تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا البحر الطويل "فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن" كقول أبو الأسود الدؤلي:

يقولون أقوالا بظن وشبهة فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا

وهي في مجموعها ستة عشر بحرا ... تسمى عروض الخليل بن أحمد، لا يملك الشعر فكاكا منها، يشدو الشعر في بحور الخليل بن أحمد ويسبح في بحور الخليل بن أحمد وقد يغرق أيضا في بحور الخليل بن أحمد.

ظلت بحورنا كذلك حتى كسرت نازك الملائكة طوق الجمود ولم يمنعها في ذلك كونها إحدى أفراد نون النسوة فأضافت إلى عروض الخليل بن أحمد تفعيلات الشعر الحر كاشفة النقاب عن إمكانية المزج بين التفعيلات مؤطرة للشعر الحر ومسائله وقواعده ... فكشفت لنا أن الشعر يمكن أن يستقيم بتفعيلتين ... وكشفت لنا أن الشعر يمكن أن يستقيم بأكثر من قافية ... ولكن شيئا فشيئا عاد الوعي الشعري إلى الاعتقاد بأن الشعر وليس المجتمع وحده لا يستقيم إلا بتفعيلة واحدة وقافية واحدة.

ولعل أجمل ما كتبته نازك الملائكة في توصيف المعارضين للشعر الحر ... هذه العبارة التي تتسم بسعة الدلالة وعمق الانسجام:

ما زال المتعصبون والمتزمتون من أنصار الشطرين (أي الشعر العمودي) يدحرجون في طريق الشعر الحر صخورهم التي يظنونها ضخمة بحيث تقتل الشعر الحر وتزيحه من الوجود. مع أنها لا تزيد على أن تتدحرج من الجبل إلى الوادي ثم ترقد هناك دون أن تؤثر في مجرى نهر الشعر الحر الجارف".

ولكن فات نازك أن تدرك أن الصخرة قد تصيب في تدحرجها رأسا فتهشمه وتحدث الضرر المريع في طريقها قبل أن ترقد في الوادي.

هذا هو إذن أثر من آثار "فَعَلَ" في اللغة العربية وجذورها العميقة في اللاوعي اللغوي نجدها في النحو كما نجدها في الشعر ونجدها في المجتمع كما نجدها في اللغة.

أما وقد رأينا أن الفعل هو محور اللغة العربية وعمودها الذي يشكل هيكلها وهيكل ديوانها ... أَوَ ليس من باب المستغرب ... ومن الباعث على التأمل في الوقت ذاته انعدام الفعل ذاته ... أو قل ضآلة دوره في النمط الحياتي في حاضرنا؟ أَوَ ليس من المفارقة التي تدعو إلى التفكير أن الظاهرة الصوتية طمست الظاهرة الفعلية وغيبتها؟ فمن يقوم بتفعيل الفعل ليصبح فاعلا في زمن ظل الفعل السائد فيه معتلا؟.

*كاتبة وأكاديمية سعودية

ـ[5110]ــــــــ[24 - 07 - 2003, 03:55 ص]ـ

شكرا لك عن نقل المقال

وانا معك ايضا بانها ليست فقط لغة الضاد بل ارى انها لغة العين حيث لا يوجد حرف مثله في بقية اللغات واعني النطق

حيث ان جميع معشر غير العرب لا يستطيعون نطقعه كما هو ولكن ينطقونه كنطق الالف

وشكرا لك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير