تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فعندما يكتب أحدنا موضوعا في فن من الفنون، فإنه يحتاج إلى مراجع يأخذ منها الشواهد والأدلة وما إلى ذلك من مستلزمات البحث، ومن الأمانة الأدبية أن يشير الكاتب إلى المصادر التي استقى منها أدلته أو شواهده في بحثه،سواء كان ذلك عن طريق النقل أو الاقتباس، لأن ذلك من بركة العلم، فالواجب على الكاتب أو الباحث أن يذكر المصادر التي نقل منها وعليه أن يشير إليها إشارة واضحة، لأنها حقوق يملكها أصحابها، وعدم الإشارة إليها تعتبر سرقة،لافرق بينها وبين سرقة المال أو المتاع بل هي أشنع وأفنع، لأن المال كان عند غيرك ثم انتقل إليك وربما ذهب إلى غيرك مرة أخرى، بينما أفكارك أنت مبتكرها ولن تذهب إلى غيرك إلا مع الإشارة إليك! وكلنا يعلم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر منها (علم ينتفع به) فربما يقرأ أحدهم كتابةً كتبتَها فيقول (جزاه الله خيرا) ومن قال ذلك فقد أبلغ في الثناء 0

أيحق لأحدنا أن يكون سببا لحرمان مسلم عن مثل هذه الدعوة المباركة؟

أوصيكم وأوصي نفسي بعدم التهاون في هذا الأمر 0

وحدث ذات مرة أن كتبتُ موضوعا في أحد المنتديات، وكنت نقلت أكثر من ثلثي الموضوع من منتدى الفصيح وقد أشرت الى ذلك بنفس الموضوع وقمت بوضع رابط منتدى الفصيح، إلا أن المشرف قام بحذف الرابط وإزالة الإشارة،فاصبح الموضوع منسوبا لي دون عزو الى مصدر،وفي هذا مغالطتان، الأولى عدم صحة أن الموضوع لي فهو ليس من بنيات أفكاري بل وليس من أولادها: D ، والمغالطة الثانية إسقاط حق صاحب الموضوع الأصلي، وهو حق مشروع له، سواء غاب أو حضر، ثم قمت بحذف الموضوع كله لهذا السبب0

وقد يتعذر البعض بأن الحال في (الإنترنت) يختلف من جهة حقوق الملكية الفكرية عن الكتب والبحوث في الخارج، وربما يحلل هذه السرقة، ولكن:

إن لم تمت بالسيف مت بغيره ... تتعدد الأسباب والموت واحد!

والخلاصة،أن قيمة الإنسان إنما تتجسد في علمه وتطبيق علمه قولا وعملا،وأمانته يجب أن تكون في السر مثل العلن،وهذا هو الصفاء والنقاوة في الخَلق والأخلاق 0

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير