تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[احذروا هذه الدورات الحديثة]

ـ[المحبة الصادقة]ــــــــ[06 - 06 - 2003, 12:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب

وخطورتها على معتقد الأمة

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد، فمن المعلوم أن الله سبحانه قد اصطفى نبيه واجتباه وأرسله برسالة الإسلام التي ختم بها الرسالات وقال: ? ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ?، ومن منطلق عقيدة ختم النبوة بمحمد ? وختم الرسالات بالإسلام الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ورضيه للبشرية منهجاً إلى يوم الدين نذكر إخواننا المسلمين بضرورة الاستمساك بالدين والاعتصام بالكتاب والسنة، والإقبال عليهما دراسة، وتطبيقاً، وتدبراً، واستشفاءً للقلوب والعقول والأرواح والأبدان، فبالاستمساك بهما يكون الوصول لكل خير والنجاة من كل شر، قال?: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ".

وقاعدة الكمال في الدين مطردة في كل نواحي الحياة فما زالت كثير من الأبحاث العلمية والتربوية حتى اليوم تكشف عن جوانب الإعجاز في هذا الدين، ومصادره العظيمة، وشعائره المقدسة، وهدي نبيه المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى.

هذا وإن من أخطر ما يواجه الأمة اليوم من صور الغزو ذلك الغزو الفكري الذي يستهدف الدين والعقل عن طريق صرف الأمة عن الكتاب والسنة، أو تهميش دورهما في الحياة فيكونا في مرتبة التابع والمؤيد لا مقام الهادي والمرشد، فتفقد الأمة بذلك هويتها وتضل عن مقومات عزها ونصرها وتميزها، ثم تلتفت - بقوة التلبيس واستغلال الخوف والقلق من مشاكل العصر الصحية والنفسية - إلى مصادر الأديان الأخرى أو نظريات الشرق والغرب القائمة على معتقداتهم ونظرتهم للكون والحياة.

وكثير من هذا الغزو اليوم يشمل فلسفات الفكر الصيني والهندي، على الرغم من أن أكثر تطبيقاته وافدة إلينا من بلاد الغرب ولا عجب فقد اعتنقه كثير من الغربيين إذ وجدوا فيه روحانيات هم متعطشون لها بعد انغماسهم في الفكر المادي قرون. وقد اتخذ هذا الفكر شعارات متنوعة الصور والتطبيقات تحمل معها عقائد دينية - غير معروفة عند الغالبية من المسلمين عامتهم وخاصتهم - ومذاهب فكرية يتعارض أكثرها مع مقدسات ديننا وثوابت عقيدتنا، وإن بدت بعيدة الصلة عن الاعتقاد، مرتبطة بالرياضة والتغذية والاستشفاء وأمور الحياة المادية المختلفة.

ماهي هذه المذاهب والعقائد؟ وكيف دخلت إلى بلاد المسلمين؟

دخلت هذه الوافدات الفكرية تحت شعارات برّاقة أبرزها: الصحة والسعادة. فهما من أهم مطالب الحياة الدنيوية المادية.

ومن مظلات هذا الفكر وعناوينه: الاستشفاء البديل، الطب البديل، الطب التكاملي، التناغم مع الطبيعة، اكتشاف الطاقة والقدرات، الرياضات الروحية، التأمل، التنويم، الاسترخاء. وأسمائه الصينية واليابانية والغربية الأصلية: "الريكي"، "التشي كونغ"، "اليوجا"، "التاي شي شوان"، "الماكروبيوتيك" وغيرها.

وهي في حقيقتها ممارسة عملية لأصول معتقدات أديان الشرق في الهند والصين والتبت من الهندوسية والبوذية والطاوية والشنتوية وغيرها التي تعتمد على فلسفة خاصة للإنسان والكون والطاقة الكونية.

ما حقيقة هذا الفكر الوافد؟ وما المراد بفلسفة الطاقة؟

ظاهرها خير محض فهي مجرد تطبيقات للصحة والرياضة!! ويزعمون أن فلسفتها تتلخص في أن الله قد جعل في الكون طاقة كونية عليا والإنسان بحاجة دائمة إلى تدفق هذه الطاقة الحيوية في بدنه للسلامة من الأمراض البدنية المستعصية، والوقاية من الاضطرابات النفسية والاكتئاب، لذا فهو بحاجة ماسة لتعلم هذا العلم الذي يعينه على تجاوز مثل هذه المخاطر في زمن كهذا الذي نعيشه بكل إفرازات الحضارة المادية من الاعتماد على المصنعات والكيماويات في الأغذية، ومن أنواع التلوث البيئي بسبب الحروب والأسلحة المدمرة ومخلفات الصناعة وغيرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير