ـ[بديع الزمان]ــــــــ[26 - 07 - 2003, 11:53 م]ـ
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها " أخرجه الترمذي وابن ماجة.
اختلفت قناعات الناس حول مفهوم السعادة، كل حسب ميوله وأهوائه وتكوينه، فمنهم من يراها في جمع المال، ومنهم من يراها في إشباع الرغبات العاطفية والجسدية، ومنهم من يراها في الانفلات والحرية، ومنهم من يراها في الصحة والعافية ...
هؤلاء، عندما يتمكنون مما ظنوه سعادة .. إذا بهم بعد قليل يملون ويسأمون. أما أهل العقل والخبرة والإيمان، فغالبا ما تصح قناعاتهم ..
· السعادة في رحاب الإيمان:
فالمؤمن كل أمره لفي خير، لا يغشى هما، ولا يخشى فقدا، أو مفقودا عنه، وليس ذلك إلا للمؤمن. ومن هذا المنطلق فإن الإيمان بالله تعالى هو رأس الفضائل ولجام الرذائل، وسند العزائم، وبلسم الصبر عند المصائب. يقول الشاعر الحطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخرا وعند الله للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب ولكن الذي يمضي بعيد
وتأمل المقابلة القرآنية بين الهدى والفلاح، وبين الضلال والشقاء. يقول تعالى: " فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى *)
وصدق أحد الصالحين حينما قال: نحن في سعادة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف.
· السعادة في عافية النفس والجسم:
إن هذه السعادة لا يقدرها إلا الذي يعيش ليله ونهاره مروع البال، فاقدا للطمأنينة، مهددا في أي وقت بالطرد أو بالسجن أو بالقتل، كذلك من ذاق طعم الجوع، وعانى آلام ولوعة المرض، فنطق بها الحكيم: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يعرفها إلا المرضى.
· السعادة في نقاء الضمير:
والإحساس بالعطاء والنبوغ، وليست كما يعتقد الكثير أنها في الشهوة، وحيازة المال، ومعيشة الترف. يقول الشاعر أحمد شوقي:
فإن السعادة غير الظهور وغير الثراء وغير الترف
ولكنها في نواحي الضمير إذا هو باللوم لم يكتشف
وروموا النبوغ فمن ناله تلقى من الحظ أسنى الشرف
· السعادة في أن تكون ذا رسالة تعيش لها وبها في الحياة:
ولا تعيش حياة الخنوع والخمول، ومع السائرين خلف كل ناعق، وقد عبر عن ذلك ببراعة الشيخ العالم يوسف القرضاوي:
قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود
في العيش بين الأهل لا عيش المهاجر والطريد
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
قلت: الحياة هي التحرك لا السكون ولا الهمود
وهي الجهاد، وهل يجا هد من تعلق بالقعود
هي أن تعيش خليفة في الأرض شأنك أن تسود
من هنا
( http://www.khayma.com/mchamsipasha/Happiness.htm )
ـ[مها]ــــــــ[30 - 07 - 2003, 05:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأستاذ /بديع الزمان على رده
حيث جعل سعادته في أمور شتى ومنها صلاة الليل من خلال الموضوع الذي نقله، ولا يخفى علينا مالصلاة الليل من فضل كبير،فعن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل] رواه الترمذي.
كما أشكر الأستاذ / خالد الشبل لعرضه لأبيات عائشة التيمورية الرائعة في الحكمة.
وجمع بين سعادة الدنيا المتمثلة في حسن الخلق، وسعادة الآخرة المتمثلة في العتق من النيران.
نسأل الله العظيم أن يسعدنا في الدنيا والآخرة ويعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار.
اللهم آمين
تحياتي.
ـ[الفهد9]ــــــــ[31 - 07 - 2003, 06:29 ص]ـ
شكرا ياأستاذه مها
على هذا الطرح الجيد لموضوع دار فيه الخلاف منذ القدم (مفهوم السعادة)
كما أشكر إخواني المشرفين والأعضاء على هذا التواصل والابداع ..
وخلاصة القول:
المؤمن بالله هو السعيد في الدنيا والآخرة
والله أعلم
ـ[مها]ــــــــ[03 - 08 - 2003, 04:14 ص]ـ
شكرًا للفهد على الرد
وأود أن أذكر بعض الوسائل المفيدة للحياة السعيدة:
1 - الإيمان والعمل الصالح.
2 - الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف.
3 - الاشتغال بعمل من الأعمال الصالحة أو علم من العلوم النافعة.
4 - الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في المستقبل.
5 - الإكثار من ذكر الله تعالى.
6 - التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة.
7 - النظر إلى من هو أسفل منك في متع الحياة.
8 - السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم بنسيان مامضى من المكاره.
9 - الدعاء بصلاح الدين والدنيا والآخرة.
10 - السعي في تخفيف النكبات بتقدير أسوأ الاحتمالات التي تنتهي إليها.
11 - قوة القلب وعدم انزعاجه واستسلامه للأوهام.
12 - التوكل على الله والاعتماد عليه.
13 - مقابلة الإساءة بالإحسان.
14 - عدم طلب الشكر إلا من الله.
15 - حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل.
¥