كنت وحدك كل الوجع العربي ... !
تمنيت ان تموت منذ زمن ولو بحجر طفل ... او بطلقة صياد عابث يصطاد الحمامات في رواشين المأمون ويخيف العصافير في الرصافة ... تمنيت ان تموت منذ ان صرخت صفارات الانذار في بيوت جيرانك الذين لايأمنون بوائقك ...
لكنني تمنيت انك لم تخلق بينما يبحثون في لعابك عن نفط آسن يختلط به، وعن بقايا لقمة متعفنة تختبئ بين أسنانك .. !!
ايها (الصدام) بين الحب والكراهية ... ايها القاتل حين تموت اكثر منك حين تحيا ... ماذا تركت لي ... بينما انتظر صبيي الذي يتخلق في شهره السابع ... ماذا سأقول لـ (وفاء) حين تسألني عن سنواتها الاولى وهي تدرس التاريخ الذي يكتبه المنتصرون في سيرتنا ... هل اقول لها كان قاتلاً سفاحاً مجرماً .. لكننا لم نستطع قتله .. فقتله المنتصرون بنا علينا؟! ام اقول لها مات حلما وعاش هما وبعث ضعفا واذلالا ... ؟!
لا اعرف كيف يمكن ان اصنف المواقف حين تعتمد وحدك جمعها كلها في سلة الاغتصاب الاقسى في تاريخنا ... لماذا لم تمت في حملة المغول ... لماذا ... لماذا ... لماذا؟
تبا لك حين نحبك رغما عنا! ..