[الملوك والعلماء]
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 07 - 2003, 05:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك أن الملوك هم الساسة والقادة، وهم أصحاب النفوذ وملاك الأمر على مر العصور، ويسعى كل انسان بحكم فطرته الىالتقرب لهم ونيل رضاهم،ولا أستطيع وصف سعادة الفقير حين وقوفه بين يدي ملك أو حاكم،لأنه ينظر إليه بهيبة الملك وشموخ المكانة0
والملوك ومن في حكمهم أثرياء وأموالهم قناطير مقنطرة، يتنعمون بنعم الدنيا بهذا المال فيشيدوا القصور والأملاك ويتلذذوا بما لذ وطاب دون تعب أو نصب وليس عليهم حسيب أو رقيب، اذا قالوا ألتفتت إليهم الأسماع وإذا أمروا وجدوا الطاعات، واذا فرح أحدهم شاركتهم الشعوب الأفراح، وإذا غضبوا غضبت الرعية لهم، وهم يحمون ملكهم بالمال والرجال والعدة والعتاد0
ويقولون في الأمثال: الناس على دين ملوكهم، لأن الناس تتبعهم0
وكم من الملوك أصبحنا لا نعرف منهم إلا الإسم، سادوا ثم بادوا، وأصبحوا أثرا بعد عين،ولم يبق لهم ذرية ولا دينار أو درهم، نقرأ عنهم في كتب التاريخ، وليس لهم إلا ذلك الإسم أو ذاك الذكر0
أما العلماء فهم ورثة الأنبياء، لأن الأنبياء لا يورثوا إلا العلم،والعلم أعظم مراتب الملك،وقد قال بعض التابعين: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف، فلذة العلم في نفس العالم، أمتع نشوة من لذة الملك في نفس الملك ولننظر الى وقائع الأيام لنعرف صدق هذا القول،فالملوك الأوائل زالوا ولم يبق الا ذكرهم ونمر على ذكرهم عند قراءتنا مرور الكرام، أما العلماء فلا تزال نتائج أفكارهم ومسائل علمهم منثورة في بطون الكتب (أوعية العلم)، وكل محب للعلم فإنه يترحم عليهم كلما وقعت عيناه في مسألة من مسائلهم، فهم منارات لمن بعدهم وهم سحاب يستضل طلاب العلم بفيئهم، أثنى الله تعالى عليهم في القرآن، ولاتجد إنسانا مهما بلغ فرط جهله إلا أن يقر بفضلهم وتقدمهم،ففضائلهم بين الخلائق مشهودة ومكانتهم في الأعيان معدودة،وهم بين الناس كالنور الباهر في الظلام الدامس0
قال الشافعي:
تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لاعلم عنده ... صغير إذا ألتفّت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما**كبير إذا ردّت إليه المحافل
ولاترض من عيش بدونٍ ولايكن ... نصيبك إرث قدمته الأوائل
ـ[الأحمر]ــــــــ[16 - 07 - 2003, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز شكرًا لك على هذه الكتابة التي تقارن بين الملوك والعلماء فلا يخفى على أحدٍ المفارقةُ بينهم