[حي الملز يقتل حلة القصمان ..]
ـ[الحقنه]ــــــــ[05 - 07 - 2003, 01:44 م]ـ
البلاط الأحمر أو البحر الأحمر هو حي الملز في الرياض ..
كان اللي يسكن فيه في ذاك الوقت يعتبر ولد نعمة ..
ما علينا رحلنا من حينا القديم حلة القصمان إلى الملز ..
مبسوطين بالبيت الجديد الراقي الجميل ..
كل اثنين بغرفة وحوش فيه نخل وليمون ..
حتى البقرة والعنزة لها مكان فسيح و واسع. ..
حمامات حلوة ومطبخ نظيف وجدران خرسانية مصبوغة ..
وموكيت وستاير وأريل للتلفزيون الملون وفريونات ..
وندغ بفلافل (عرفة) وبروستد العجمي ..
وللفلة ثلاثة أبواب اثنين صغار والثالث كبير للموتر ..
بس كان هناك موعد حزين وسيء ينتظرنا وكل شيء له ضريبة ..
فقدنا بعضنا ما عاد الواحد يشوف الثاني إلا عند الأكل فقط ..
ما عاد نسمع تنحنح أبوي عند دخول البيت أو قيامه لصلاة الفجر ..
ما عاد نشوف الركن اللي متخذته الوالدة مصلى لها بكالربعة ..
راحت رشت السطح بعد صلاة المغرب حتى تفرش الفرش للنوم ..
وين عبد العزيز وهو يسولف مع بدرية بنت الجيران فوق الجدار ..
وحنا نوايق عليهم ونضحك ونخرب عليه لحظات الحب البريئة ..
يا ناس مضى وقت الدجاج وهن على الجدران يمشن ..
أو البساسة وهواشهن مع الديك وهو يؤذن مع المؤذن ..
كل شيء جميل خليناه في حلة القصمان يتيم وحيد حزين ..
العواطف الحنان المشاعر الأحاسيس ماتت ودفنت هناك ..
حتى الأصدقاء الحارة معروفين فلان وفلانة وعلان وعلانة ..
حريم الجيران ما عاد يلتقين مثل أول حتى الرجاجيل انقطعوا ..
انتقلنا إلى الغربة إلى الوحشة والصمت الأبدي الرهيب ..
جدران خراسانية مسلحة لا تكاد تنطق إلا بجفوة وشدة ..
الأكل ما هو الأكل واللبس أتغير والألعاب تبدلت ..
حتى الوجيه والأجسام تبدلت وصارت أشباح ..
الأواني والعفش والكماليات فقدت صوتها ونكهتها ..
الحنين راح وانتهى وحنيني ابد إلى أول منزلي ..
والحين وش حال أهل القصور الفاخرة العالية الفسيحة ..
يحسون باللي أحس فيه يشعرون بالغربة والبعد السرمدي ..
يمارسون لغة الهمس واللمس والجروح النازفة ..
أو كل واحد في عالمه الصامت الأخرس الأطرش ..
يموت يحزن يضحك يبكى يغني ينام شريد وحيد.
يدرون عنه وهو يدري عنهم ما دري والله هم يدرون عن بعض ..
أكيد يدركون خطر الانتقال من الماضي إلى الحاضر البغيض ..
آه يا حاضر أنت وياغايب ويا حي حلة القصمان ألف آه وآه وآه ..