تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الإشاعة]

ـ[الفهد9]ــــــــ[03 - 07 - 2003, 05:50 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإشاعة لغة:

قال في اللسان تحت مادة "شيع":

" شيعت فلاناً اتبعتُهُ. وشايعه: تابعه وقوَّاه. ويقال: شاعات الخير: أي لا فارقك. ومنه تشييع النار بإلقاء الحطب عليها. وشيعه: خرج معه عند رحيله ليودعه.

وتشيَّعَ في المشيء: استهلك في هواه. والشيوع: ما أوقد به النار. يقال شيع الرجل بالنار: أحرقه. والمشيع: العجول. والشَّياع: صوت قصبة الراعي وشبابته.

وأشاع بالإبل وشايع بها وشايعها مشايعة: أهاب بمعنى صاح ودعا.

وشاع الشيب: انتشر. وشاع الخبر: ذاع. وأشاع ذكر الشيء: أطاره. أشعث المال: فرقته.

والشاعة: الأخبار المنتشرة. ورجل مشياع: أي مذياع لا يكتم سرّاً. وشاع الصدع في الزجاجة: استطار " اهـ.

وقال الراغب الأصفهاني في المفردات: شيع: الشياع: الانتشار والتقوية. يقال: شاع الخبر أي كثر وقوي. وشاع القوم: انتشروا وكثروا. وشيعت النار بالحطب: قويتها. والشيعة: من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه، ومنه قيل للشجاع مشيع. يقال: شيعة وشيع وأشياع. قال تعالى: {وإن من شيعته لإبراهيم}. {هذا من شيعته وهذا من عدوه}. {وجعل أهلها شيعاً}. {في شيع الأولين}. {ولقد أهلكنا أشياعكم}.

وفي معجم مقاييس اللغة نلاحظ أن المادة " شع " أيضاً تأتي بمعنى قريب من معنى مادة شيع فهي بمعنى: تفرق وانتشر ومن ذلك شعاع الشمس. والشعاع - بالفتح - الدم المتفرق.

والمعنى المشترك البارز بين هذه المعاني اللغوية لمادة شيع هو الانتشار والتكاثر.

الإشاعة في الاصطلاح:

لها عدة تعريفات:

قيل (كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص إلى شخص دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق).

وقيل (هي اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين كي يؤمن به من يسمعه وهي تنتقل عادة من شخص إلى آخر عن طريق الكلمة الشفهية دون أن يتطلب ذلك مستوى من البرهان أو الدليل) ومن التعاريف أيضاً أنها:

(بث خبر من مصدر ما في ظرف معين ولهدف ما يبغيه المصدر دون علم الآخرين وانتشار هذا الخبر بين أفراد مجموعة معينة).

أو هي: (الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس والقصص التي يروونها دون التثبت من صحتها أو التحقق من صدقها).

ومن التعاريف للإشاعة أيضاً:

أنها (أخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة إليهم ويؤدي تصديقهم أو نشرهم لها إلى إضعاف روحهم المعنوية).

أو هي:

(النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولاً وهي سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي أو هادئ حسب طبيعة ذلك النبأ).

وكما يلاحظ فإن هناك رابطاً بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، وعاملاً مشتركاً هو الانتشار والتزايد.

مصادر الإشاعة:

منشأ الإشاعة وأساسها غالباً ما يكون:

خبر من شخص.

أو خبر من جريدة.

أو خبر من مجلة.

أو خبر من إذاعة.

أو خبر من تلفاز.

أو خبر من رسالة خطية.

أو خبر من شريط مسجل.

فهذه الوسائل هي طرق تناقل الأخبار بين الناس وانتشارها بينهم.

ولذا على ناقل الخبر أن يتروى ويتثبت في كل ما يقال وليحذر أن يبادر بالتصديق الفوري فإن الأصل البراءة التامة وتلك الإشاعة ناشئة طارئة والأصل بقاء ما كان على ما كان حتى تقوم الأدلة الواضحة على ذلك.

أنواع الإشاعة:

تختلف الإشاعة حسب اختلاف الشخص المنقول عنه أو الأشخاص المنقول عنهم.

فتارة تكون الإشاعة مدحاً وتارة تكون ذماً وتارة تكون خليطاً بين النوعين. وتارة تكون غريبة أي في سياق وقائعها حتى تكون في عداد المستحيلات لكن تلقف الناس وتناقله لها جعل المستحيل أمراً ممكن الوقوع.

مرد الإشاعة "المشاع عنه".

كثرة الإشاعات وتنوعها تدل على تنوع المشاع عنهم.

فتارة يكون الشيء المشاع عنه:

شخصاً موسوماً بالخير والصلاح أو شخصاً على العكس من ذلك. أو حدث غريب وهو أنواع كثيرة وبعض الأحداث شديدة الغرابة إلى حد كبير وضابطها: أمر يستحيل وقوعه أو يكاد يكون مستحيلاً.

ما الفائدة من ترويج الإشاعة:

مروّج الإشاعة لا يخلو مراده من مقاصد عدة.

الأول: النصح:

بمعنى أن ترديده لتلك الإشاعة في مجلسه أو مجالسه إنما هو بدافع الحرص على نصح ذلك المشاع عنه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير