تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الخطيب المتخلف ... !! الملامح والمظاهر ... !!]

ـ[القاموس]ــــــــ[16 - 04 - 2003, 01:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(الخطباء العوام)

اثارت أطروحات مختلفة قرأتها حول "المنبر" كوامن النفس للمشاركة في تفعيل هذا الموضوع اذ "الخطبة" وسيلة غالتها إخفاقات الخطباء المتتالية وهذا الإخفاق نتيجة متوقعة ممن لم يتخذ من منهاج النبوة في الخطابة (نبراساً) وأسرف في الإنشائية والسردية التي أقصته عن سياق النصوص النبوية وترسيخ عرى الإيمان وتصحيح المفاهيم التي بها نزل القرآن حتى عجزنا أن نفرق في بعض الأحايين [(خطبة الجمعة) عن (نشرة الأخبار)].

تمهيد:

يخرس الكثير عن التعليق حين يعلم أن لدى "يهود" (244) صحيفة أو تزيد في الولايات المتحدة منها (158) دورية و (30) دورية في كندا و (118) صحيفة في أمريكا اللاتينية و (348) دورية ومجلة في أوربا، بيد أن امتلاكهم لتلك الوسائل لايقارن بامتلاكنا لوسيلة تفترق عنها طريقة وتفوقها أهمية حيث "الملايين" من منابر الجمعة التي يرتادها المسلمون وجوباً وتعبداً وديانةً غير ان العيّ الذي عقد ألسنة الخطباء عن قول (ماينبغي) قوله أفضى الى تخلف تلك الوسيلة، ومن المألوف أن تأثير الخطب على المجتمعات يفوق تأثير الكتب بمراحل إذا أحسن الطرح واستمسك الدعاة بالمنهج النبوي المتجلي بالآتي:

المنهج:

1 - روى مسلم وأحمد من حديث عمار قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة فقهه فأطيلو الصلاة واقصرو الخطبة).

2 - وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السأم).

3 - وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه).

4 - وعند ابي داوود والحاكم وغيرهما عن جابر رضي الله عنه قال (كان رسول الله لايطيل الموعظة يوم الجمعة وانما هن كلمات يسيرات).

5 - قال بن القيم " .. وكذلك كانت خطبته إنما هي تقرير لأصول الإيمان .. فيملأ القلوب من خطبته إيماناً وتوحيداً ومعرفة بالله .. ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد وذكر أصول الإيمان الكلية وذكر آلائه التي تحببه الى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه." زاد المعاد (2/ 424).

وحيث أن الخطباء بشر يعتريهم من القصور ما يعتري غيرهم فقد لوحظ تواطؤ كثير منهم على خلفيات لايعضدها الشرع بل جاء بنقضها والعجيب أنهم يحافظون عليها ولكأنهم أحيو سنة مندثرة، وثمة أخطاء مبنية على أسس فكرية هشة يرفضها الواقع ننبه الى البعض اليسير منها في الآتي:

الإخفاقات:

- الإرتجال سبب أساسي في التطويل وقصم ظهور المؤمنين حيث يصعب عليه في الغالب تحديد النقاط مرتبة وافتقاد القيد الذي يحجزه عن الولوج في غير موضوع الخطبة الأساس.

- كما أن قلة الإهتمام بالتحضير يجعله يراوغ بين عدد من الموضوعات الا أنه لايدخل في أي منها كما أن اندهاشه لحضور مثقف أو مسؤول يجعله يتكلف البلاغة فيخفق. وحق في بعضهم قولهم:

خطبت فكنت خطبا لاخطيبا @ اظيف الى مصائبنا العظام.

- ضعف وعْي الخطيب بمجتمعه فتجده لايصل الى قلوب الجمهور فتجدهم في واد وهو في واد آخر فهوفي خطابه أقرب الى السلبية والجزئية والأحادية والارتجال والحماس والذاتية من التفعيل للإصلاحات الإجتماعية.

- كما أن انتهاج الإسلوب التعبوي هو أحسن مايلجأ اليه بعضهم وهو الأقدر على استقطاب الجماهير المتلهفة لمن يخرج عن المالوف.

- ومنها نشر الخطيب لكل مايقع في يده من أقصوصات ودراسات وبحوث وفتاوى وجيهة أو شاذة وفي هذا يقول الشاطبي ( .. وليس كل مايعلم مماهو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة .. ).

- كما ان الولوج في كل أمر مطروح والإجابة عن كل سؤال ليس من الفقه في شيء قال بن تيمية ( .. إن من المسائل جوابها السكوت كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء حتى علا الإسلام وظهر .. ) وقالو (ليس الفقيه من يعرف الحلال والحرام بل هو من يعرف خير الخيرين وشر الشرين).

- كما أن من البدع المتفشية والتي يقع فيها خطباء الأمة مايلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير